عمرو عبيد (القاهرة)

احتاج البرتغال، حامل لقب «يورو 2016»، إلى خوض جميع مباريات التصفيات القارية، والانتظار حتى الجولة الأخيرة، من أجل حصد بطاقة التأهل إلى نهائيات «نسخة 2020»، ليعيد «السليساو» ذكريات من التأهل المتأخر لأبطال سابقين، واجهوا صعوبة واضحة في بلوغ النهائيات، من أجل الدفاع عن ألقابهم، والمثير أن «رفاق الدون»، كريستيانو رونالدو، سجلوا رقماً سلبياً لم يتحقق منذ 24 عاماً، بعدما احتل البرتغال وصافة المجموعة الثانية، بعد أوكرانيا، لثاني مرة في تاريخ التصفيات، خلال 60 عاماً، بعد الدنمارك الذي حقق اللقب التاريخي في «نسخة 1992»، قبل أن يتأهل ضمن أفضل ثواني إلى النسخة التالية في «إنجلترا 1996».
ويروي تاريخ التصفيات الأوروبية، أن انتظار البطل حتى نهاية الجولة الأخيرة، لبلوغ النهائيات، تكرر 5 مرات سابقة، بجانب ما حدث مع «سليساو أوروبا» هذا العام، أولها في «نسخة 1980»، عندما احتاج بطل «يورو 1976»، تشيكوسلوفاكيا، للفوز في الجولة الأخيرة، على لوكسمبورج، برباعية، من أجل التأهل والدفاع عن لقبه، واحتل وقتها المركز الأول في المجموعة الخامسة، بفارق نقطة عن فرنسا، وفي تصفيات «يورو 1984»، تكرر الأمر مع ألمانيا، بطل النسخة السابقة، حيث كان رابع المتأهلين إلى النهائيات، بعد انتصار صعب جداً، على ألبانيا، في الجولة الأخيرة، بهدفين مقابل هدف، ليبلغ النهائيات بفارق الأهداف فقط عن منافسه العنيد آنذاك، أيرلندا الشمالية.
وبرغم أن هولندا أبهرت العالم في نسخة 1988، إلا أنها تعثرت في التصفيات التالية، وكان سادس منتخب يبلغ نهائيات «يورو 1992»، بعد الفوز على اليونان، خارج الديار، في الجولة الأخيرة، ليحصد بطاقة التأهل عن المجموعة السادسة بفارق نقطتين عن البرتغال، ومثلما حقق الدنمارك المفاجأة الكبرى، بحصد لقب نسخة السويد 1992، سجل واقعة تاريخية، عندما انتظر حتى النهاية لحسم تأهله، بعد حصوله على المركز الخامس، ضمن أفضل ثواني للمجموعات، للمرة الأولى في مسيرة التصفيات، واحتاجت ألمانيا مرة أخرى خوض جميع مواجهات التصفيات المؤهلة إلى بطولة 2000، حيث كان سادس المتأهلين إليها، بعد الإفلات من الكمين التركي في المجموعة الثالثة، وتعادل «الماكينات» على ملعبه مع تركيا، من دون أهداف، في الجولة الأخيرة، ليحصد «المانشافت» بطاقة التأهل بفارق نقطتين عن الأتراك.
وخلال آخر 4 نسخ أوروبية، لم يعرف البطل، التأهل المتأخر في التصفيات التالية، حيث كان «الديوك» أول المتأهلين إلى نهائيات 2004، بعد فوزه بلقب نسخة 2000، وللمرة الأولى في تاريخ التصفيات، ينجح البطل في بلوغ النسخة التالية مبكراً جداً، خلال الجولة قبل الأخيرة، ثم جاء الدور على اليونان، صاحب معجزة «يورو 2004»، عندما كان ثاني المتأهلين إلى نسخة 2008، قبل النهاية بجولتين، وهو ما تكرر مع «الماتادور» الإسباني في النسخة التالية مباشرة، عندما كان الرابع في ترتيب من بلغوا نهائيات 2012، وجاء سابعاً في نسخة 2016، قبل ختام التصفيات بجولة واحدة.
تاريخ تصفيات كأس الأمم الأوروبية، يحمل 3 محطات سلبية في تاريخ أبطال «القارة العجوز»، عندما فشل حامل اللقب في التأهل إلى النسخة التالية، ولم يحدث ذلك منذ 32 عاماً، عندما فشل «الديوك» في بلوغ «نسخة 1988»، برغم فوزه باللقب قبل 4 سنوات، لأنه احتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة، بعد الاتحاد السوفييتي، بطل المجموعة، ثم ألمانيا الشرقية الوصيف، وابتعد المنتخب الفرنسي عن قمة المجموعة بفارق 7 نقاط، بعد نتائج مخيبة للغاية!
وقبلها شهدت نسختا 1968 و1972، عدم تأهل البطل مرتين متتاليتين، وهو ما لم يتكرر أبداً بعدها، حيث فشلت إسبانيا، حامل لقب نسخة 1964، في بلوغ نهائيات النسخة التالية، بعد الهزيمة أمام إنجلترا، ذهاباً وإياباً في المرحلة الإقصائية الأخيرة في التصفيات، وهو ما فعلته إيطاليا، بطل 1968، عندما فشل «الآتزوري» في اللحاق بركب المتأهلين إلى نسخة 1972، عندما سقط في ذات المرحلة الإقصائية، على يد بلجيكا، بعد التعادل سلبياً في ميلان، ثم الخسارة 1 - 2 في عقر دار الشياطين، والطريف أن «لاروخا» و«الآتزوري»، حصدا اللقبين بعد استضافة النسختين، ثم فشلا أيضاً في بلوغ النسخة التالية مرتين متعاقبتين!