تشارك فلسطين في أولمبياد لندن من 27 يوليو الحالي إلى 12 أغسطس المقبل بوفد من 10 أشخاص، بينهم 5 رياضيين (3 رجال وسيدتان)، إلا أن اللجنة الأولمبية الفلسطينية لا تأمل من هذه المشاركة سوى أن تكون “رمزية” وبداية التحضير للتنافس الحقيقي في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016. ويأمل الفلسطينيون تحقيق هدف محدد من هذه المشاركة، يتمثل في الناحية الإعلامية، حيث أطلقت اللجنة الأولمبية الفلسطينية على المشاركة الحالية “عام الاستحقاق الأولمبي - فلسطين الدولة.. فلسطين الاستحقاق”. وتشارك فلسطين في الألعاب الأولمبية للمرة الخامسة على التوالي بعد اتلانتا 1996 وسيدني 2000 وأثينا 2004 وبكين 2008، ويأمل رئيس لجنتها الأولمبية اللواء جبريل الرجوب “بأن تكون آخر مرة تشارك فيها فلسطين بشكل رمزي”. وقال الرجوب في حفل أقيم قبل أيام لوداع البعثة الفلسطينية، حضره سفراء بريطانيا واليابان وتونس لدى السلطة الفلسطينية، “إنها آخر مرة في تاريخ الشعب الفلسطيني ستكون فيها مشاركتنا رمزية”، وأضاف “إنها المشاركة الخامسة لنا في الألعاب الأولمبية، وهي متواضعة وأقرب إلى الرمزية منها إلى التنافسية، ونأمل أن ندخل مرحلة التنافس في عام 2016” في ريو دي جانيرو. وقال “نأمل من مشاركتنا بين 204 دول عرض القضية الفلسطينية أمام هذه الدول، وأن نرتقي إلى مستوى عظمة الشعب الفلسطيني وإصراره ومعاناته”. وأسند الفلسطينيون مهمة حمل علم بلادهم في افتتاح الأولمبياد إلى رياضي مقدسي، هو لاعب الجودو ماهر أبو رميلة لإعطاء هذه المشاركة “مغزى” حسب تعبير رئيس البعثة إلى لندن هاني الحلبي. وعلى صعيد الاستعداد، يحرص أبو رميلة على مواصلة العمل في محل يملكه لبيع الألبسة الخاصة بالمحجبات في القدس الشرقية رغم اقتراب موعد المشاركة في الألعاب، وأوضح أبو رميلة لوكالة “فرانس برس” أنه يحرص على التدريب ما بين السادسة والثامنة صباحاً، قبل أن يتوجه إلى عمله حتى الرابعة عصراً، ثم يتدرب ساعتين إضافيتين قبل العودة إلى العمل من جديد في السادسة مساء. ولن يرافق أبو رميلة إلى لندن أي من أفراد أسرته، وقال “نحن على أعتاب شهر رمضان، وسترتفع نسبة العمل في المحل لذلك يجب أن يبقى هنا من يواصل العمل فيه”، ويفخر أبو رميلة (28 عاماً) بأنه وصل إلى أولمبياد لندن عن جدارة واستحقاق بعد أن فاز على لاعب من هونج كونج في منافسات وزن دون 73 كلج ضمن بطولة العالم في اليابان في سبتمبر 2010، وحصل بالتالي على النقاط المؤهلة. وبدأ أبو رميلة ممارسة رياضة الجودو منذ نعومة أظفاره وتحديداً عندما كان في سن الثامنة، ولطالما حلم بالوصول إلى الأولمبياد لذلك استطاع أن يوائم بين متابعة تمارينه الخاصة والوقت المخصص لعمله دون أن يؤثر أي منهما على الآخر. وقال الرياضي الفلسطيني لوكالة فرانس برس “مشاركتي في الألعاب الأولمبية كانت حلمي الدائم، الحمد لله أن هذا الحلم قد تحقق في أولمبياد لندن، وأنا أول لاعب فلسطيني يشارك بجدارة واستحقاق وليس ببطاقة بيضاء مقدمة على شكل منحة أو دعوة من اللجنة الأولمبية الدولية”. من جانبها، لا تتوقع العداءة الفلسطينية ورود صوالحة أن تنافس في لندن في سباقها المفضل 800 م، لكنها تأمل بأن تعكس صورة جيدة تؤهلها لتحقيق الانتصار في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وتكون مشاركتها عن جدارة وليس بموجب منحة دولية. وقالت صوالحة (21 عاماً) المولودة في نابلس لوكالة فرانس برس “بالتأكيد لن أنافس على إحدى الميداليات، لكن آمل أن أحقق رقماً شخصياً جديداً، وإن شاء الله مشاركتنا ستكون تنافسية في أولمبياد البرازيل”. وبدا والد ورود عبد الناصر صوالحة فخوراً بابنته، وقال “كلي فخر بأن ابنتي ستشارك في الألعاب الأولمبية وستمثل وطنها وتقدم أفضل ما لديها أمام العالم”. ويضم الوفد الرياضي الفلسطيني إلى لندن أيضاً العداء بهاء الفرا من قطاع غزة (400 م) والسباحة سابين حزبون من بيت لحم (50 م فراشة وحرة) والسباح أحمد جبريل المقيم في مصر (400 م حرة). ويشارك السباحان بموجب منحة شرفية وأمضيا حوالي سنة كاملة في إسبانيا ضمن معسكر تدريبي في أفضل الأكاديميات المتخصصة في السباحة، وكذلك الحال بالنسبة إلى الفرا وصوالحة اللذين أمضيا 3 أشهر في معسكر تدريبي في مصر، كما قال رئيس البعثة.