على الرغم من مضي 12 عاماً على إطلاق العمل ببناء المحطة الفضائية الدولية، إلا أنها لم تحظَ خلال هذه الفترة الطويلة بمثل الاهتمام الذي تحظى به اليوم. وسبب ذلك، يعود إلى إضافة الكبسولة الفضائية المتطورة ذات التجهيزات المثيرة “ترانكيليتي” Tranquility التي يبلغ وزنها الإجمالي 18143 كيلوجراماً، واشتق اسمها من اسم “بحر الهدوء” الذي شهد عام 1969 الحدث الأكبر في تاريخ البشرية عندما هبطت على سطحه المركبة الفضائية الأميركية “أبولو” وعلى متنها ثلاثة روّاد فضاء. ويبين المخطط المرفق المكان الذي سيتم فيه تثبيت الكبسولة “ترانكيليتي” عندما تصبح جزءاً من المحطة الفضائية، حيث سيقوم بنقلها المكوك الفضائي “إنديفور” في مهمة خاصة أعطيت الاسم الرمزي “إس تي إس- 130”. وتمكنت الفرق الفنّية المتخصصة في المحطة الفضائية والمحطات الأرضية، من إتمام الأعمال التمهيدية استعداداً لعملية التحام “ترانكيلتي” بالمحطة الفضائية الدولية. وعمد رواد الفضاء المقيمون في المحطة لإزالة آخر العوائق التي تقف عائقاً أمام إنجاز هذا العمل. ومن المنتظر أن يتم إطلاق المكوك الذي يحمل الكبسولة غداً الأحد في تمام الساعة 4:30 صباحاً بتوقيت شرق أميركا. وتعد “ترانيكيليتي” إحدى عجائب فن بناء الكبسولات الفضائية المأهول حيث تشبه غرفة واسعة يبلغ طولها 640 سنتمتراً، وهي مخصصة لإقامة روّاد الفضاء. وتم تجهيز الكبسولة بحيث تضم مخبراً لتوليد الأوكسيجين من بعض المركبات المخزونة في مستودع خاص، وتتضمن أيضاً نظاماً معقداً لتنقية الهواء، وآخر لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي، وحماماً ودورة مياه، وجهازاً لمزاولة رياضة المشي والجري. وبهذا تكون “ترانكيليتي” أول كبسولة فضائية تقدم لسكانها من روّاد الفضاء خدمات فندقية متكاملة. ويتضمن التركيب الهندسي البنائي لـ”ترانكيليتي” قمرة صغيرة تدعى “كوبولا” مصنوعة من معدن الألمنيوم، ومجهزة بنوافذ زجاجية تسمح للروّاد برؤية الأرض والفضاء الخارجي بوضوح شديد، وبزاوية كاملة تبلغ 360 درجة. ويبلغ ارتفاع “كوبولا” 1.5 متر وتزن لوحدها 1880 كيلوجراماً. وبهذه المواصفات الهندسية المتقدمة، يمكن القول إن الكبسولة “ترانكيليتي” تعدّ الآن إحدى عجائب التجهيزات الفضائية التي تأتي في وقت أصبحت فيه مثل هذه التطورات المفاجئة نادرة جداً، بعد أن تخلّت الولايات المتحدة عن دعم المشاريع الفضائية. عن موقع universetoday.com وموقع nasa.gov