اقتربت كأس آسيا 2019 من نهايتها، وسيعود الجمهور للتركيز على محافل أخرى، معظمها أوروبية، وبعض البطولات المحلية ودوري أبطال آسيا، لكن سيبقى الاتحاد الآسيوي مشغولاً بكثير من التفاصيل.
وسوف يكون الحدث الأبرز والأهم للمرحلة المقبلة ما سيحدث في 6 أبريل 2019، وهو موعد انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي، إذ سنعرف إن كان هناك تغيير في الاستراتيجية والرؤى، في حال فاز معالي اللواء محمد خلفان الرميثي بالانتخابات، أو سيبقى الاتحاد بتوجهه المرضي للشرق، غير المريح لنا.
بعد تلك الانتخابات، يجب فتح عدة ملفات؛ أولها التوسع الحقيقي بدوري أبطال آسيا، لتشمل القارة كلها، فلا يمكن قبول مشاركة 24 منتخباً في كأس الأمم، والبطولة السنوية لا تغطي نفس العدد منها، فمشاركة رمزية ولو في الدور الأول لبعض البلدان، ستخلق مفاجآت حاسمة، أو ستنشر البطولة بشكل أفضل في القارة ككل.
وينطبق نفس الكلام السابق على كأس الاتحاد الآسيوي، إذ يجب البحث أكثر بسبل تطويره، وجعله أكثر جذباً جماهيرياً وإعلامياً، ليكون محركاً إضافياً للكرة في المنطقة، وبعد ذلك يمكن التفكير بكأس السوبر الآسيوية على طريقة الذهاب والإياب، وإعادتها للحياة من جديد.
ولم أقرأ كثيراً عن عمل الاتحاد الآسيوي على مستوى المعرفة بكرة القدم، فصحيح أنه يعمل بجد في مسألة تأهيل المدربين والحكام القاريين، لكنني لم أسمع الكثير عن عمله في تأمين التأهيل اللازم في مناصب ناقصة لدينا، مثل إدارة الأندية وعلوم الرياضة والجوانب الاقتصادية والتطويرية في اللعبة.
ولا يمكن تجاهل مسألة تأمين محتوى رقمي مجاني، لتأمين المعرفة من جهة، ونشر الثقافة الكروية الآسيوية من جهة أخرى، فالكثيرون في القارة قد يهتمون بالملخصات لدوريات قوية فيها، لكنهم غير مستعدين لدفع الأموال مقابل مشاهدة مباريات كاملة، وهذا الحديث يمكن تنسيقه عبر الاتحاد الآسيوي ليس فقط على مستوى البطولات الكبرى، بل حتى الدوريات المحلية التي ليس لها بالأساس نشاط كبير على مستوى الحقوق.
وهناك أمور أخرى تحتاج لمزيد من العدل، فلا يمكن لبطولات قارية أن تتبع فقط قوانين وتوقيت دوريات الشرق، فصحيح أنها الأثقل من حيث العوائد المالية، لكنها ليست الأقوى بشكل مطلق من النواحي الكروية، وهذا ينطبق على مسألة التوقيت وعدد الأجانب، وتفاصيل أخرى يجب الوقوف عندها.