أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
أكد معالي يوسف العتيبة، سفير الدولة لدى واشنطن، أن العلاقات الإماراتية- الأميركية تشهد تطوراً كبيراً في مختلف المجالات ولاسيما التبادل التجاري الذي بلغ 24.3 مليار دولار في العام الماضي 2017، بمعدلات نمو يقترب من 6 أضعاف مقارنة بحجم التبادل التجاري في عام 2002، الذي كان قد بلغ 4.5 مليار دولار، مشيراً إلى أن الدولة تعد السوق المستورد الأكبر في المنطقة من الولايات المتحدة للعام التاسع على التوالي، وأسهمت هذه الصادرات في خلق ما يقارب 120 ألف وظيفة في السوق الأميركي.
وقال معالي العتيبة في كلمة مصورة بثت في افتتاح قمة المائدة المستديرة العاشرة لغرفة التجارة الأميركية التي عقدت أمس في أبوظبي: «إن غرفة التجارة الأميركية في أبوظبي تلعب دوراً مهماً في تقوية العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة، حيث إن العلاقات التجارية من العوامل المهمة في توسيع العلاقات الثنائية بين البلدين، وأود أن أشكر الغرفة على عملها الجاد في تسهيل الأعمال والتجارة بين المؤسسات في البلدين».
وأضاف أنه: «منذ تأسيس دولة الإمارات، فإن البلدين لديهما أهداف مشتركة لتعزيز السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وعبر العقود الماضية أدى التعاون الوثيق في مجال الأمن إلى زيادة غير مسبوقة في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية».
وأشار العتيبة، إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة الأسرع نمواً بين الشركاء التجاريين، لافتاً إلى أن حجم التجارة قفز من 4.5 مليار دولار في عام 2002 إلى 24.3 مليار دولار في عام 2017، من بينها 20 مليار دولار إجمالي ما استوردته الإمارات من الولايات المتحدة، محققة فائضاً تجارياً قدره 17.7 مليار دولار لصالح الولايات المتحدة، لتحل في المركز الثالث للولايات المتحدة في تحقيق الفوائض التجارية عالمياً، فيما كان إجمالي صادرات الإمارات للولايات المتحدة في العام نفسه قد بلغ 4.3 مليار دولار، بزيادة قدرها 44% منذ عام 2015.
ولفت سفير الدولة لدى واشنطن إلى أن الإمارات تعتبر السوق الأكثر استيراداً للسلع والخدمات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأسهمت هذه الصادرات في خلق نحو 120 ألف وظيفة في سوق العمل الأميركي، موضحاً أن أكثر من 70 ألف مواطن أميركي يعيشون ويعملون في الدولة.
من جانبها، قالت كاثرين سويت نائبة القائم بأعمال السفارة الأميركية في أبوظبي: «إن الإمارات شريك استراتيجي وشهدت العلاقات الثنائية تطوراً كبيراً، لاسيما في حجم العلاقات التجارية ومختلف المجالات كالرعاية الصحية والبنية التحتية والتجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة والإمارات والذي يقترب من 25 مليار دولار»، مضيفة أن العلاقات بين البلدين تعد النموذج الأمثل للتعاون، حيث تقوم على الشفافية والتسامح.
إلى ذلك، قال شريف فهمي رئيس غرفة التجارة الأميركية بأبوظبي: «إن القمة تكمل عامها العاشر على التوالي، وتواصل نجاحها في تعزيز دور الاستثمارات بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات، كما لدينا التزام لدعم أهداف ورؤية الإمارات 2021، لاسيما بعد إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، (مبادرة غداً 21) الشهر الماضي».
وأضاف أن قمة المائدة المستديرة تناقش العديد من مجالات التعاون في قطاعات الأعمال الرئيسة مثل المياه والطاقة، والنفط والغاز، والبنوك والمصارف، والابتكار في مجال الشبكات والأمن السيبراني، والتعليم والتدريب المهني، والهندسة وإدارة المشروعات، والدفاع، والفضاء، والأمن، والرعاية الصحية، والتأمين، والسياحة والفنادق.
من جانبه، قال الدكتور عبدالله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد: «إن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والولايات المتحدة من الأكثر نمواً في العالم ومنطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أهمية قمة المائدة المستديرة، حيث مناقشة التحديات والفرص بين مسؤولي البلدين والقطاع الخاص وأعضاء غرفة التجارة».
وأضاف أن دولة الإمارات تحتل المرتبة السابعة في تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث بلغت أكثر من 16 مليار دولار في عام 2017 بمعدل زيادة بلغ 23% مقارنة بعام 2016، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين شهد العديد من المجالات الناجحة مثل الرعاية الصحية، والطاقة المتجددة والطاقة النووية للأغراض السملية، التي تدعم الاقتصاد في البلدين وخلق الوظائف وتقوية الابتكار.
في السياق ذاته، أكد الدكتور محمد ناصر الأحبابي، المدير العام لهيئة الإمارات للفضاء، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لديها تطلع لإعداد أجيال قادرة على دخول مجال أبحاث الفضاء لما لها من أهمية كبرى في المستقبل، حيث المساهمة في المجالات الاقتصادية والأبحاث العلمية، علاوة على أن الإمارات لها السبق في المنطقة العربية والشرق الأوسط لإطلاق رحلة استكشاف المريخ.