سيد الحجار (أبوظبي)

انطلق شباب ورواد أعمال إماراتيون من أصحاب المشاريع الناشئة نحو العالمية، عبر توقيع عقود لتوسعة أعمالهم بالخارج، وافتتاح فروع جديدة بعدد من دول العالم عبر عقود حقوق الامتياز التجاري «الفرانشايز». وشهد معرض الفرنشايز العالمي، الذي اختتمت فعاليته بأبوظبي أمس، توقيع عدد من أصحاب المشاريع الإماراتية لعقود واتفاقيات مع عدد من المستثمرين بدول إقليمية وعالمية لافتتاح فروع جديدة، تحمل ذات العلامة التجارية، عبر نظام «الفرانشايز». وقال مستثمرون لـ«الاتحاد» إن توسعة أعمالهم عن طريق عقود الفرنشايز يحقق انتشار العلامات التجارية الإماراتية بالخارج، ما يعزز دور القطاع الخاص في تحقيق التنمية الاقتصادية، فضلاً عن استفادة أصحاب هذه المشاريع، حيث تقدر قيمة منح حق الامتياز للعلامة التجارية بنحو 100 إلى 150 ألف درهم، فضلاً عن حصول مانح الامتياز على نسبة من أرباح المستثمر تتراوح بين 5 و7% غالباً.
وأوضح محمود برتوي صاحب سلسلة لأحد المطاعم أنه قرر قبل نحو 4 سنوات تأسيس المطعم المتخصص في الوجبات الغذائية الصحية، حيث نجح في افتتاح 3 فروع أخرى في دبي عبر نظام «الفرنشايز»، فضلاً عن توقيع عقود لافتتاح 20 فرعاً بالسعودية، سيتم افتتاح أول هذه الفروع خلال شهر، بالإضافة إلى توقيع عقود لافتتاح فروع جديدة في بريطانيا عبر حقوق الامتياز التجاري، وذلك مقابل 25 ألف دولار قيمة التعاقد، بجانب 6% من المبيعات.
وقال ناصر عبدالله المصعبي مالك سلسلة مطاعم إنه قرر تأسيس مشروعه الخاص، والمتخصص في توفير الطعام الصحي، قبل نحو عامين بأبوظبي، وخلال عامين، نجح في افتتاح 7 فروع بمختلف إمارات الدولة، فيما وقع عقداً مع أحد المستثمرين السعوديين لافتتاح أول فرع في الرياض وفقاً لحقوق الامتياز التجاري.
وأكد المصعبي حرصه على تسهيل عقود منح حقوق الامتياز للشباب، حيث يتحصل في البداية على قيمة الاسم التجاري البالغة 150 ألف درهم، عبر تحصيل 30 ألفاً فقط عند التوقيع، والنسبة المتبقية حسب استطاعة المستثمر، كما يتم الاتفاق على النسبة التي يتم اقتطاعها من المبيعات والتي تتراوح غالباً بين 5 و7%، مع السماح بعدم تحصيل هذه النسبة خلال أول 4 أشهر من العمل.
وقالت إسراء علي الصيقل إنها قامت العام الماضي بتأسيس شركة للترفيه، والمتخصصة في توفير حلبة تزلج خاصة بالأطفال، بالتعاون مع شقيقتها عذراء، حيث قامت بافتتاح أول فرع لها بمركز دلما مول، فيما ستباشر افتتاح فرع جديد في الوحدة المول خلال شهرين.
وأضافت أنها استقبلت خلال معرض الفرنشايز طلبات لافتتاح فروع لها من السعودية وكندا وماليزيا والهند، بالإضافة إلى دبي، ما يعزز من فرص انتشار المشروع، موضحة أنها قامت مؤخراً بتسجيل حقوق الملكية الفكرية للمشروع بالإمارات، حيث يوفر تجرية متميزة للأطفال من عمر 4 إلى 14 عاماً، مع نظام حماية وأنظمة صوتية خاصة، ما يضمن ممارسة الأطفال لرياضات ترفيهية آمنة، بعيداً عن الألعاب الإلكترونية الضارة، فضلاً عن توفير أوقات وحفلات خاصة للفتيات.
وأكدت إسراء أهمية دعم الجهات المسؤولة في أبوظبي مثل صندوق خليفة لدعم المشاريع، ودائرة التنمية الاقتصادية، وغرفة أبوظبي، في نجاح المشروع، رغم مخاوف الأهل في البداية من اختراق مجال جديد، معربة عن تطلعها لزيادة مشاركتها في المهرجانات الترفيهية لافتتاح حلبات متنقلة بها.
من جانبه، أشار محمد حسن مدير تطوير الأعمال في شركة لتطوير الأعمال إلى استقبال الشركة العديد من طلبات المستثمرين من عمان والسعودية والبحرين، والراغبين في افتتاح فروع للشركة عبر نظام الفرانشايز، موضحاً أن الشركة، والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، تم تأسيسها من خلال عدد من الشباب الإماراتيين بأبوظبي، بهدف تطوير أعمال الشركات عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما شهد المعرض توقيع العديد من اتفاقيات منح الامتياز التجاري بين أصحاب العلامات التجارية ورواد الأعمال من مختلف الدول المشاركة، وتضمنت الاتفاقيات العديد من العلامات التجارية الإماراتية.
من جهتها، قالت ربيعة عبد الرحمن صاحبة مكتب للمحاماة والاستشارات القانونية، إن رغبتها في اختراق مجالات جديدة، شجعتها للعمل بمجال توفير عقود الفرنشايز، مؤكدة أهمية انتشار علامات ذات هوية إماراتية في تعزيز النمو الاقتصادي.
وأوضحت أن عقود الامتياز تضمن حقوق الطرفين، حيث يستفيد المستثمر من الدعاية والخبرة ما يقلص المخاطر، فيما يستفيد مانح حق الامتياز من مبلغ محدد مقابل حق استغلال العلامة التجارية يتراوح بين 100 و150 ألف درهم غالباً، ويزيد بناء على قيمة العلامة التجارية ومدى انتشارها، فضلاً عن نسبة من المبيعات تصل إلى 7%.
وأوضح أحمد العامري مدير التصنيع في إحدى الشركات أنه قرر تأسيس شركة متخصصة في تصنيع المقطورات وتعديل المركبات للمشاريع التجارية، حيث يقوم بتجهيز سيارات المطاعم والكافيهات المتنقلة، وكذلك محال الزهور المتنقلة، ومغسلة السيارات المتنقلة، بأسعار تنافسية تبدأ من 40 ألف درهم، وصولاً إلى نحو 120 ألف درهم للمقطورات الكبيرة التي تصل مساحاتها لنحو 9 أمتار.
وكشف العامري عن زيادة الطلب على منتجات الشركة خلال الفترة الأخيرة في ظل الطلب المتزايد من الشباب على تأسيس المشاريع التجارية المتنقلة، لاسيما في ظل التسهيلات التي تقدمها دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي عبر رخصة «تاجر أبوظبي»، مشيداً، كذلك بدعم صندوق خليفة وغرفة أبوظبي لمشاريع الشباب ورواد الأعمال.