منير رحومة (دبي)

حظي الفارس عمر عبدالعزيز المرزوقي، المتوج بالميدالية الفضية في مسابقة قفز الحواجز بدورة الألعاب الأولمبية للشباب التي أقيمت في بوينس آيريس عاصمة الأرجنتين، باستقبال حافل لدى وصوله إلى مطار دبي، أمس الأول، وطوق الورد عنق الفارس ومدربه ووالده عبدالعزيز المرزوقي، تثميناً للإنجاز التاريخي الذي تحقق للمرة الأولى في هذا الحدث الرياضي العالمي.
حضر الاستقبال معالي حميد القطامي نائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، رئيس المكتب التنفيذي، وعبدالمحسن فهد الدوسري، أمين عام الهيئة العامة للرياضة بالوكالة، وطلال الشنقيطي الأمين العام للجنة الأولمبية الوطنية بالوكالة، وخالد المدفع الأمين العام المساعد للهيئة العامة للرياضة، والدكتور غانم الهاجري أمين عام اتحاد الفروسية، والمهندسة عزة سليمان عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية، ومحمد بن درويش المدير التنفيذي للجنة.
وهنأ معالي حميد القطامي الفارس الفضي على الإنجاز غير المسبوق الذي حققه في أولمبياد الشباب، مثمناً المستوى المشرف الذي قدمه والصورة الرائعة التي قدمها في هذا المحفل الرياضي العالمي، ما ساهم في رفع راية الدولة عالياً وأسعد شعب الإمارات.
وأكد أن اللجنة الأولمبية حريصة على أن تكون مشاركة رياضيينا في التظاهرات الخارجية من أجل المنافسة وتبوء مراكز متقدمة والتواجد في منصات التتويج، معتبراً أن ما تحقق في آسياد جاكرتا أو الألعاب البارالمبية الآسيوية، بالإضافة إلى أولمبياد الشباب، يعتبر رصيداً مهماً يعكس الإمكانيات والقدرات الجيدة لرياضيينا، ويدفعهم لتحقيق الأفضل في المستقبل.
وأضاف معاليه: المشاركات الأخيرة كشفت عن بعض المواهب الواعدة التي ستحظى بالدعم والاهتمام للارتقاء بمستواها وتحقيق المزيد من النجاحات في المشاركات المقبلة، مشدداً على أن الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية والاتحادات حريصون على تقديم الدعم اللازم للرياضيين، تطبيقاً لتوجيهات قادتنا بتوفير كل الظروف المواتية لأبناء الإمارات من أجل النجاح والتألق خارجياً.
وهنأ عبدالمحسن فهد الدوسري القيادة الرشيدة بأول إنجاز للإمارات في أولمبياد الشباب بالأرجنتين، مؤكداً الدعم الذي تلقاه رياضة الفروسية بالدولة، والمواهب الواعدة التي تزخر بها الدولة في هذه الرياضة، متمنياً أن يستمر هذا النجاح في مشاركات أخرى بأولمبياد الشباب. وأضاف: دعم الفرسان الشباب وزيادة الاهتمام بهم يثمر عن نتائج جيدة في المشاركات المقبلة، متوقعاً خيراً في أولمبياد اليابان 2020.
وعن صندوق دعم المواهب ومدى اعتبار الفارس عمر المرزوقي أول المستفيدين من هذا الدعم في المرحلة المقبلة، أجاب قائلاً: «حريصون على الاهتمام بهذه المواهب الواعدة، وبتوجيهات معالي اللواء محمد خلفان الرميثي رئيس الهيئة العامة للرياضة سيتم الإعلان عن المستفيدين من صندوق رعاية الموهوبين الخاص بالألعاب الفردية في مؤتمر صحفي بداية نوفمبر المقبل، «الهيئة» طلبت من الاتحادات إرسال الأسماء وأعمارهم، وهناك من أرسل بالفعل وآخرون بصدد تجهيز الأسماء، على أن يتم حسم المستفيدين قريباً وبدء المشروع الذي سيعود بالفائدة على رياضة الإمارات.
وحرص طلال الشنقيطي على الإشادة بالمشاركة التاريخية لرياضة الفروسية في أولمبياد الشباب بالأرجنتين، متمنياً أن يكون القادم أفضل، وأن يواصل الفارس عمر مسيرته الإيجابية في المشاركات الأولمبية، متوقعاً أن يكون منافساً شرساً في أولمبياد طوكيو 2020، ومؤهلاً لأن يحرز الذهبية.
وتحدث عن دور اللجنة الأولمبية في الفترة المقبلة، فأكد بأنها حريصة على توفير كل الدعم لتكوين بطل عالمي، مشيراً إلى أن الدراسات موجودة، وسيتم دعم جميع الرياضيين الذين سيشاركون في أولمبياد طوكيو.
أما فيما يتعلق بالتجهيزات للأولمبياد، فأكد أن اللجنة الأولمبية تعمل بجدية على دعم رياضيينا، وتوفير كل سبل النجاح، وأن اللجنة الفنية ستجتمع قريباً لبحث الأرقام التأهيلية في مختلف الرياضات، وستعلن عن الأجندة الكاملة لذلك.
وفيما يتعلق بمصير نادي النخبة، قال: «تركيزنا على 2020 كهدف رئيس للحصول على أكثر من ميدالية، ونحن ندعم جميع الاتحادات ومهتمون بدعم الألعاب الفردية، خاصة الرماية التي تعد من أبرز المرشحين للتتويج بالميداليات، إلى جانب الخيول وبعض الألعاب الأخرى».

الابن فارس والأب مدرب.. معادلة نجاح أولمبية
الابن بطل والأب كان بطلاً وفارساً قبل أن يتحول للتدريب.. هذا باختصار عنوان قصة عمر المرزوقي صاحب الميدالية الفضية في أولمبياد الشباب ووالده أحد الفرسان السابقين، ونجح الانسجام بين الأب والابن في تحقيق الطالب في الصف الـ 11 «عمر» لمعانقة المجد ورفع علم الإمارات والصعود لمنصة التتويج، وخلف الفارس والمدرب تقف الأسرة التي تدعم نجاحات الثنائي المميز.
يشرف عبدالعزيز المرزوقي على تدريب ابنه يومياً لمدة 3 ساعات في أكاديميته الخاصة لتعليم الفروسية في الباهية التي تضم 400 فارس من الشباب، وأقبل الابن على التدريبات حتي تحقق المراد.
كشف الوالد عن أنه حزن كثيراً على ضياع فرصة التتويج على مستوى الفرق؛ لأن الإنجاز كان قريباً، خلال المنافسة مع أستراليا ونيوزلندا وإيران، لكن تراجع الفريق إلى المركز الرابع في آخر لحظة مما جعله لا يرى النوم لمدة يومين.
وأوضح أنه وجه الفارس عمر إلى أن يستمتع بالمشاركة؛ لأنه شرف كبير بالتواجد في هذا الحدث العالمي، وكان التحدي ألا يرتكب أخطاء، وقال: «كنت أطلب منه أن لا يستعجل، وأن ينتظر، وهو ما فعله بالضبط، وأظهر قيادة عالية للخيل وقدرة في السيطرة على مجريات المنافسة، ليتصدر الترتيب قبل أن يحصل الفارس الإيطالي على الذهبية».
أما عن بدايات عمر، فأوضح أنه بدأ منذ 6 سنوات بنادُ بسيط للفروسية، وكان حلم والده أن يمثل الدولة في الأولمبياد وعندما وصل عمره 9 سنوات كان يرغب في المشاركة بالمسابقات، بعد أن أحس برغبة وشغف لخوض المنافسات، وبذلك تدرج في المشاركات واكتسب مهارة وفنيات عالية في ركوب الخيل أهله لتمثيل الإمارات بالشكل اللائق في هذا الحدث العالمي الكبير.
وأهدى الفارس عمر عبدالعزيز المرزوقي صاحب الميدالية الفضية في أولمبياد الشباب إنجازه إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والشيخة فاطمة بنت هزاع آل نهيان رئيس مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية.
وكشف عن أن المنافسة كانت قوية مع نخبة من أبرز الفرسان العالميين، إلا أن ثقته في نفسه وحرصه على تشريف الدولة ورفع رايتها كان لهما الأثر الكبير في تقديم أداء جيد والظهور بمستوى مشرف وحصد ميدالية فضية.
وقال: «أغلب الفرسان المشاركين تراوحت أعمارهم بين 17 و18 عاماً، وأنا كنت أصغر فارس لم يتجاوز 15 سنة، وعلى الرغم من ذلك أحسست بالقدرة على النجاح، أتمنى مواصلة العمل، وأن أطور نفسي حتى أكون جاهزاً لأولمبياد طوكيو 2020».
ويعد الوالد عبدالعزيز المرزوقي أحد فرسان الإمارات الذين خاضوا مسيرة طويلة في مضامير السباقات كفارس ومدرب، حيث بدأت علاقته بالخيول عام 82، وبعد سنتين فقط دخل عالم قفز الحواجز وليتوج في عامه الأول ببطولة الإمارات للشباب وفي 1990 حصد لقب ثاني أفضل فارس في بطولة آسيا بالهند، لتتواصل مسيرة النجاحات مع منتخب فرسان الإمارات ويفوز بالمركز الأول في بطولة فرنسا بنورماندي.
وفي بداية 1998، توجه لعالم التدريب، محققاً العديد من النجاحات أبرزها فضية البطولة العربية، وفضية البطولة الإسلامية بالرياض، إلى جانب النجاح في تأهيل الفارس الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان إلى بطولة العالم بأميركا.