ماجد الحاج (الشارقة)

أكدت نجلاء المدفع، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع»، أن السنوات الثلاث الأولى من عمر مركز شراع؛ أي بين عامي 2016 إلى 2018، شهدت تخريج 72 شركة ناشئة، عبر برامجه المختلفة، وقد تمكنت هذه الشركات من جمع ما يزيد على 37 مليون دولار في استثماراتها، وحققت إيرادات تجاوزت قيمتها 24 مليون دولار، ووفرت أكثر من 500 فرصة عمل.
وقالت المدفع: إن إجراءات العمل في المركز، تختلف بحسب البرنامج الذي يقدمه رائد الأعمال، وتتمثل الخطوة الأولى لأي شخص يحمل فكرة ما في حجز موعد لمدة 20 دقيقة، عبر موقعنا الإلكتروني، ويقوم بعد ذلك أحد أعضاء فريقنا بالتحدث إليه وتكوين فكرة عن المرحلة التي وصل إليها في مشروعه، ومن ثم توجيهه للتسجيل في البرنامج الأنسب له، ويمكن لأي شخص وبصرف النظر عن جنسيته أو جنسه أو خلفيته الثقافية، أن يأتي إلى مركز «شراع» ويطرح فكرته، ولكننا نختار الأفكار الأنسب، وفقاً لعوامل محددة، مثل نموذج الإيرادات وقابلية التطور وتفاني رواد الأعمال أنفسهم، ومن ثم نساعدهم على صقل تلك الأفكار لتحدث تأثيراً أكبر، وتكون أكثر قابلية للتطور.
وأضافت: «بمجرد اكتمال قائمة المشاركين، يباشر رواد الأعمال المقبولين بحضور ورش عمل منتظمة واجتماعات شخصية مباشرة وجلسات توجيهية على مدار فترة البرنامج، وتتلقى الشركات الناشئة كذلك دعماً مناسباً في مجالي الإعلام والعلاقات العامة، فضلاً عن إمكانية الوصول إلى شبكتنا من المستثمرين والشركاء، وإتاحة فرصة المشاركة في فعاليات مثل مؤتمر «ستيب» ومعرض «جيتكس»، وغيرها الكثير من المعارض الدولية.
وتابعت: «يدير مركز شراع أربعة برامج مختلفة تم تصميمها لدعم كل مرحلة من مسار المشاريع الناشئة، وهي: مختبر الأفكار، وبرنامج Pre-seed، وبرنامج Seed، وبرنامج Series A.
وأوضحت: يُعنى مختبر الأفكار بتحليل نماذج عمل رواد الأعمال وإثبات مفهومها التجاري، بينما يضم برنامج Pre-seed جلسات معمقة وورشاً تفاعلية حول مواضيع مثل إدارة المشاريع والاختبار السريع للنماذج الأولية والشؤون المالية وتدريبات عرض المنتجات، بالإضافة إلى تعزيز نقاط القوة الشخصية والجماعية، أما برنامج Seed فهو يتناول المحطات الرئيسية في مسار نمو المشاريع الناشئة، مع التركيز تحديداً على قنوات التسويق وتحسين تجربة العملاء، وأخيراً يُعنى برنامج Series A بمساعدة المشاريع الناشئة في مراحلها المقدمة على تحسين استراتيجياتها وعملياتها الداخلية وتجارب العملاء، استعداداً لمراحل النمو المقبلة.
وأوضحت المدفع أنه بالإضافة إلى برامج شراع التدريبية المختلفة، نجح المركز ببناء مجتمع حيوي يضم أكثر من 10 آلاف عضو، عبر إقامة مجموعة متنوعة من الفعاليات على رأسها مهرجان الشارقة لريادة الأعمال، وتتمحور مهمة المهرجان السنوي في إلهام الجيل القادم من صناع التغيير العالميين، في غرس بذور الشجاعة والثقة في أنفسهم لاستلام زمام المبادرة في بناء حياتهم، وباستقطاب أكثر من 3000 مشارك سنوياً، وأكثر من 100 متحدث عالمي.
وأكدت المدفع أن دولة الإمارات ستشهد المزيد من النمو والتطور بلا شك، وأتوقع أن تحقق رؤيتها المتمثلة بالتحول إلى اقتصاد قائم على الابتكار خلال السنوات الـ 5 إلى الـ 10 القادمة، وذلك بمساعدة رواد الأعمال الذين سيقودون المسيرة نحو تحقيق هذا الهدف، وأثق بأن مركز شراع سيكون بمثابة مرجع يقدم الدعم في جميع مجالات ريادة الأعمال، من خلال مجتمعه الذي يضم كوكبة من رواد الأعمال والمستثمرين، وتوفير شبكة عالمية من المراكز الحاضنة لريادة الأعمال.
وأضافت أن هذا المشهد يتطور بوتيرة سريعة، في ضوء الخطوات المهمة التي تتخذها دولة الإمارات لاستقطاب الشركات الناشئة إلى المنطقة، وحرصها في الوقت نفسه على تشجيع منظومتها المحلية لريادة الأعمال، ومع تعزيز الجهود التعاونية في هذا المجال، ستتمكن الدولة بالتأكيد من تحقيق رؤيتها لعام 2021 في بناء اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة.
وطالبت المدفع بتوفير شبكة علاقات داعمة من الشركات والمؤسسات الحكومية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ولهذا يسعى مركز شراع إلى تأمين الدعم لهم، من خلال إقامة شراكات مع أصحاب المصلحة، لإنشاء منظومة تعاونية تدعم هذه الشركات الناشئة لتحقيق النمو، حيث يعد ذلك التحدي الرئيس الذي تواجهه الشركات الناشئة في المنطقة. علاوة على ذلك، لا تتقبل ثقافتنا عموماً الفشل، ولهذا نكون أقل انفتاحاً على التجربة والمجازفة اللتين تعدان من أبرز سمات ريادة الأعمال.