سعيد ياسين (القاهرة)

اعتاد الجمهور المصري لعقود طويلة على مشاهدة الأفلام الأميركية، خصوصاً وأنها كان لها الغلبة في المشاهدة سواء من خلال عدد من دور العرض السينمائية، أو بعض البرامج السينمائية الشهيرة المتخصصة في التلفزيون المصري، والتي كان يقدمها الناقد يوسف شريف رزق الله، مثل «أوسكار» و«سينما في سينما»، والمذيعتان درية شرف الدين «نادي السينما»، وسلمى الشماع «ذاكرة السينما» و«زووم»، وفي المقابل كانت تعرض على استحياء بعض الأفلام من دول أوروبية أخرى، خصوصاً فرنسا وإيطاليا، مع العلم أن الجمهور المصري ارتبط أيضاً بالسينما الهندية في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، حيث تعاقد بعض الموزعين وقتها على عرض عدد من الأفلام الهندية بدور السينما.
وخلال السنوات الأخيرة، استطاعت المهرجانات السينمائية، وفي مقدمتها مهرجان القاهرة السينمائي، جلب عشرات الأفلام من دول أوروبية وآسيوية ولاتينية، وارتبط جمهور المهرجان بالعديد من هذه الأفلام التي حققت نجاحاً كبيراً على المستويين الجماهيري والنقدي، وحصل بعضها على جوائز عدة من المهرجان الذي خصص أقساماً مختلفة لأفلام هذه الدول، احتفاءً وتكريماً لها، وأدرك الجمهور أن هناك سينما متميزة تتفوق أحياناً على أفلام هوليوود، فتعرف إلى السينما الروسية والإسبانية والمجرية والكرواتية والأوكرانية والصينية والبولندية والجورجية والصربية والبلجيكية والأسترالية وغيرها.
وقد أقيمت مؤخراً في سينما زاوية فعالية «أسبوع الأفلام الايبيروأميركية»، وهدف الأسبوع إلى تقليص الفجوة بين الجمهور المصري وبين الأعمال السينمائية المتنوعة التي تنتجها دول أميركا اللاتينية وإسبانيا والبرتغال، وعكس برنامج العروض تنوعاً كبيراً بين أفلام روائية ووثائقية، كما ضم أصواتاً سينمائية جديدة، إلى جانب تجارب المخرجين المخضرمين، وتم عرض 13 فيلماً ذات مواضيع اجتماعية، إلى جانب أفلام روائية ذات مسحة ذاتية حميمة.
ولا نغفل اهتمام مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بالأفلام الروائية والوثائقية التي تنتجها القارة السمراء، كما تم إنشاء نادي السينما الأفريقية بمركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا.
وقال السيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية: «إنه يتم عمل يوم للسينما الأفريقية في السبت الأول من كل شهر، ليقدم أفلاماً لإحدى دول أفريقيا، من خلال عرض فيلم روائي طويل، وآخر تسجيلي، وثالث روائي قصير، مع ندوة عن سمات تلك السينما.
وأشار إلى أنه افتتح يوم الأحد الماضي بمركز الحرية للإبداع بالإسكندرية نادي السينما الأفريقية تحت شعار «مهرجان على مدار العام»، وبحضور جمهور الإسكندرية ونقادها ومثقفيها، وبدأ حفل الافتتاح بعرض فني قدمه أطفال من جالية جمهورية جنوب السودان بالإسكندرية، كما كشف عن افتتاح نادي للسينما الأفريقية قريباً في محافظة الأقصر بمكتبة الأقصر، ونادٍ آخر في الوجه البحري سيكون مقره بمدينة طنطا.
كما أثنى الناقد السينمائي سامي حلمي على نشر الفيلم الأفريقي في مصر، وإتاحة الفرصة لمحبي السينما لمشاهدته، في حين قالت مديرة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية المخرجة عزة الحسيني: «نحن أفارقة وجزء من أفريقيا وننتمي للعالم العربي والإسلامي، وكان لدينا في فترة الستينيات من القرن الماضي انتماء واندماج مع أفريقيا قبل تراجعها، وجاء مهرجان الأقصر ليفتح نافذة جديدة للتواصل والاستثمار والثقافة والسياحة، والإنتاج المشترك، وتوزيع الفيلم الأفريقي في مصر، وتوزيع الفيلم المصري في أفريقيا».