عمرو عبيد (القاهرة)
لا تتوقف كرة القدم عن الدوران أبداً، حتى لو اعتزل الأساطير، وتركوا خلفهم إرثاً ضخماً من المتعة والإنجازات، لأن لحظة رحيل بعض النجوم، تكون بمثابة إعلان مولد نجم جديد، وخلال الحقبة الحالية، تدور كثير من الأحاديث حول قرب اعتزال الأسطورتين، ميسي ورونالدو، وتوقُّع حال كرة القدم بعدهما، لكن الصحف الإسبانية والعالمية، أفردت صفحاتها لصورة ملهمة، جمعت البرغوث الأرجنتيني، مع الصاعد الكتالوني الجديد، أنسو فاتي، أثناء الاحتفال بهدفي الأخير، اللذين جاءا من صناعة العبقري الأرجنتيني، في شباك ليفانتي بالجولة 22 من «الليجا» الإسبانية، ولم تخطئ صحيفة «لي سبورتيو» الكتالونية، عندما وصفت المشهد بأنه أمل جديد من أجل المستقبل، بينما قالت «سبورت» إنه إعلان تكوين ثنائي خارق جديد في صفوف البارسا.
مشهد ميسي مع فاتي
لم يكن الوحيد، بل تكرار لمواقف عدة جعلت من الكبار منبراً اهتدى به نجوم صاعدون، ليصبحوا فيما بعد أساطير، ففي إنجلترا كان البرتغالي كريستيانو رونالدو يخطو خطواته الأولى مع مانشستر يونايتد، قبل 16 عاماً، ليتلقفه أسطورة الشياطين ريان جيجز، الذي ظل ملازماً لصاروخ ماديرا في غرفات تغيير الملابس وقتها، لأن قائد يونايتد صاحب الـ 30 عاماً، كان يعلم أنه مسؤول عن الفتي البرتغالي، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاماً، وقبل أن يصنع له الأهداف داخل الملعب، قدم له درساً لا يُنسى، في أيامه الأولى داخل قلعة «أولد ترافورد»، حيث جلب رونالدو مشروباً غازياً أثناء تناول وجبة الإفطار، قبل أحد تدريبات يونايتد في عام 2004، ليتوجه جيجز نحوه ويدفعه بقوة، وقال له: «لا تفعل هذا مرة أخرى»، ويقول سولشاير عن تلك الواقعة: إن جيجز كان خشناً للغاية في التعامل مع الفتى الصغير، لكن الأخير لم يكررها قط، وتعلم الدرس جيداً، وبعدما كانت بداية أسطورة البرتغال محبطة مع المان، بدأ النجوم الكبار في الاعتماد عليه وتمرير الكرة، ليفعل بها ما يشاء، وقام جيجز بصناعة أحد أهداف الدون الأولى مع يونايتد، أمام برمنجهام سيتي في الجولة 32 من موسمه الأول، كما أهداه هدفين آخرين في الموسم التالي، أحرزها رونالدو في ثنائيته أمام أرسنال، وقبلهما هدف في بطولة كأس الاتحاد في شباك السيتي، ويُذكر أنه مرر كرتين حاسمتين أيضاً، سجل بواسطتهما كريتسيانو ثنائية في مرمى روما بدور الأبطال عام 2007، بجانب هدف آخر من صناعة جيجو للدون في شباك جامبا أوساكا الياباني في مونديال الأندية عام 2008.