أسماء الحسيني (القاهرة - الخرطوم)

أعلنت دولة جنوب السودان، أمس، إرجاء انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات السلام السودانية بين الحكومة والحركات المسلحة التي كان من المقرر أن تبدأ في جوبا غداً الخميس إلى العاشر من ديسمبر المقبل.
وقال توت قلواك، رئيس لجنة الوساطة الجنوبية، إن تأجيل المفاوضات يعود إلى ارتباط بعض الحركات المسلحة بورش عمل ذات صلة بالعملية السلمية في السودان. وأشار قلواك إلى اكتمال الترتيبات من جانب حكومة جنوب السودان، نافياً أن تكون هناك أي خطوة لنقل المباحثات لأي مكان آخر.
وقال: إن جوبا ستكون مقر التفاوض، وسنقوم في اللجنة بإرسال الدعوات لجميع الأطراف السودانية، بجانب ممثلين عن الإيجاد والاتحاد الأفريقي للمشاركة في انطلاقة الجولة المقبلة التي توقع أن تحرز تقدماً كبيراً يصب في صالح تحقيق السلام الشامل والمستدام في السودان. وقالت مصادر مطلعة لـ«الاتحاد»، إن تأجيل المفاوضات مرتبط بجملة من التعقيدات، بعضها يتعلق بظروف دولة الجنوب، وبعضها الآخر مرتبط بتعقيدات عملية التفاوض والأطراف المتفاوضة التي بدأ بعضها يشهر مطالبه وشروطه قبل بدء الجولة الثانية من المفاوضات.
من جانبه، أكد الدكتور الهادي إدريس، رئيس الجبهة الثورية، إرجاء جولة مفاوضات السلام السودانية، وقال: إنه تم إبلاغه من قبل الوساطة بجنوب السودان بأن جلسات التفاوض لن تبدأ في الموعد المحدد، وذلك للمزيد من الترتيبات المتعلقة بالنواحي الفنية والإدارية.
وذكر إدريس أن كل وفود الجبهة الثورية كانت جاهزة للتحرك إلى جوبا، وأنهم يحترمون رأي الوساطة التي ارتأت التأجيل، وأن الجبهة الثورية بمكوناتها على أتم استعداد للسفر والمشاركة في الموعد المحدد.
من ناحية أخرى، أكد رئيس الجبهة الثورية أن الجبهة ليست طرفاً في الصدامات القبلية التي وقعت في مدينة بورتسودان، وأنها تقف مع كافة المكونات الاجتماعية لشرق السودان والسودان عموماً، وأنها تدافع عن قضايا أهل شرق السودان العادلة في المساواة والعدالة ورفع الضيم عنهم، وتدين في الوقت نفسه كل أشكال العنف التي جرت، وكل من يريد جر السودان إلى دوامة العنف القبلي، ودعت أهل بورتسودان إلى الهدوء، والكف عن القتال القبلي العبثي فيما بينهم، وإلى تفويت الفرصة على فلول النظام السابق الذين يريدون الصيد في الماء العكر، وإثارة الفتنة القبلية، ليس في شرق السودان فقط، وإنما في كل أرجاء السودان.
كما أكد الهادي إدريس، أن الجبهة الثورية ملتزمة باتفاقية إعلان جوبا لإجراءات بناء الثقة بينها وبين الحكومة السودانية، وأنها سوف تتعاون معها على تحقيق السلام لكل الشعب السوداني دون تمييز في الجهة والأصل.
يأتي ذلك في ظل تحذير مصادر سودانية مطلعة في تصريحات لـ«الاتحاد» من خطورة الأوضاع في شرق السودان، إن لم يتم التحرك العاجل لنزع أسباب الأزمة، والتعامل مع الأوضاع بحكمة.
من جانبه، حذر حزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدي من تفاقم المواجهات القبلية في بورتسودان، وقال إنها تعوق عملية السلام الجارية، وأكد أهمية السلم الاجتماعي، ودعا إلى مؤتمر جامع للسلام يحقق التوازن والسلام في السودان. ودعا الحزب أهالي بورتسودان إلى تفويت الفرصة على المتربصين، ووقف مسلسل العنف والتفتيت والتشرذم القبلي، ودعا إلى إجراء تحقيق في الأحداث ومحاسبة الجناة وتعويض المتضررين.

واشنطن تؤكد دعمها للحكومة الانتقالية السودانية
أكد القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية بالخرطوم براين شوكان، دعم بلاده للحكومة الانتقالية بالسودان حتى تتمكن من قيادة التغيير الذي حدث بالبلاد.
جاء ذلك خلال زيارة شوكان إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أمس، بحسب وكالة الأنباء السودانية «سونا». وأوضح شوكان أن السفارة الأميركية بالخرطوم انخرطت خلال الفترة الماضية في عقد سلسلة من اللقاءات مع المجلس السيادي ومجلس الوزراء والناشطين لدعم وتقوية العلاقات بين الجانبين لتعزيز التعاون المشترك.
وتطرق القائم بأعمال السفارة الأميركية بالخرطوم إلى المساعدات التي ظلت تقدمها بلاده للسودان، وقال إن تكلفتها قد بلغت 350 مليون دولار.
ووصف القائم بأعمال السفارة الأميركية بالخرطوم في تصريحات صحفية اللقاء بوالي شمال دارفور المكلف بأنه كان جيداً ومثمراً ومكنه من التعرف على التغيير الذي أحدثته الثورة السودانية على الأوضاع بدارفور.