شروق عوض (دبي)

أفاد الوزير المفوض الدكتور فوزي الغويل، مدير الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية، بأن أهم التوصيات التي ستخرج بها الاجتماعات الدورية لجامعة الدول العربية لمناقشة دور الإعلام في مكافحة الإرهاب ونبذ الكراهية في دبي، اليوم، تشمل العمل من أجل استحداث منظومة للأمن القومي الإعلامي العربي، حيث تم طرح المقترح خلال اليومين الماضيين لإعداد برامج عمل وورش حول إمكانية تنفيذ أو تجسيد مفهوم هذه المنظومة.
وقال الغويل في تصريحات صحفية، أمس، على هامش الحلقة النقاشية البحثية السابعة في إطار الاجتماعات الدورية للأمانة العامة لجامعة الدول العربية في دبي، إنه سيكون هناك العديد من التوصيات التي ستخرج بها الاجتماعات بما يخدم جهود الإعلام العربي لمكافحة الإرهاب ونبذ الكراهية وتعديل المسار الإعلامي العربي.
واستكملت أمس جلسات اليوم الثاني من الاجتماعات بجلسات ورشة عمل «دور الإعلام في الترويج للخطاب الديني الوسطي ومكافحة الإرهاب» بمعدل أربع ورش عمل تمت خلالها مناقشة دور القوة الناعمة، وأثر التوعية الإعلامية والمناهج التربوية في مجابهة الإرهاب، مع التشديد على ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي العربي لنبذ التطرف، والعمل على اعتماد وترسيخ التربية الإعلامية والتواصل كاستراتيجية تعمل على استباق الأحداث بشكل يتوازى والمقاربات القانونية والأمنية للحكومات في مكافحتها للإرهاب، إضافة لتنسيق الجهود والإمكانيات التكنولوجية والإعلامية، من أجل توظيفها لحماية وتحصين الفرد العربي خاصة الشباب من الوقوع في شرك التطرف والإرهاب، والعمل على تقوية الوضع الداخلي بحيث يكون موحداً لمكافحة الإرهاب.
كما تقدم المشاركون في الجلسات بمقترحات عدة لمواجهة أشكال الفعل الإرهابي منها وضع الإعلام العربي في صلب الاستراتيجيات المجتمعية للأقطار العربية وتوحيد الخطاب الإعلامي لنبذ التطرف والتكفير والعنف والإرهاب، والتعبير عن التضامن مع الدول العربية التي تتعرض للتهديدات الإرهابية، واعتماد خطاب إعلامي يحتفي بقيم الاعتدال والانفتاح على الحضارات والأديان الأخرى.

التجربة الإماراتية
وطالب المشاركون خلال الجلسات بتبني التجربة الإماراتية ونجاح إعلامها كقوة ناعمة في مكافحة الإرهاب، مؤكدين على ضرورة تعميم هذه التجربة على مختلف الدول العربية ليكون الإعلام شريكاً فاعلاً في المجتمعات العربية، والتأكيد على توحيد المصطلحات في الإعلام العربي، إضافة إلى تفعيل دور المناهج والدراما وتحديدا البرامج الكرتونية الموجهة للأطفال، والتي غالباً ما تكون ضعيفة المحتوى، وتعمل على تأجيج السلوكيات العنيفة لدى الأطفال لاستنادها دوماً إلى الصراع بين الخير والشر.
ولفت المشاركون إلى أن الإعلام والمناهج التربوية يعتبران من الاستراتيجيات المهمة لمواجهة الإرهاب، لكونهما ظهيراً مهماً في المجتمع المؤيد لمكافحة الإرهاب ونبذ العنف، حيث إن التعامل مع الإعلام والمناهج يعتبر من الأدوات الأساسية التي يمكن توظيفها في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، لدورهما في رفع وترسيخ الوعي لدى الشعوب بمختلف ثقافاتها.

حلقات نقاش
وخلال إحدى الحلقات النقاشية التي تركزت حول دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب، تم تقديم أربع أوراق عمل لكل من دولة الإمارات، وجمهورية العراق، والمملكة المغربية، وجمهورية مصر العربية، وفي ورقة العمل الإماراتية والتي كانت تحت عنوان «دور القوة الناعمة في مكافحة الإرهاب»، استعرض الدكتور سعيد حسن، إدارة مكافحة الجريمة المنظمة، شرطة دبي، دور القوة الناعمة في مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر الهدام، مشيراً إلى الأدوات التي يمكن توظيفها في تحقيق القوة الناعمة، ومن بين الأدوات التي عرضها خلال تقديمه، السياسة الخارجية للدول، وإمكاناتها السياحية والثقافية والفنية، وكذلك الفعاليات الرياضية، والتي يمكن لها أن تمثل أدوات فاعلة للقوة الناعمة.