هل يصبح منتخب باراجواي أسوأ بطل في التاريخ؟
“كل بطل يحتاج إلى جرعة صغيرة من الحظ”، هكذا يقول أحد الأقوال المأثورة في عالم كرة القدم، ولكن منتخب باراجواي لكرة القدم تجاوز جميع الخطوط والجرعات في عالم الحظ، ولم يعد يهدد الأرقام القياسية فقط، وإنما يستطيع أن يحقق ما يفوق الخيال.
وفي عام 2004 حالف الحظ المنتخب اليوناني لكرة القدم فحقق المعجزة الكروية، وفاز بلقب كأس أمم أوروبا “يورو 2004”، كما نال المنتخب الإيطالي جرعته من الحظ في عام 2006 وتوج بلقب كأس العالم بألمانيا، مثلما كان الحال بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني عندما بلغ المباراة النهائية لمونديال 1990 بإيطاليا.
كما حالف الحظ منتخب أوروجواي في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية عام 1999 ليبلغ المباراة النهائية للبطولة، ولكن منتخب باراجواي بقيادة مديره الفني الأرجنتيني خيراردو مارتينو استحوذ على ما يبدو على خزان الحظ بأكمله، ليمنحه الطاقة التي بلغ بها المباراة النهائية لبطولة كوبا أميركا المقامة حالياً بالأرجنتين.
ويلتقي منتخبا أوروجواي وباراجواي اليوم في المباراة النهائية للبطولة على ستاد “مونومنتال” بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وذلك في أول مواجهة بين الفريقين في النهائي على مدى تاريخ البطولة.
وفي طريقه للمباراة النهائية خاض منتخب باراجواي خمس مباريات، ولكنه لم يحقق الفوز في أي منها، حيث بلغ المباراة النهائية عبر خمسة تعادلات متتالية وبات مرشحاً لتحقيق إنجاز تاريخي لم يسبقه إليه أي فريق، حيث يستطيع، إذا حالفه الحظ مجدداً، أن يتوج بطلاً لكوبا أميركا دون أن يحقق أي فوز.
واستهل منتخب باراجواي مسيرته في البطولة بثلاثة تعادلات في الدور الأول أمام الإكوادور سلبا ثم أمام البرازيل 2-2 وفنزويلا 3-3 قبل أن يواصل مسلسل التعادلات في دوري الثمانية والأربعة، حيث حافظ على نظافة شباكه على مدى 240 دقيقة متتالية وتعادل سلبا مع البرازيل وفنزويلا على الترتيب، قبل أن يطيح بكل منهما عبر ضربات الترجيح.
التمتع بالحظ
وقال مارتينو عقب التعادل مع البرازيل في دور الثمانية والفوز عليها 2 - صفر بضربات الترجيح، “من الممكن أن نتحدث عن الأداء الخططي، ولكنني سأحرص على الصراحة، تمتعنا بكثير من الحظ”.
واعترف لوكاس باريوس نجم هجوم منتخب باراجواي بعد الفوز بضربات الترجيح أيضاً على فنزويلا في المربع الذهبي، “كل ذلك أمر لا يمكن تصديقه، نتمتع بكثير من الحظ”.
واتفق معه زميله المهاجم الخطير نيلسون هايدو فالديز قائلاً “كثير من الحظ وكثير من الحماس”، في رد على استفسار عن السر وراء بلوغ منتخب باراجواي المباراة النهائية للبطولة.
وحظي منتخب اليونان في يورو 2004 بدفاع استثنائي وحارس مرمى متألق ورائع وكذلك بكثير من الحظ، ولكنه لم يكن بحاجة دائماً إلى التمديد لوقت إضافي ولضربات الترجيح. واعتمد المنتخب اليوناني بقيادة مديره الفني الألماني أوتو ريهاجل على المرتدات السريعة، وفاز على فرنسا في دور الثمانية وجمهورية التشيك في المربع الذهبي ثم على البرتغال في النهائي بنتيجة واحدة هي 1 - صفر.
كما اعتمد المنتخب الإيطالي في تتويجه بلقب مونديال 2006 على صلابة خط دفاعه بقيادة فابيو كانافارو وتألق حارس المرمى الشهير جانلويجي بوفون، مما ساعد الفريق على الفوز في الوقت الإضافي خلال مباراته أمام ألمانيا في المربع الذهبي، ثم على المنتخب الفرنسي بضربات الترجيح في النهائي لينهي الفريق البطولة برصيد خمسة انتصارات في سبع مباريات.
وعانى المنتخب الأرجنتيني بقيادة نجمه البارز دييجو مارادونا من تراجع مستوى الأداء البدني ليصل بمعجزة إلى المباراة النهائية في مونديال 1990 بإيطاليا، وبلغ المنتخب الأرجنتيني بقيادة مديره الفني كارلوس بيلاردو المباراة النهائية في مونديال 1990 بعدما تغلب بضربات الترجيح على كل من يوغسلافيا السابقة وإيطاليا، حيث تمتع الفريق في ذلك الوقت بجهود حارس المرمى المتألق سيرخيو جويكوتشيا.
ولكن الفريق الأرجنتيني حقق الفوز في مباراتين بمونديال 1990 كان منهما الفوز على نظيره البرازيلي 1- صفر في الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة، وسبق لمنتخب باراجواي أن توج بلقب كوبا أميركا في عامي 1953 و1979 وكانت المرة الأولى عندما أقيمت البطولة بنظام دوري من دور واحد بين المنتخبات السبعة المشاركة في البطولة، واحتل منتخب باراجواي المركز الثاني في المجموعة خلف المنتخب البرازيلي، وذلك بعدما حقق الفوز في ثلاث مباريات والتعادل في مباراتين وخسر مباراة وحيدة، ثم التقى نظيره البرازيلي في المباراة النهائية وحقق عليه الفوز 3- 2.
وفي عام 1979 تصدر منتخب باراجواي مجموعته ثم تغلب على المنتخب البرازيلي في المربع الذهبي للبطولة، قبل التغلب على تشيلي في النهائي دون أن يلجأ في أي من مباريات البطولتين، إلى ضربات الترجيح على عكس ما هو عليه في البطولة الحالية.
وأكد الأرجنتيني جيراردو مارتينو المدير الفني لمنتخب باراجواي، الذي يستعد للقاء نظيره الأوروجوياني اليوم أن فريقه لم يعتمد في تدريباته على الأسلوب الدفاعي فقط كي ينهي المباريات بالتعادل، وتغلب منتخب باراجواي على نظيره البرازيلي 2 - صفر بضربات الجزاء الترجيحية، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي لمباراة دور الثمانية، بينهما بالتعادل السلبي.
كذلك فاز منتخب باراجواي على نظيره الفنزويلي 5 - 3 بضربات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي لمباراة الدور قبل النهائي بالتعادل السلبي.
وأكد مارتينو أن الفريق لا يتدرب على الأسلوب الدفاعي، ولكنه يخوض المباريات من أجل الفوز.
ولدى سؤال مارتينو من قبل أحد الصحفيين حول احتمال حدوث تغيير في قواعد كرة القدم تقضي، بعدم إمكانية تتويج منتخب باللقب في بطولة لم يحقق خلالها أي انتصار، قال المدرب الأرجنتيني “لا أعتقد أن شيئاً كهذا سيحدث.
ووجه مارتينو بعض الانتقادات لمستوي أداء فريقه في المباراتين الأخيرتين أمام البرازيل وفنزويلا، وقال “لست أنا وحدي من يقول ذلك، وإنما لاعبينا، ويجب الاستماع للانتقادات”.
التدريب خلف «الأسوار المغلقة»
بوينس آيرس (د ب أ)- رفض المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو المدير الفني لمنتخب باراجواي الإفصاح عن التشكيل الأساسي لفريقه، والذي سيخوض به المباراة النهائية، وحرص مارتينو على عدم حضور الإعلاميين والجماهير لتدريبات الفريق مساء أمس الأول، وذلك على ملعب فريق سان لورنزو الأرجنتيني. وسادت السعادة منتخب باراجواي بعدما أفلت اللاعب نيستور أورتيجوزا من الإيقاف الذي كان متوقعاً من قبل اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية “كونميبول” بعد مشاجرة اللاعب مع المهاجم الفنزويلي نيكوس فيدور ميكو عقب مباراة المنتخبين في المربع الذهبي للبطولة.
ويفاضل مارتينو في الناحية اليمنى بين إدجار باريتو وإنريكي فيرا، وفي الناحية اليسرى بين مارسيلو إستيجاريبيا وهيرنان بيريز، ويتوقع أن يخوض منتخب باراجواي المباراة بتشكيل مكون من خوستو فيار لحراسة المرمى واللاعبين داريو فيرون وألكاراز وباولو دا سيلفا وماريكوس وباريتو “فيرا” وأورتيجوزا وكريستيان ريفيروس وإستيجاريبيا “بيريز” ولوكاس باريوس ونيلسون هايدو فالديز.
المصدر: بوينس آيرس