تراجعت مبيعات محال الأقمشة بنحو 40% خلال النصف الأول من عام 2011 مقارنة بنفس الفترة العام الماضي، بحسب مسؤولي مبيعات في القطاع، في ظل تفضيل الملابس الجاهزة. وارجع هؤلاء التراجع في المبيعات إلى ارتفاع أسعار الاقمشة، ما أدى لتوجه المستهلكين لشراء الملابس الجاهزة ذات التكلفة الأقل، لاسيما خارج مواسم الزفاف والمناسبات الاجتماعية، والمرتبطة أكثر بفصل الصيف. ولكن التراجع الحالي في المبيعات لا يعتبر مفاجئاً، فتزايد الإقبال على الملابس الجاهزة بات يسيطر بشكل تدريجي على سوق الملابس خلال السنوات الماضية، لا سيما النسائية، في ظل توفر الموديلات، وسرعة إتمام عملية الشراء، والأسعار المعقولة. وقال جلال عبدالكريم بائع في محل أقمشة الأمراء بمركز مدينة زايد إن انحسار المبيعات شمل جميع أنواع الأقمشة، مضيفاً أن الأذواق تغيرت كثيراً خلال الأعوام الثلاثة الماضية لتقتصر على الأقمشة القطنية، وقطع الشيفون فقط. كما تغير نمط استهلاك النساء للأقمشة من حيث اكتفاء كل سيدة بشراء قطعة قماش واحدة أو اثنتين من أربعة أو ثلاثة أمتار بدلًا من ست أو سبع قطع وذلك لارتفاع سعر متر القماش. وربط سليمان حلبي مدير مبيعات في محل أزهار لبيع الأقمشة تراجع المبيعات بارتفاع أسعار الأقمشة من ناحية، وتكلفة تفصيلها من ناحية أخرى، إضافة إلى توجه الفتيات صغيرات السن لشراء الملابس الحديثة من بناطيل وقمصان بدلًا من تفصيل الجلبيات العربية و”المخورات” المحلية. ورأى حلبي أن ارتفاع ايجارات المحال أسهم في رفع أسعار الاقمشة بشكل تلقائي لتفادي الخسارة. واشار حلبي إلى أن محال بيع الاقمشة تنتعش خلال فترة الصيف من كل عام لارتباط هذا الموسم بالسفر، مضيفاً أن المسافر يفضل حمل الاقمشة كهدايا للاهل والاصدقاء. وأكد محمد إقبال بائع في محل حلم الاماسي لتجارة الاقمشة أن سبب التراجع هو انحصار استهلاك السلعة على فئات وجنسيات محددة مثل المواطنين والهنود والعرب، مشيراً إلى أن الفئة الاكبر التي تقوم بشراء الاقمشة هن المواطنات، واغلبهن يقمن بشراء تلك القطع وتفصيلها لمناسبات العيد أو مناسبات اخرى. وبين خالد فرج مسؤول مبيعات في احد محال بيع الاقمشة أن العام الحالي سجل تراجعاً في مبيعات الأقمشة مقارنة بالعام الماضي الذي شهد هو الآخر تراجعاً، الا انه لايقارن بحجم التراجع الذي شهده القطاع خلال الأشهر الست الماضية من عام 2011. واوضح فرج أن المحال التجارية سعت لعمل تخفيضات خلال الفترة الحالية وذلك لتقليل الخسائر التي تكبدتها خلال الاشهر الماضية، رغبة في الخروج من حالة الركود، وتحسين العائد المالي. وتوقع أن تشهد مبيعات القطاع تحسناً طفيفاً خاصة مع عودة الناس من عطلات السفر وبدء موسم العودة للمدارس وشراء قطع الاقمشة المخصصه لطلاب المدارس. وقالت هند خليفة، موظفة، إن تراجع الطلب على الاقمشة يعود إلى تفضيل النساء للملابس الجاهزة. واضافت “أفضل الجاهز على التفصيل، ولذلك لا أقوم بشراء القماش، كما أن شراء القطعة يحتاج لاختيار موديل والانتظار لفترة طويلة حتى ينتهي الخياط من حياكتها، بينما الجاهز لايحتاج لكل هذه المراحل”. وأوضحت هند علي الحميري، موظفة، أن ارتفاع اسعار محال الخياطة أدى إلى تراجع مبيعات الاقمشة.