نسرين درزي (أبوظبي)

للسنة السابعة على التوالي شكلت التجربة اليابانية، بكل ما فيها من عناصر ملهمة، محور تدريب تفاعلي ضمن استراتيجية دعم التخصصات الجامعية، الذي استفاد منه حتى الآن 69 طالباً إماراتياً أنهوا تطبيقات مشتركة في أشهر شركات التكنولوجيا بطوكيو.
وضمت الدفعة الأخيرة 11 خريجاً من كليات التقنية العليا ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، تمكنوا على مدى 8 أسابيع من خوض تجارب استثنائية في مجالات علوم الكيمياء والكهرباء والهندسة الميكانيكية والطاقة المتجددة، إضافة إلى تنمية المجتمعات الذكية والتكنولوجيا الخضراء. ويأتي ذلك بتنظيم من مركز اليابان للتعاون الدولي (JICE) بهدف دعم الطاقات الشابة وحصولها على خبرات عملية من خلال الأبحاث في أضخم المحافل اليابانية وأكثرها تنوعاً.

حلول بديلة
وفي حديث مع عدد من الطلبة المبتعثين إلى برامج التدريب في اليابان، ذكرت مريم التميمي طالبة ماجستير إدارة نظم معلومات من معهد مصدر في جامعة خليفة، أنها فخورة بالفترة العملية التي قضتها في شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة بمحافظة ناجاساكي، واعتبرتها فرصة ذهبية مكنتها من التعرف إلى حضارة جديدة، ومن صقل مهاراتها التعليمية والشخصية. وقالت إنها تعشق الفيزياء والرياضيات منذ كانت صغيرة ولم تكن تتوقع يوماً أنها ستغوص في غمار هذه العلوم من المصدر الأكثر إلهاماً.. فقد تعلمت في اليابان بحراً من المعلومات الدقيقة بشأن مصادر الطاقة المتجددة، ومنها الشمسية في مختبر نقل الحرارة.
وروت خلود إسماعيل الحوسني، خريجة نظم هندسية وإدارية من جامعة خليفة وحائزة درجة ماجستير في الحلول البديلة، تجربتها في اليابان واصفة إياها بأجمل مراحل عمرها، وقالت إنها كانت محظوظة بانضمامها لفريق شركة توتوري، حيث عملت على تطبيق ما تعلمته من ورش عمل «كايسن» المعنية بخط إنتاج «بوروس ألفا»، وهو يحول مواد الزجاج المعاد تدويره إلى زجاج رغوي خاص يستخدم في حلول توفير المياه وتكييف التربة وإزالة الروائح الجوية الكريهة.
ولفتت إلى أهمية هذا النوع من البرامج التدريبية لفتح آفاق مغايرة تضع بين أيدي الطلبة مجموعة من الاحتمالات لاختيار الأفضل بينها والأكثر ضمانة. وهذا دليل على مدى الاستفادة التي حصلت عليها وزملاؤها من الرحلة اليابانية في فهم التجارب الواقعية، وطريقة تفكير اليابانيين لإيجاد الحلول وكيفية العمل ضمن فريق واحد مع تعريف القضايا وإيجاد الحلول الممكنة خطوة بخطوة. والأمر نفسه بالنسبة للطالبة رقيّة الكعبي، ماجستير في إدارة هندسة الأنظمة من جامعة خليفة، والتي أكدت على ضرورة الخروج من الإطار الأكاديمي والاطلاع على ثقافات أخرى فيما يتعلق بالرؤى العلمية نفسها، واعتبرت أن أسابيع التدريب كانت بمثابة عام كامل من التراكم المعرفي الذي لا يمكن أن تعوضه أي تجربة أخرى. وذكرت أنها خضعت لبرنامج «جايسن» المعتمد بين دولتي الإمارات واليابان، وتمكنت من الإبحار فيه جيداً بما يضمن تمكنها من كشف أكثر من خيط لعملية تكنولوجية وحدة.

خبرة تطبيقية
وتحدث الطالب عمران الزيدي من كليات التقنية العليا، هندسة إلكترونيات، عن برنامج التدريب في اليابان والذي زاد من ثقته بنفسه وبقدراته العلمية. موضحاً نه لشدة تأثره بالتجربة اليابانية المتطورة ينوي إكمال الماجستير بالهندسة في جامعات طوكيو، والسبب أنه انسجم إلى حد كبير خلال فترة تدريبه في شركة يوكوجاوا إلكتريك المسؤولة عن نظم التحكم الإشرافي والخبيرة في كيفية اكتساب البيانات والخبرة التطبيقية في مجال التكنولوجيا ونظام الكمبيوتر.
وقال الطالب أحمد الفرّا، الحائز ماجستير في هندسة البينة التحتية المستدامة من جامعة خليفة، إن الدورة التدريبية في اليابان كانت ممتازة، وكلها بيانات معرفية من الصعب تكثيفها في مكان واحد على النحو الذي جاءت فيه. وذكر أنه التزم بالعمل ضمن فريق في شركة ميتسوبيشي وجاءت النتيجة إيجابية لصالح تعاملاته التقنية مع الأمور الأكثر تعقيداً. وأشاد الفرّا بالأساليب الحديثة التي تعتمدها الشركات اليابانية على مر العصور والتي تجعلها دائماً تأتي بالصدارة.

دعم المهارات
وأوضح منهيرو ميشيما، مدير عام مكتب جايس في أبوظبي، أن برنامج التدريب الداخلي يعدّ مثالاً يحتذى به لطلبة الإمارات المميزين، لدعم مهاراتهم التقنية والتعليمية والثقافية في بعض الشركات الأكثر شهرة في اليابان.
وذكر أن الأمل كبير في أن يتم تطبيق ما تعلموه في اليابان وتطبيقه داخل دولة الإمارات، مشيراً إلى نجاح البرامج التدريبية على مدى السنوات السبع الماضية في إنتاج جيل من المتخصصين. مع التطلع إلى المزيد من التعاون والتطوير المتبادل للخبرات البشرية والروابط بين البلدين.
وقال ميشيما إن برنامج التدريب الداخلي هو من المبادرات الكثيرة التي يقوم بها «جايس» للطلبة الإماراتيين الساعين إلى مواصلة تعليمهم في اليابان، مع إتاحة برامج مختلفة من خلال الدراسة اللغوية والثقافية والأكاديمية والفنية للمراحل الجامعية ومستويات الدراسات العليا.