قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس، إن في الإمكان تبديد ما أسماه “سوء التفاهم” مع السعودية في شأن الأحداث في المنطقة، مؤكداً أن إيران تحترم “سيادة” البحرين. وقال صالحي في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) “ليست لدينا مشاكل خاصة مع السعودية ونعترف بالسعودية بلداً مهماً في المنطقة ومؤثراً على الصعيد الدولي”. وأضاف “نقيم منذ فترة طويلة علاقات ودية مع السعودية. وبعد الأحداث في المنطقة، حصل تباين في التفسير والتحليل. وأعتقد أن في الإمكان تبديد سوء التفاهم هذا”. وقال الوزير الإيراني :”آمل في إيجاد طريقة مقبولة لمتابعة المشاورات بين البلدين”. وتأتي هذه التصريحات المطمئنة فيما وجه مسؤولون إيرانيون في الأشهر الأخيرة انتقادات حادة إلى السعودية بسبب ما اعتبروه تدخلاً في البحرين. وأعلن صالحي من جهة أخرى أن إيران “تحترم السيادة الوطنية واستقلال البحرين وتريد السلام والاستقرار والأمن للبحرين”. وقال صالحي “نعتقد أن من الضروري إيجاد حل بحريني- بحريني للمسألة البحرينية”. وأضاف :”لدينا علاقات سياسية مع الحكومة البحرينية ونعتبر قرار العاهل البحريني بدء حوار مع الشعب بأنه إيجابي. ونأمل أن يتيح هذا الحوار إيجاد حل للأزمة”. ويتناقض هذا مع تصريحات مستفزة لأمين مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي حول البحرين، ووصف الحوار الوطني في المملكة بأنه “مؤامرة”، واحتج مجلس التعاون الخليجي الاثنين الماضي بشدة على هذه التصريحات. وازدادت علاقات إيران الفاترة مع البحرين والبلدان الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تدهوراً منذ أن انتشرت خلال مارس في البحرين قوات “درع الجزيرة” الخليجية لمساعدة البحرين على احتواء أعمال شغب واسعة النطاق انتشرت حينها. وفيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية المصرية، أكد صالحي أن “لمصر ثقلاً كبيراً في العالمين العربي والإسلامي .. وهي دولة مؤثرة في استقرار الأمن والسلام في المنطقة”، وأن طهران تسعي لإقامة علاقات قوية مع القاهرة في خطوة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وشدد على أن “العلاقة السياسية الوثيقة بين طهران والقاهرة تخدم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة وأن البلدين يتمتعان بطاقات كبيرة لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة”. وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن استعداد بلاده “لإقامة علاقات مع أي دولة في العالم، سوى الكيان الصهيوني (إسرائيل)”. وأكد أن ما يهم إيران في موضوع إقامة العلاقات مع الدول الأخرى هو أن تأتي هذه العلاقات على أساس “الند بالند والحوار المتكافئ”. كما أعلن أن إيران مستعدة لإعادة النظر في القطيعة الحالية مع الولايات المتحدة شريطة ألا تكرر الأخيرة “أخطاءها السابقة حيال طهران وأن تحترم حقوق الشعب الإيراني”. وقال عن العلاقات بين طهران ولندن إنها “ليست بالمستوى المطلوب”، داعياً بريطانيا إلى إعادة النظر في تعاطيها مع إيران.