«جوجل» تتوسع في مجالات الشبكات الاجتماعية والمحمول
تعتبر جوجل التي تأسست عام 1998 من الشركات العريقة بمفهوم تاريخ شبكة الانترنت. غير أن آخر تقاريرها المالية، يشير إلى أنه في مقدورها أن تصبح أكثر من مجرد محرك بحث وأن تنافس في عالم الانترنت العصري الذي يهيمن عليه تبادل المعلومات اللحظي بين الأصدقاء سواء على الشبكة أو عبر الهواتف المحمولة.
ورغم أن جوجل لم تكشف كعادتها عن أداء مختلف أفرع أعمالها، فإن نتائجها التي أعلنت عنها مؤخراً فاقت توقعات الأوساط المالية في وول ستريت على نحو لفت نظر المحللين الذين قالوا إن الشركة شهدت قوة نامية في أكثر من مجال غير مجال البحث.
وما زاد من توقعات وول ستريت هو أن لاري بيج الذي شارك في تأسيس جوجل ويتولى حالياً رئاستها التنفيذية شارك في مؤتمر حضره محللون حيث سرد انطباعه عن مستقبل الشركة للمرة الأولى منذ توليه منصبه.
وقال جوردان روهان محلل الانترنت في ستيفل نيكولوس مشيراً إلى أنشطة جوجل الستة: البحث والإعلان المرئي ويوتيوب ونظام اندرويد لتشغيل الأجهزة المحمولة وكروم براوزر وجوجل بلس + Google شبكة تواصلها الاجتماعية الجديدة: “إن الشركة تشغل أسطواناتها الست جميعاً الآن حيث تشبه جوجل محرك سداسي الأسطوانات”.
غير أن محللين آخرين يقولون إن النتائج أثبتت أن نشاط بحث جوجل الرئيسي أقوى حتى مما تعتقده الشركة، إلا أن الأنشطة الجديدة مثل جوجل بلس واندرويد بعيدة عن تحقيق الأرباح ومع ذلك لا تزال الشركة تنفق بكثافة عليها.
وقال كولين جيليس محلل التكنولوجيا في مؤسسة بي جي سي المالية: “أمام جوجل بعض الفرص الكبرى ولكنها لم تنضج بعد.
فاجأت مشاركة بيج المحللين الذين كانوا قد أبدوا تذمرهم عقب استقبال بيج لهم في ربع السنة الماضي، ولم يفصح سوى عن ملاحظات مقتضبة ورفض التحدث باستفاضة عن رؤيته طويلة الأجل. وهو الذي عرف عنه كراهيته للتعامل مع الجمهور ووسائط الإعلام كرئيس تنفيذي. غير أنه تغير على ما يبدو وبدأ يعتاد التعامل مع الناس.
لا تزال تحصل جوجل على الغالبية العظمى من إيراداتها من الإعلانات النصية على محرك بحثها غير أنها تسعى منذ فترة لتمد نشاطها إلى الهواتف المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعي.
وقال بيج إن تعيينه رئيساً تنفيذياً يرجع جزئياً إلى رغبة الشركة في الإسراع بتطويرها وبلورتها.
وأعلنت جوجل أن إيراداتها في ربع السنة الثانية زادت بنسبة 32% وأن صافي دخلها ارتفع 36%.
أثار إنفاق جوجل بسخاء، الذي أكد بيج عزمه على استمراره قلق المستثمرين. يذكر أن نفقات جوجل التشغيلية في ربع السنة الثاني بلغت 2,97 مليار دولار بزيادة 49% على ذات الربع العام الماضي. وزادت جوجل إنفاقها على الإعلان بما يشمل أول حملة إعلان تلفزيوني كبرى، وعينت 2452 موظفاً ليصل الإجمالي إلى 28768 موظفاً.
وتناول بيج مسائل الإنفاق وغيرها فيما كان يوضح خطط الشركة. وأوضح أن نشاطي جوجل في البحث والإعلانات يعتبران المصدر الرئيسي لدخلها وأن كلاً من يوتيوب واندرويد وكروم تعتبر منتجات تروق للمستهلكين، ولكن يلزمها مزيد من الاستثمار كي تصبح جالبة للأرباح في الأجل الطويل. أما أنشطة شبكات التواصل الاجتماعي مثل جوجل بلس والأنشطة المحلية والتجارية مثل أوفرر (منافس كروبون الجديد) الذي وضعته جوجل لا تزال في مراحلها المبكرة.
عن: انترناشيونال هيرالد تريبيون