حاتم فاروق (أبوظبي)

قال المهندس صالح عبدالله العبدولي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «اتصالات»، إن الإمارات واصلت تربعها على المركز الأول عالمياً بتصدرها أعلى نسبة نفاذ في توصيل شبكة الألياف الضوئية للمنازل، بحسب التقرير الصادر عن المجلس العالمي للألياف الضوئية الواصلة للمنازل، مؤكداً أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، في دعم مسيرة التطوير والتحديث للبنية التحتية لقطاع الاتصالات.
وأكد العبدولي في تصريحات صحفية، بالتزامن مع فعاليات «أسبوع جيتكس للتقنية»، الذي يقام في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض في الفترة من 14 إلى 18 أكتوبر الجاري، أن «اتصالات» واصلت المضي قدماً نحو تلبية متطلبات الشبكة وتطويرها من خلال ضخ المزيد من الاستثمارات التي تهدف إلى تطوير إمكاناتها الشبكية، عبر التوسع في مدى تغطية شبكة الهاتف المتحرك والألياف الضوئية في أنحاء الدولة.

تهيئة وتطوير الشبكة
وأضاف، أن المجموعة تعكف في الوقت الراهن على إعداد وتهيئة الشبكة لمواءمة متطلبات وتقنيات الجيل الخامس، لافتاً إلى أن شبكة «اتصالات» أصبحت اليوم واحدة من أوسع وأسرع الشبكات وأكثرها تقدماً في المنطقة، باستثمارات 3.6 مليار درهم، حيث تجاوزت مستويات التغطية لشبكة الجيل الثالث 99.98%، في حين وصلت تغطية الجيل الرابع إلى 98.98%، فيما سجلت نسبة انتشار شبكة الألياف الضوئية الواصلة إلى المنازل 94.3%.
وقال: «تأتي أهمية شبكة الألياف الضوئية في ظل هذا العالم المتصل، لقدرتها على تمكين التقنيات المستقبلية مثل الواقع المعزز والروبوتات والذكاء الاصطناعي، كما تلعب تقنية الحوسبة السحابية دوراً محورياً في مسيرة التحول الرقمي عبر قدرتها في دعم حالات الاستخدام المتقدم، من تطبيقات وتقنيات حديثة. كما تمكّن المستخدمين من الاستفادة من السرعات والسعات العالية التي تتطلبها تطبيقات الواقع الافتراضي».
وكشف العبدولي عن تفاصيل مشاركة «اتصالات» في «أسبوع جيتكس للتقنية»، مشيراً إلى أن مشاركة هذا العام تأتي تحت شعار «قيادة المستقبل الرقمي وثورة الجيل الخامس لتمكين المجتمعات»، والذي يدل في مضمونه على مدى ارتباط وتفاعل الإنسان مع التكنولوجيا المستقبلية، حيث تم تسليط الضوء على الإمكانات اللامحدودة لتقنية الجيل الخامس والتي ستحدث فارقاً إيجابياً في حياة الناس.
ولفت العبدولي إلى أن المجموعة عازمة على المضي قدماً في تحقيق طموحات عملائها باتباع أعلى معايير الجودة العالمية للخدمات المقدمة، وطرح سلسلة ممتدة من الباقات والعروض التنافسية لقطاعي الأفراد والأعمال التي تواكب تطلعاتهم، حيث تتمثل مشاركة «اتصالات» في تقديم عروض مباشرة تشمل تقنيات جديدة وشراكات استراتيجية وحلول رائدة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والتي تساهم في مسيرة التطور التكنولوجي في الدولة.

شبكة الجيل الخامس
وفيما يتعلق بتطورات شبكة الجيل الخامس، قال العبدولي: «أظهرت المجموعة التزاماً قوياً للحفاظ على ريادتها التكنولوجية، في ظل الارتفاع المتنامي في اعتماد الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء حول العالم، ومع الفرص الواعدة التي ستوفرها شبكة الجيل الخامس على صعيد النمو الاقتصادي، علاوةً على الفرص الضخمة التي ستحدثها في مجال البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعليم والتوظيف والنقل والقطاعات الأخرى».
وأضاف، أن «اتصالات»، واصلت استثمارها في تقنية الجيل الخامس، ونجحت هذا العام في إطلاق ناجح لأول شبكة تجارية لتكنولوجيا الجيل الخامس ذات النطاق العريض في المنطقة، والتي تم نشرها في بعض المواقع داخل الإمارات، ما يعد نتاجاً للجهود المبذولة لريادة المستقبل الرقمي سعياً إلى تمكين هذه التقنية المتطورة، ابتداءً من الشراكات الاستراتيجية التي عقدناها مع كبريات الشركات العالمية في هذا المجال، ووصولاً إلى الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها لتطوير القدرات الشبكية الحالية تمهيداً لنشر شبكة الجيل الخامس.
وقال العبدولي: «عكفنا على الاهتمام بعملائنا بشكل استباقي وملائم عبر استراتيجية مبتكرة تعتمد على الجودة والابتكار والتجديد، وتجلى هذا من خلال ما نقدمه من محفظة خدمات متوازنة وجذابة، وعروض ابتكارية معتمدة على البنية التحتية والشبكات ذات الجودة العالية».
وأضاف، أن «اتصالات» نجحت هذا العام في إطلاق أكثر من 200 خدمة وعرض ترويجي متنوع لقطاع الأفراد، ومثلها لقطاع الشركات، ليصل العدد الإجمالي للخدمات والعروض التي تم إطلاقها إلى 400 خدمة وعرض، مؤكداً أنه من الضروري أن نواصل تقييم نموذج أعمالنا لضمان المحافظة على مكانتنا الريادية، ومن أجل تطوير نماذج جديدة ومبتكرة وتحقيق قيمة مضافة لمساهمينا ومشتركينا على حد سواء.
وأوضح أنه تم وضع استراتيجية واضحة لريادة التحول الرقمي، حيث ترسي شبكة مراكز اتصالات الذكية معايير يحتذى بها في دمج الاستراتيجية الرقمية مع قنوات التجزئة التابعة لنا في الدولة، منوهاً إلى التزام المجموعة باستمرار العمل على اغتنام كل فرصة لتحقيق هذا التحول من خلال مواكبة أحدث تقنيات التجزئة والأدوات والخبرات والموارد ذات الصلة لمواصلة نجاحنا في المستقبل.
وأضاف: قامت «اتصالات» بتعديل الاستراتيجية التسويقية لتصبح جملة الباقات والعروض أكثر ملاءمة لاحتياجات ومتطلبات العملاء، من خلال تقديم سلسلة من الباقات التنافسية التي تناسب جميع فئات المجتمع وتحقيق قيمة حقيقية مضافة لهم، ما أثمر عن التحول السريع لرفع مستوى الخدمات الشاملة، حيث تعد «اتصالات» من أكثر المشغلين الإقليميين استثماراً في تطوير شبكاتها الأرضية والمتحركة.

تقنية الحوسبة السحابية

أكد المهندس صالح العبدولي الرئيس التنفيذي لمجموعة «اتصالات»، أن الخدمات السحابية ستوفر البنية التحتية الرقمية التي ستعتمد عليها المدن الذكية المستقبلية والتي ستضم أكثر من 6 مليارات نسمة بحلول 2045 حسب تقرير الأمم المتحدة حول الخدمات السحابية.
وقال، إن وسائل التحكم والإدارة في الخدمات الذكية، والقيادة الذاتية للمركبات، وتكنولوجيا الطائرات الموجهة وغيرها ستكون أكثر سلاسة عبر تقنيات تخزين ومعالجة وتحليل البيانات السحابية، متوقعاً أن تستفيد كل القطاعات في الإمارات من الخدمات السحابية، وعلى وجه الخصوص لا الحصر القطاع المصرفي، والسياحي، والإعلام والترفيه، والنفط والغاز بالإضافة لقطاع البيع بالتجزئة وغيرها.
وأوضح أن الخدمات السحابية لعبت دوراً محورياً خلال العام الحالي في خدمات قطاع الأعمال التي تقدمها «اتصالات»، ومنها على سبيل المثال مراكز البيانات الآمنة التي توفرها في الدولة، حيث تعتبر «اتصالات» شريكاً موثوقاً في مجال الحلول الرقمية لما توفره من بيئة موثوقة لخدمات الاستضافة الآمنة وإتاحة الوصول الآمن إلى الموارد والأنظمة التكنولوجية المهمة.
كما كانت شراكة «اتصالات» مع مايكروسوفت لافتتاح أول مركز بيانات لها في الشرق الأوسط، بمثابة تأكيد حقيقي على حجم القدرات التي تملكها «اتصالات» في مجال الخدمات السحابية.
وقدمت «اتصالات» الكثير في مجال الخدمات الافتراضية المبنية على التقنيات السحابية، وذلك عبر إطلاقها للخدمة السحابية Etisalat Telco Cloud وهي تتصدر بذلك قطاع الاتصالات في المنطقة لكونها أول مُشغل لخدمات الاتصالات يعتمد على التقنية السحابية لتخزين ومعالجة بيانات عملاء الهاتف المتحرك افتراضياً.