سامي عبد الرؤوف (دبي)

كشف الدكتور أمين حسين الأميري، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص، عن السماح بتسجيل المرضى المحتاجين إلى التبرع بالأعضاء، ضمن تطبيق «حياة»، نهاية الشهر المقبل، ليكون ذلك بداية تطبيق المرحلة الثانية من التطبيق الذي ركز في مرحلته الأولى على تسجيل الراغبين بالتبرع بالأعضاء.
وقال الأميري: «إن المرحلة الثانية لتسجيل جميع المرضى المحتاجين للتبرع بالأعضاء، ستعتمد على تقنية التعاملات الرقمية (بلوك تشين)، وتتضمن هذه المرحلة ربط جميع المستشفيات الحكومية، سواء الاتحادية أو المحلية، بتطبيق (حياة) المختص بزراعة الأعضاء».
وأضاف: «ربط المستشفيات الحكومية بالتطبيق يتيح لتلك المستشفيات تسجيل المرضى لديها المحتاجين لزراعة أي عضو، كما سيتاح للمستشفيات الخاصة على مستوى الدولة في وقت لاحق من العام المقبل، ميزة تسجيل المرضى المحتاجين لزراعة أعضاء».
وكشف أن هناك مرحلة ثالثة ضمن مراحل تطبيق «حياة» يتم بحثها حالياً، وهي تتعلق بآلية البحث لأفضل عضو مُتَبَرع به لأفضل مريض يناسبه هذا العضو، وهو ما سيساعد على الوصول لأفضل النتائج خلال الفترة المقبلة، ويضمن تحقيق نتائج مبهرة تنقل زراعة الأعضاء في الدولة إلى مرحلة جديدة ومتقدمة.
وأعلن الأميري أمام المؤتمر الدولي لزراعة الأعضاء بدبي الذي عقد الخميس الماضي، أن عدد الأشخاص المسجلين ضمن تطبيق «حياة» وأبدوا رغبتهم في التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم، بلغ 1038 من جنسيات مختلفة، مؤكداً أن زرع الأعضاء هو الخيار الوحيد لإنقاذ أرواح المرضى المصابين بفشل الأعضاء، وينقذهم وأسرهم من المعاناة، ويحسن نوعية حياتهم، حيث يستطيع متبرع واحد أن ينقذ حياة 8 مرضى وتحسين حياتهم.
وقال الأميري: «يتيح التطبيق للراغبين بالتبرع تسجيل بياناتهم باستخدام هواتفهم، كما يسمح التطبيق للمانحين بتلقي آخر الأخبار عن حالة التبرع بالأعضاء في دولة الإمارات أو الأنشطة المختلفة التي تجري لتخفيف آلام المرضى»، متوقعاً زيادة مستمرة في أعداد الراغبين بالتبرع من خلال حملات التوعية التي تتشارك فيها جهات حكومية وخاصة وجمعيات ومؤسسات في الدولة.
وأشار إلى أهمية وجود ثقافة التبرع بالأعضاء بين المواطنين والمقيمين في الدولة، ولتحقيق الأهداف المرجوة من البرنامج الوطني، وبناء شراكة متكاملة بين الجهات الحكومية والخاصة، ونشر الوعي على جميع المعايير في الجامعات الطبية والمعاهد التمريضية والمدارس لتعزيز التوعية في المجتمع.
ولفت الأميري إلى أهمية التعريف بإجازة استئصال العضو البشري من المتوفى، بعد التأكد من حصول الوفاة بصفة قطعية في حال رغبته في التبرع أو موافقة أقاربه حتى الدرجة الرابعة، ومن أجل تحفيز الناس على التبرع لما لها من إمكانية إنقاذ حياة المرضى وأثره في التخفيف من آثار المعاناة على الفئات التي تحتاج للتبرع بالأعضاء لإنقاذ حياتهم بأعضائهم والذي يساهم في تخفيف العبء على المستشفيات، وخفض التكاليف المادية على الدولة. وأكد الأميري أن التطبيق الإلكتروني (حياة) المرتبط بالبرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واكب أحدث المعايير الصحية العالمية بفضل القيادة الرشيدة.
وأشار الأميري إلى أن أهداف برنامج نقل الأعضاء البشرية والأنسجة في دولة الإمارات العربية المتحدة، يضم تنظيم عملية التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية، منع استغلال المريض أو احتياجات المانحين، ومنع الاتجار بالأعضاء والأنسجة البشرية، وحماية حقوق الأشخاص الذين يتم نقل الأعضاء أو الأنسجة لهم.
وكان تطوير زراعة الأعضاء في النصف الثاني من القرن العشرين إنجازاً رائعاً، ويوفر نتائج ممتازة خاصة للأطفال والشباب، وما زالت تستمر نتائج زراعة الأعضاء في التحسن، نتيجة للابتكارات والتحسينات في الرعاية الصحية.