بسام عبدالسلام (عدن)
منذ بدء عملية «إعادة الأمل» وإعمار ما خلفته الحرب في اليمن، سارعت دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تقديم حزمة مشاريع إنسانية وتنمية في مختلف مجالات الحياة ضمن البرامج الهادفة لإنعاش القطاعات الخدمية المرتبطة بحياة المواطنين.
وعملت الإمارات منذ انطلاق «عاصفة الحزم» في العام 2015 وحتى اللحظة على تقديم مساعدات عاجلة لقطاع الكهرباء وإنعاش هذه الخدمة المتضررة جراء الحرب وتقليل الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي شهدتها المحافظات المحررة بوجه خاص، حيث بلغ إجمالي المساعدات المقدمة من قبل الإمارات لقطاع توليد الطاقة الكهربائية منذ اندلاع الأزمة أكثر من مليار و170 مليون درهم.
أولوية رئيسة
ووضعت الدولة اهتماماً كبيراً لقطاع الكهرباء وأولوية رئيسة من أجل تقديم مساعدات عاجلة، لأهمية هذه الخدمة التي تعتمد عليها الأسر في المناطق المحررة وأهميتها من أجل تشغيل الخدمات الأخرى من مياه وصحة وتعليم وغيرها من الخدمات الضرورية التي تسهم في تطبيع الحياة بشكل أكبر.
وشملت المساعدات الإماراتية في قطاع الكهرباء إعادة بناء وصيانة أكثر من 12 محطة كهربائية في معظم المحافظات اليمنية المحررة ووفرت 635 ميجاواط، إلى جانب تحمل التكاليف التشغيلية وتوفير الوقود والزيوت والتي أسهمت في استمرار الخدمة وإنتاج الطاقة اللازمة بشكل أفضل.
وحظيت مدينة عدن باهتمام كبير من المساعدات التي قدمتها الإمارات في مجال الطاقة الكهربائية، حيث أسهمت الدولة عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتية فور تحرير المدينة في يوليو 2015 إلى تعزيز خدمات الكهرباء التي توقفت عن بعض مديريات المحافظة بشكل نهائي، وعملت على تنفيذ سلسلة من المشاريع العاجلة تضمنت شراء 54 مولداً كهربائياً لمحطة «22 مايو» وتشغيل وصيانة قطع الغيار للمحطة بقيمة 164.5 مليون درهم، في حين عملت الإمارات على توفير قطع غيار وزيوت ووقود لمحطتي «الحسوة والمنصورة» بقيمة 58.5 مليون درهم، في حين تكفلت الإمارات بدفع متأخرات محطتي «شيناز وحجيف» المستأجرتين، وقيمة تشغيل إضافية بتكلفة 32 مليون درهم، كما سعت إلى تعزيز خدمات محطتي «بدر وخورمكسر» لتوليد أكثر من 59 ميجاواط بتكلفة وصلت إلى 82.4 مليون درهم.
كما عملت الإمارات على إنعاش مؤسسة الكهرباء والمياه في عدن بشراء مولدات بطاقة 50 ميجاوات وقطع غيار ومواد خاصة بشبكات التوزيع والوقود، إلى جانب تقديم 10.5 مليون درهم كرواتب متراكمة للموظفين بهدف إعادة الخدمة من جديد وتحسين أدائها.
مشاريع تنموية
وفي محافظة حضرموت سعت الإمارات فور تحرر المحافظة من سيطرة تنظيم «القاعدة» في أبريل 2016 على تقديم مساعدات عاجلة لمحطة «الريان المركزية» بتكلفة 14.2 مليون درهم تضمنت صيانة للمولدات وقطع غيار ووقوداً للتشغيل، كما قدمت الإمارات مساعدات متنوعة لتعزيز عمل المنظومة الكهربائية في أرخبيل سقطرى، حيث أسهمت هذه المساعدات باستمرار إيصال التيار الكهربائي إلى منازل المواطنين على مدار 24 ساعة بعد أن ظلت الخدمة تشهد خلال سنوات ماضية انقطاعات متكررة أثقلت كاهل المواطنين خصوصاً المرضى جراء اشتداد الحرارة والرطوبة.
كما تبنت الدولة تنفيذ سلسلة من المشاريع التنموية في قطاع الطاقة وتوليد الكهرباء في عدد من مديريات ساحل حضرموت سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة ضمن منحة جديدة قدمتها الإمارات لتعزيز البنية التحتية في هذا القطاع وتحسين مستوى الخدمة للمواطنين.
محطة إسعافية
وفي محافظة أبين تبنت الإمارات تنفيذ محطة إسعافية عاجلة من أجل تعزيز خدمة الكهرباء وتلبية للنداءات العاجلة التي أطلقتها للمواطنين للتخفيف من معاناة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، حيث نفذت الإمارات محطة بقوة 10 ميجاوات بتكلفة وصلت إلى 13.5 مليون درهم.
وعززت الدولة من مساعداتها في المجال الكهربائي في عدة محافظات أخرى، من بينها محافظة لحج التي حظيت بمحطة إسعافية بقوة 10 ميجاواط إلى جانب تقديم مساعدات في مجال الطاقة لمحافظات مأرب وشبوة ومناطق يمنية أخر محررة بهدف تطبيع الأوضاع في هذه الخدمة والتخفيف من معاناة المواطنين.
إنجاز سريع
يعد مشروع إعادة تأهيل وتشغيل محطة «المخا» في الساحل الغربي من المشاريع الكبيرة التي تبنتها دولة الإمارات في منظومة الطاقة الكهربائية، حيث عملت فور تحرير المدينة إلى تنفيذ مشروع متكامل لإعادة تشغيل المحطة وإيصال النور إلى المدينة والقرى المجاورة لها.
وتوقفت محطة المخا عن العمل عام 2015 بعد دخول الميليشيات الحوثية إلى المدينة، وما صاحب ذلك من دمار، إلا أن تحرير المدينة أسهم في إعادة تشغيل المحطة عبر مشروع متكامل تبنته هيئة الهلال الأحمر الإماراتية وفي زمن قياسي، وأسهم المشروع في إعادة العمل في هذه المحطة المتوقفة من 3 أعوام.
وقال المهندس ناجي جعفر نائب مدير محطة المخا البخارية إن وتيرة الحياة في المخا عادت إلى طبيعتها عقب استئناف العمل في توليد التيار الكهربائي، موضحاً أن محطة المخا عادت للعمل على مدار 24 الساعة وأسهمت في تزويد المدينة بالكهرباء والمناطق المجاورة لها، وأضاف أن دولة الإمارات تدخلت مباشرة فور تحرير المخا، وعملت على إعادة صيانة المحطة وإنقاذها عقب الدمار والنهب الذي تعرضت له أثناء سيطرة الميليشيات الحوثية، مشيداً بالدعم المتواصل الذي تقدمه دولة الإمارات في سبيل استمرار عمل المحطة الكهربائية في المخا وتقديم خدمات على مدار 24 ساعة من دون انقطاع.
إشادة يمنية
أكد وزير الكهرباء والطاقة اليمني، المهندس عبدالله محسن الأكوع، أن لدولة الإمارات بصمات كبيرة وأثراً واضحاً في إنشاء وتأهيل العديد من مشروعات الكهربائية والطاقة في المدن اليمنية، لافتاً إلى أن الدعم الإماراتي لعب دوراً بارزاً ومحورياً في الارتقاء بمستوى الخدمة وتحسين مستوى أداء الكهرباء والتخفيف بشكل كبير من معاناة المواطنين في المحافظات المحررة التي تعاني من انقطاعات متكررة، خاصة في فصول الصيف منذ سنوات.
إنهاء معاناة أهالي عدن
خلال الأيام الماضية شرعت عدد من الفرق الفنية والهندسية بتجهيز محطة كهربائية جديدة وعاجلة قدمتها دولة الإمارات من أجل إنهاء معاناة أبناء عدن والمحافظات المجاورة من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي خصوصاً في فصل الصيف.
المحطة ستعمل على توفير 120 ميجاواط إضافية بقيمة 183.5 مليون درهم، حيث يجري تنفيذ المشروع في محطة «الحسوة» الكهربائية بمدينة عدن وسوف تسهم هذه المحطة في التخفيف بشكل كبير من معاناة أبناء المدينة.
وأوضح مدير كهرباء عدن المهندس مجيب الشعبي، أن المحطة الجديدة المقدمة من الإمارات تضاف إلى بصمات كثيرة وواضحة في دعم قطاع الطاقة وتوليد التيار الكهرباء في عدة محافظات يمنية محررة، مشيراً إلى أن المحطة الجديدة سيكون لها دور كبير في إنهاء معضلة الكهرباء بشكل نهائي في عدن.
وأكد أن مؤسسة الكهرباء في عدن حظيت بدعم سخي وكبير من دولة الإمارات منذ الوهلة الأولى لتحرير المدينة من شراء مولدات كهربائية والتكفل بتشغيل وصيانة المحطات وتقديم قطع غيار ومعدات وتجهيزات خاصة بصيانة المولدات وخطوط الشبكة. وأضاف مدير كهرباء عدن أن الدعم الإماراتي الجديد لكهرباء عدن ليس بغريب على دولة الإمارات التي كانت خير سند ومعين لدعم المنظومة الكهربائية وتحسين مستوى خدماتها من أجل التخفيف من معاناة أبناء عدن.
دعم سخي لكهرباء سقطرى
كما خصصت دولة الإمارات مشاريع تنموية متنوعة لقطاع الكهرباء في محافظة أرخبيل سقطرى، ضمن جهودها الإنسانية للتخفيف من معاناة الأهالي وتحسين مستوى خدمة إيصال التيار الكهربائي لمنازل المواطنين في الأرخبيل. وسعت الدولة عبر مؤسسة «خليفة الإنسانية» إلى انتشال قطاع الكهرباء في سقطرى من الأوضاع المتردية والمتهالكة منذ سنوات طويلة جراء ضعف الصيانة وتدهور المحطات العاملة، حيث تم رفد المحطات الكهربائية بمولدات جديدة وقطع غيار ومعدات وتجهيزات فنية خاصة بالصيانة إلى جانب توفير الوقود لمحطات التوليد بهدف ضمان إيصال التيار بشكل متواصل من دون توقف.
كما تبنت الإمارات مشروع استبدال الشبكة الهوائية بشبكة أرضية حديثة مما يسهم وبشكل كبير في عدم انقطاع التيار الكهربائي وخاصة أثناء تعرض الأرخبيل لأي أعاصير. وأسهمت هذه الجهود التنموية في إنهاء أزمة الكهرباء التي عانت منها الجزيرة خلال السنوات الماضية، حيث تحسن مستوى التوليد وإيصال التيار الكهربائي إلى منازل المواطنين على مدى الـ 24 ساعة من دون انقطاع، كما تكفلت الإمارات بإعفاء شامل لجميع المواطنين في القطاع السكني ممن تعسروا في دفع فواتير الكهرباء المتأخرة إسهاماً منها في إنعاش الحياة في المحافظة.