أحمد النجار (دبي)

يمتلك المخترع الإماراتي خالد آل علي، في جعبته الكثير من الأفكار الابتكارية، ويتقد ذهنه حماسة، في دراسة أهميتها، وتحويلها من فكرة إلى واقع، عبر اختراعات مهمة تخدم البيئة، وتستثمر في الطاقة البديلة لاستشراف المستقبل بروح الاستدامة.. خالد يعمل في «أدنوك»، ويستمد إلهامه من والديه اللذين يشجعانه منذ صغره على تنمية موهبة التفكير الإبداعي خارج الصندوق، ويدعمانه في توفير البيئة الخلاقة، بالإضافة إلى تحفيزه على القراءة.
ويعكف حالياً على عمل نظام ذاتي التحكم لمستكشفات الفضاء، يعمل بتقنية الأوامر المنطقية المبرمجة، اعتماداً على الذكاء الاصطناعي، وقال إن اختراعه الجديد يهدف إلى تأمين استدامة موارد الطاقة في الفضاء وتوفيرها بهذا المستكشف، مشيراً إلى أنه يعمل ضمن فريق عالمي لتطوير الأنظمة الذكية.
ونجح خالد في اختراع مشروع بارجيل كمصدر للطاقة اللازمة، وتحويله من أيقونة تراثية كمصدر للهواء البارد إلى مصدر مهم للطاقة، وتناول البراجيل بأشكالها الهندسية، وكان حريصاً على توافقها مع الطبيعة، وركز على إمكانية توافر نوعين من الطاقة النظيفة والمستدامة «الطاقة الشمسية وطاقة الرياح»، موضحاً أن نشر ثقافة الترشيد والاستدامة يمكن المستخدم من الاستفادة من تلك الطاقة في تشغيل بعض الأجهزة الإلكترونية، وإنارة الغرف وتشغيلها على مدى أيام في حال انقطاع الكهرباء نتيجة ظرف طارئ، وقال إن المشروع قادر كذلك على استخلاص المياه من الجو، والاستفادة من بخار الماء، في إطار البحث عن مصادر بديلة للمياه الجوفية.
ويرى أن الدعم الذي يحتاجه المخترع لا يقتصر على المادي، بل يحتاج ثقة المجتمع بقدراته على تقديم الحلول، ضمن تخصصه ومجال بحثه، إلى جانب توفير مراكز الأبحاث المدعومة، لكي يتم تطوير أفكار الباحثين من دون تكاليف باهظة.
وقبل تحويل الفكرة إلى اختراع، يدرس خالد مدى نجاح تطبيقها على الواقع، حيث يبدأ في التطبيق المبدئي من خلال رسم وحسابات مبسطة وآلية عمل الفكرة، ومن ثم يتوجه للدراسة النموذجية، بعدها تنفيذ النموذج الأول.
ولا يستهين خالد بحجم التحديات والصعوبات أثناء تطبيق اختراعاته، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر يواجه في مكان العمل، وكذلك وفير المواد المستخدمة في تنفيذ الاختراع، ويعيش تحدياً آخر في إيجاد موقع لتجربة الاختراع، خاصة عندما يكون الاختراع بحاجة لإجراءات السلامة، أو غير ذلك من طبيعة جغرافية وظروف ملائمة تتوافر أثناء الاختبارات.