أزهار البياتي (الشارقة)- نظمت إدارة متاحف الشارقة مؤخراً مخيماً صيفياً، في إطار تجربة تعليمية وترفيهية، بمشاركة 40 طفلاً وطفلة تتراوح أعمارهم بين 11و14 عاماً، واستعان بمسرح الدمى في رصد مراحل تطور الإنسان من بدايات العصر الحجري مروراً بالعصر البرونزي ثم الحديدي، وصولاً إلى أوائل القرن التاسع عشر، من خلال ربط ممنهج ومتدرج ما بين القراءة التاريخية لتلك الأحقاب مع مقتنيات متاحف الإمارة، وركز المخيم على تعزيز ثقافة زيارة المتاحف في نفوس الأجيال الصغيرة، وترغيبا لهم لولوج مجال البحث والاستقراء في حضارات الشعوب، عن طريق استغلال فضولهم المعرفي واستثمار حبهم المعتاد للاستكشاف، وذلك من خلال توظيف مبسط ومدروس لمعطيات تاريخية تمكنهم من التعرف على حضارة بلادهم وموروثات تراث الآباء والأجداد. وأشارت منال شهيل أخصائي تعليمي بمتحف الشارقة للآثار إلى تنظم فعالية الدمى بالتعاون مع ثلاثة متاحف في الشارقة، وتضمنت مجموعة من الورش التطبيقية ذات التوجه التعليمي التعريفي، لتربط أهم مقتنيات المتاحف الثلاثة بتجارب الأطفال وخبراتهم الحياتية، في إطار مبسط من التثقيف الممتع، الذي يجمع عنصري المرح مع الفائدة في آن واحد، فيتسنى للأطفال المشاركين من صناعة دماهم القطنية يدوياً، وتحويلها إلى أبطال وشخصيات تلعب أدواراً في مسرحيات، ألفوها بأسلوبهم الخاص وبشكل عفوي، حيث يكون هناك صلة ورابط بين الحقائق التاريخية ومواضيع قصص هذه المسرحيات. وأشارت إلى استماع المشاركين الصغار لسرد تاريخي عن اكتشاف طبيعة حياة الإنسان في العصر الحجري، لناحية مهنته، أدواته، مسكنه، وأسلوب معيشته، ليطلع الصغار على الكثير من قطع الآثار والحفريات التي يضمها المتحف، التي اكتشفت منذ العام 1973 خلال حملة تنقيب لبعثة آثار في الشارقة وما تلاها بعد ذلك من بعثات، لنمر فيما بعد على العصر البرونزي ثم الحقبة الحديدية وزمن مرحلة شبه الجزيرة العربية، لربط كل معلومة بشواهدها التاريخية، ورصد مراحل تطور أهالي المنطقة طبقا لما تركوه من قطع أثرية تحكي فصولا عن شكل حياتهم آنذاك. وأشارت منى الحمادي أخصائي تعليم في متحف الشارقة للفنون، إلي قيام المشاركين بجولة تعريفية في أرجاء المتحف، للاطلاع على رواق فن المستشرقين ولوحاتهم التاريخية التي رسموها ونقلوا من خلالها أهم سمات الحياة في الكثير من المدن العربية القديمة، شارحين لهم الأساسيات الفنية لتقسيم اللوحة، ليختار كل طفل الخلفية التي يراها مناسبة لعمله المسرحي مراعياً فيها عاملي المناخ، والزمن، ويتعرف على أنواع الألوان في رسم اللوحات، ليباشر بعدها بورشة عمل تطبيقية تترجم ما تعلمه. وأكدت تعاون المشاركين بشكل متناغم ومتسق، متحلين بروح الفريق، مما ساهم في إنجاح المشروع، بحيث جاء اليوم الأخير للمخيم باحتفاء كبير، أمتع الحضور من أولياء الأمور الذين تأثروا بأعمال أبنائهم المسرحية الجميلة.