شادي صلاح الدين (لندن)

استبعد زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربين، إجراء استفتاء ثان لاستقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة في أول عامين لحكومة عمالية يقودها، قائلاً، إن هذا الاستفتاء «لن يحدث بالتأكيد»، وهو ما أثار حالة من الجدل والارتباك السياسي في البلاد.
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان زعيم حزب العمال أنه لن يسمح بإجراء استفتاء اسكتلندي خلال فترة السنوات الخمس الأولى من حكومة يقودها، قبل أن يذكر لاحقا أن ذلك لن يحدث في «أولى سنوات» حكومته، في إشارة إلى أن هذا الأمر قد يتراجع عنه لاحقا.
وقال ردا على سؤال حول ما إذا كانت نتيجة انتخابات 2021 في «هوليرود» (البرلمان الإسكتلندي) يمكن أن تلعب دورا في مثل هذا القرار «بالتأكيد ليس في أول عامين من الحكومة، من المؤكد أننا لن نعول على استفتاء على الاستقلال».
ويخشى حزب «المحافظون» من أن يقوم حزب العمال بعقد صفقة مع الحزب القومي الإسكتلندي بشأن استفتاء الاستقلال في محاولة للوصول إلى مفاتيح «دواننيج ستريت»، والوعد بإجراء استفتاء آخر سيكون وسيلة مؤكدة لتأمين هذه الصفقة.
وبدأ كوربين يوم الخميس جولته التي استمرت يومين في اسكتلندا في جلاسجو، بهدف مساعدة حزبه على استعادة بعض المقاعد التي خسرها في إسكتلندا بعد الانهيار الكبير للحزب في الدوائر الشمالية في انتخابات عام 2015.
ومع ذلك، سخرت زعيمة الحزب القومي، والوزيرة الأولى في اسكتلندا، نيكولا ستورجيون، من موقف حزب العمال «المتغير»، حسب وصفها.
وغردت ستورجيون عبر تويتر قائلة «الأمس لم يكن في الفترة الأولى من الحكم» (إجراء الاستفتاء) واليوم «لن يحدث في أول عامين». وبنهاية الأسبوع، وبهذا المعدل، سيطلب كوربين تنظيم الاستفتاء بحلول عام 2020. ووضعت ستورجيون بالفعل خططا لإجراء استفتاء ثان حول الاستقلال عن المملكة المتحدة في الجزء الأخير من عام 2020، وسوف تكتب إلى رئيس الوزراء - أيا كان هو - بعد فترة وجيزة من الانتخابات للمطالبة بتفويض للقيام بذلك.
وعند سؤالها عن خلافها مع زعيم حزب العمال حول جدولها الزمني للتصويت على استقلال آخر، قالت ستورجيون «أعتقد أنه يجب على جيريمي كوربين أن يتماشى مع غرائزه في هذا الصدد، فهو يفسد نفسه في قلبه لأنه يعلم أن الموقف الوحيد الذي يمكن الدفاع عنه ديمقراطيا هو قبول أنه ليس من حق وستمنستر (البرلمان في لندن) أن يقرر مستقبل اسكتلندا».
وأضافت «أعتقد أنه يحاول تجنب إحراج حزب العمال الاسكتلندي أثناء وجوده هنا لأن موقفهم لا معنى له وهو يفسد نفسه». لكن مع تأييد الحزب القومي الإسكتلندي أيضا لإجراء استفتاء ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ضغط زعيم المحافظين الاسكتلندي، جاكسون كارلو، على ستورجيون من أجل «وعدها الكبير بالاستفتاء المزدوج» (البريكست واستقلال اسكتلندا).
وخلال الجلسة المخصصة لرد الوزيرة الأولى على أسئلة النواب، دعا كارلو ستورجيون إلى «توضيح» تفاصيل توقيت هذه الاستفتاءات». وأجابت ستورجيون «أولويتي هي إعطاء شعب اسكتلندا الفرصة لاختيار الاستقلال العام المقبل وأنا أتطلع إلى تحقيق ذلك». وقالت ستورجيون «لقد أيدت استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنه ليس شيئا في متناول يدي». وتابعت «الحزب القومي الإسكتلندي، طالما بقينا في وستمنستر، سيدعم أي شيء يسمح للمملكة المتحدة بإعادة النظر في مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولكن هذا أمر متروك لمجلس العموم لاتخاذ قرار».