فاطمة عطفة (أبوظبي)
نظم مركز سلطان بن زايد مساء أمس الأول محاضرة حول «حركة الترجمة في العالم العربي، بين الماضي والحاضر»، قدمها الدكتور صديق جوهر أستاذ اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة الامارات العربية المتحدة بمقر المركز بالبطين، وذلك بحضور على حميد المنصوري، مدير إدارة الشؤون المالية بالمركز، ومديري التحرير ورؤساء الأقسام، وعدد من التابعين فعاليات المركز.
تحدث د. جوهر عن أهمية الترجمة في حياة الأمم والشعوب، مشيراً إلى إدراك العرب لهذا الأمر، ولافتاً إلى أن مجمل ما ترجمه العرب منذ عهد الخليفة العباسي المأمون حتى تاريخه لا يساوي ما تترجمه إسبانيا سنوياً، وأن مجمل ما يترجم في الوطن العربي برمته، من الماء إلى الماء، ومن من الخليج إلى المحيط سنوياً لا يساوي ما تترجمه اليونان - في نفس المدة الزمنية.
كما استعرض المحاضر مرحلة تدرج الاهتمام بالترجمة منذ الزمن العباسي إلى اليوم، موضحاً أن الفتوحات الإسلامية في القرن السابع أتاحت فرصة تاريخية لتلاقح الحضارات، وتهجين الثقافات.
ثم تطرق المحاضر إلى الحراك الثقافي وحوار الحضارات في الألفية الجديدة مؤكدا أن الترجمة بشكل عام والترجمة الأدبية والثقافية بشكل خاص تعتبر من أهم ديناميات التلاقح الحضاري لأنها من أبرز الآليات المحفزة لحوار الحضارات وهي من أرقى فروع الترجمة وأكثرها تعقيداً، حيث تخضع لمعايير إبداعية محددة تفرضها خصوصية النصوص الأدبية وتفردها، علاوة على تنوع أبنيتها اللغوية وتشابكها مع الأطر الفكرية السائدة.
وقال إنه في الوقت الراهن يمثل الأدب العربي المترجم إلى الإنجليزية واجهة من المفترض أن تنعكس عليها أبجديات الثقافة العربية الإسلامية، لكن ثمة عراقيل ومعوقات مازالت تكتنف الجهود الهادفة لتوسيع آماد الترجمة الأدبية على الرغم من الجهود المتواصلة التي تتبناها بعض المؤسسات المتخصصة في الترجمة في العالم العربي، والتي تتبنى دعم نشر الحضارة العربية حول العالم إلا أننا لا نزال بحاجة إلى المزيد من الجهد والعزيمة من أجل أن تظل الترجمة بفروعها كافة جسراً للتواصل الفكري عابر للحدود بين الشرق والغرب، ومنبراً لحوار الحضارات ، مؤكداً أن الترجمة تلعب دوراً محورياً في التعريف بالذات القومية والسمات المحلية والمشتركات الإنسانية.