محمد الأمين (المنطقة الغربية) - شهد السوق الشعبي المقام على هامش مهرجان ليوا للرطب 2012، تنوعاً كبيراً في معروضات المشغولات اليدوية التراثية، بالإضافة إلى العديد من المبادرات الصناعية المميزة التي أبدعتها المرأة الإماراتية، حيث يوفر السوق فرصة للتعريف بالمنتجات وتصريفها. وتعد فاطمة درويش المحيربي، صاحبة “دار العود” لصناعات الصابون والعطر، أحد النماذج البارزة هذه السنة، حيث حظيت تجربتها بالإشادة من قبل الكثير من زوار السوق الشعبي. وقالت المحيربي إنها تقوم بهذه الصناعة منذ سنوات طويلة من مادة هيدروكسيد الصوديوم المستخلصة من البيئة الإماراتية، مع الدبس والعسل والزيتون وزيت النخيل، حيث يمتاز الصابون الذي تصنعه بكون نسبة الزيوت فيه تتجاوز 75%، مشيرة إلى أن الصابون الذي تصنعه خال من المواد العطرية، إلا أنها بدأت الآن تضيفها إليه حسب الطلب. وأضافت فاطمة أن ما يميز مشروعها الصناعي، أنه يقوم على تلبية طلبات الزبائن من الشركات والمؤسسات والأفراد، حيث يستعمل لحالات خاصة، أو هدايا للأعراس والمناسبات، أو حالات الحساسية والصدفية وتساقط الشعر، أو تفتيح البشرة، حيث تستخدم فيه مادة الشعير، لافتة إلى أن صناعتها من مواد طبيعية تماماً. وأوضحت أن إنتاجها متنوع، منه ما هو خاص بالأطفال والسيدات، وعلاج أمراض مثل الصدفية التي يكون صابونها مكوناً من زيوت زائدة ومن دون عطر، وإذا كان هناك عرض معين نحدده ونصنع على أساسه. وأكدت أن دخلها كبير نظراً لتميز الزبون الذي هو مؤسسات وشركات، حيث مكنها المهرجان من التعريف بصناعتها والتعرف إلى زبائن جدد، ليكون الشغل بعد المهرجان من خلال طلبات خاصة، جرب طالبوها نماذج اشتروها من المهرجان. وطالبت بدعم مثل هذه المبادرات الكثيرة التي تقوم بها المرأة الإماراتية في مجال الصناعة، وبتخصيص محال صغيرة بأسعار رمزية وتشجيعية داخل الأسواق المعروفة، نظراً للإقبال ونوعية الزبائن، حيث يمكن أن يسهم ذلك في التعريف بالصناعة. ويتوافر الحماس نفسه عند “أم راشد” التي تمكنت من صنع أدوات جميلة من خوص النخيل، وكذلك شمة سالم عزب العامري، وبسمة محمد العامري، وكلهن صاحبات تجارب صناعية رائدة، تطمح إلى أن يكون لها شأن مستقبلي. وأكدت اللجنة المنظمة للمهرجان، أنها ركزت في هذا العام على أن تكون الأولوية للمشاركات من صاحبات الصناعات والمشاريع الصناعية المميزة والحرفيات المبدعات، مثل دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمساهمة في التعريف بمثل هذه المنتجات. وأشارت إلى أنها اتخذت هذا القرار من أجل إعطاء فرصة للمبادرات الرائدة التي يمكن أن تؤسس لصناعات مستقبلية. ويعرض السوق الشعبي إلى جانب بعض التجارب الصناعية، كل المنتجات التراثية التي تبرز الجانب التراثي للمهرجان من منتجات النخيل والتمر وصناعات المرأة الإماراتية التراثية، بهدف تنمية هذه المشغولات وإتاحة الفرصة لزوار المهرجان للاطلاع عليها، من أجل المحافظة على روح التراث الإماراتي الأصيل، ونشر ثقافته المتوارثة من جيل إلى آخر. كما يعتبر السوق واجهة حية تعكس التراث المحلي الغني والمتنوع بالحرف المرتبطة بالنخيل والتمور أمام السائحين المهتمين بحضور المهرجان، والذين يجدون أمامهم لقطات حية من حياة أهل الواحات، وكيف خلقوا من سعف النخيل حياكة حرفية عالية. ويضم السوق الشعبي أكثر من 180 محلاً وأكثر من 450 امرأة، ويشهد إقبالاً كبيراً من زوار المهرجان وأهالي المنطقة والسياح الذين جذبتهم روعة المعروضات وأصالة المنتجات والمشغولات التراثية القديمة، مثل الصروج والمخرافة والجفير والحصير والمشب واليراب، وكلها منتجات قديمة تصنع من خوص النخيل.