«مصدر» تنجز 90% من محطة «شمس 1» للطاقة بأبوظبي
أنجزت “مصدر” أكثر من 90% من أعمال محطة “شمس 1” للطاقة الشمسية بأبوظبي، بحسب الدكتور سلطان الجابر الرئيس التنفيذي لـ “مصدر”، والذي توقع افتتاح المحطة في الربع الأخير من العام الحالي.
وقال الجابر لـ “الاتحاد” إن القدرة الإنتاجية لمحطة “شمس1” تبلغ 100 ميجاواط، وتعد أكبر محطة في العالم للحصول على الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، موضحا أنه يتم تنفيذ المحطة، بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية وتقدر كلفة محطة “شمس 1” بنحو 2,2 مليار درهم (600 مليون دولار).
كما تم تصميم المحطة لاستيعاب أي توسعات مستقبلية عند الحاجة إليها، حيث يقام المشروع حاليا على مساحة تبلغ 2,5 كيلومتر مربع، ويحتوي على 768 مجمعاً لعاكسات شمسية على شكل قطع مكافئ ستنجزها شركة ابينجوا سولار.
وأكد الجابر، أن مشروع “شمس 1” لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام أشعة الشمس يعتبر خياراً استراتيجياً لا بديل عنه خلال المرحلة المقبلة، خاصة في ظل التوجه الدولي للاعتماد على الطاقة المتجددة دون الاعتماد الكلي على مصادر الطاقة التقليدية.
وعلي صعيد متصل، أشار الجابر إلى استمرار العمل في تنفيذ المرحلة الأولى من محطة “مصفوفة لندن” لطاقة الرياح البحرية، والتي تشارك “مصدر” في تنفيذها بالعاصمة البريطانية، حيث تم تركيب عدد من توربينات توليد الكهرباء والمحطات الفرعية.
وأوضح الجابر، أنه من المخطط إنجاز المرحلة الأولى من المحطة نهاية العام الحالي، ومن المتوقع أن يصبح مشروع محطة “مصفوفة لندن” أكبر مزرعة لطاقة الرياح البحرية على مستوى العالم، بطاقة إنتاجية تبلغ 1 جيجاوات.
وسيوفر المشروع، طاقة كهربائية تكفي لتغذية حوالي 750 ألف منزل، أو ما يعادل ربع منازل لندن الكبرى، ما يسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1,9 مليون طن سنوياً.
وفيما يتعلق بالمشاريع، التي تشارك “مصدر” في تنفيذها بإسبانيا، أشار الجابر إلى افتتاح محطة خيماسولار، وتشغيل مشروعي “فالي “ و”فالي 2”، موضحاً أن هذه المشاريع يتم تنفيذها من خلال شركة “توريسول إنرجي”، وهي مشروع مشترك بين مصدر وشركة “سينير” الاسبانية.
وكانت “توريسول إنرجي” افتتحت في أكتوبر 2011 رسمياً محطة خيماسولار الواقعة في فوينتيس دي أندلسيا بمنطقة إشبيلية بإسبانيا، فيما أطلقت مطلع العام الحالي العمليات التجارية لمحطتي “فالي1” و”فالي2” للطاقة الشمسية.
القمة العالمية للمياه
وفيما يتعلق باستعدادات “مصدر” لاستضافة القمة العالمية للمياه لأول مرة مطلع العام المقبل، قال الجابر “منذ قيام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإطلاق القمة العالمية للمياه في يناير 2012، بدأنا بالعمل على الإعداد والتحضير للقمة لتكون كما وجّه سموه، منصةً تقدم مساهمة فعلية في إيجاد حلول تتصدى للتحديات التي تواجهنا على صعيد المياه”.
وأضاف: تواجه الإمارات ودول مجلس التعاون بشكل خاص تحدياً صعباً في توفير المياه، فهي تقع في مناطق صحراوية جافة، تشح فيها الأحواض المائية السطحية، وتندر فيها الأمطار، ومن هنا، كان لابد من زيادة الاعتماد على تحلية مياه البحر كمصدر رئيسي لتوفير احتياجات المياه العذبة، علماً بأن تحلية المياه وتنقيتها ونقلها وتوزيعها يحتاج كميات كبيرة من الطاقة”.
وتهدف “القمة العالمية للمياه” إلى خلق منصة لصناع السياسات، ومزودي الخدمات، والمنظمات غير الحكومية، والعلماء والخبراء، والأكاديميين، ورجال الأعمال، وذلك لتبادل الخبرات، والاطلاع على الاستراتيجيات ومناقشتها، وعقد الشراكات، والاطلاع على أفضل التجارب في قطاع الإدارة المستدامة للمياه، وذلك من خلال حدث عالمي عالي المستوى، يختص بالمياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصفتها من المناطق شحيحة المياه.
وتسهم القمة العالمية للمياه في تجسيد الدور القيادي الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التنمية المستدامة، وسيضيف توجهات الدولة إلى اهتمامات المتخصصين والخبراء في مجال المياه.
وسيكون الموضوع الرئيسي للدورة الأولى من القمة العالمية للمياه “الارتباط بين المياه والطاقة”.
وستقوم “مصدر” باستضافة القمة العالمية للمياه، التي تحظى بدعم من هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، وهيئة البيئة - أبوظبي، ومكتب التنظيم والرقابة، ومركز أبوظبي لخدمات الصرف الصحي، وبرعاية وزارة البيئة والمياه في دولة الإمارات.
وستشارك في القمة نخبة من الخبراء والهيئات المختصة من مختلف أنحاء العالم بهدف تعزيز العمل على إيجاد حلول عملية لتحديات المياه في المناطق الجافة.
وتجسد القمة العالمية للمياه جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في إطلاق ابتكارات وأفكار طموحة وتحويلها إلى مبادرات عملية تسهم في ترسيخ مبادئ الاستدامة في الاقتصاد والبيئة والمجتمع.
وعن توقعاته للدورة المقبلة من القمة العالمية، لطاقة المستقبل التي تستضيفها أبوظبي مطلع 2013، قال الجابر “?منذ ختام فعاليات الدورة الخامسة للقمة العالمية لطاقة المستقبل في يناير الماضي، بدأ العمل استعداداً للدورة المقبلة التي ستقام خلال الفترة من 15 إلى 17 يناير 2013”.
وأشار إلى، مشاركة كبار قادة العالم في القمة الماضية، بمن فيهم رئيس مجلس الدولة الصيني في أول زيارة له إلى دولة الإمارات، وقيام أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بإطلاق مبادرته الطاقة المستدامة للجميع من منصة القمة، متوقعاً نجاح القمة المقبلة أيضاً، لاسيما وأنها ستتزامن مع القمة العالمية للمياه .
وتابع “هذه القمم والمؤتمرات تسهم في تعزيز المعرفة ، كما توفر منصةً لتحفيز العمل وحشد الجهود لإيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه العالم على صعيد الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، كما أنها تساعد في إبرام اتفاقيات وصفقات بين الشركات والجهات المشاركة فيها، وتنشط قطاع الأعمال”.
جائزة زايد
وعن حجم المشاركات المتوقع في الدورة المقبلة من جائزة زايد لطاقة المستقبل، قال الجابر “إن الدورة المقبلة من جائزة زايد لطاقة المستقبل مهمة جداً لأنه، وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة، تمت إضافة فئات جديدة، بهدف تطوير أداء الجائزة وتعزيز قدرتها على تحقيق أهدافها وغاياتها”.
وذكر، أن التطور الأبرز، تمثل بإضافة فئة المدارس الثانوية لإتاحة الفرصة أمام العقول الشابة للمشاركة، وتحفيزها على الابتكار والمساهمة في إيجاد حلول لتحديات الطاقة وبناء مستقبل مستدام”.
وتابع “كما في الدورات السابقة، تم تسلم عدد كبير من الطلبات من مختلف أنحاء العالم، معرباً عن اعتقاده بأنه لن يتم الإعلان عن أرقام محددة إلا بعد إغلاق باب تسلم طلبات المشاركة في 16 يوليو الحالي”.
ودعا الجابر، المدارس الثانوية في الدولة إلى تقديم مشاركاتها والمساهمة في تكريس إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وقال “الجائزة تعني لنا الكثير في دولة الإمارات ومن المهم أن نُظهر للعالم مدى حرصنا على التشبث بالقيم التي غرستها فينا القيادة الرشيدة”.
وأكد الجابر، أن الجائزة تلعب دوراً كبيراً في تعزيز التقدم على صعيد انتشار حلول ومشاريع الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، حيث يمتد تأثيرها بعد كل دورة من خلال قيام الفائزين بتطبيق مزيد من الأفكار والابتكارات.
وعن توقعاته لانعكاس استضافة الإمارات لمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”على مستقبل ومكانة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة خلال الفترة المقبلة، أكد الجابر، أن هذه الاستضافة تعكس ثقة العالم بجدية إلتزام دولة الإمارات، من خلال “مصدر”، بالعمل على خلق مزيج متنوع من المصادر يسهم في تعزيز أمن الطاقة وإتاحة المجال لوصول خدمات الطاقة لأكبر عدد ممكن من الأشخاص حول العالم.
وقال “بصفتها الدولة المضيفة لمنظمة دولية، أصبحت الإمارات تضطلع بدور فاعل وصوت مسموع على مستوى العالم، فضلاً عمّا تحققه هذه الاستضافة من فائدة على صعيد نقل المعرفة واكتساب الخبرات، وتعزيز حضور الإمارات على الساحة الدولية، وفتح سبل جديدة لإقامة علاقات وثيقة مع المجتمع الدولي”.
وإضافة إلى الاعتراف العالمي بالدور الذي تقوم به الإمارات في مجال الطاقة المتجددة، وتعزيز مصداقيتها، وإرساء مكانة متميزة لها كمركز للابتكار، ودعم عملية التنمية المستدامة والتوجه نحو اقتصاد المعرفة”.
وتابع الجابر “نتيجةً لنشاط الوكالة انطلاقاً من دولة الإمارات، سنستفيد من زيادة الخبرات في قطاع الطاقة المتجدّدة، بما يعزّز جهود تنويع مصادر الطاقة، وخفض الاعتماد على موارد النفط والغاز وإطالة أمد استثمارها”.
وزاد الجابر، “ستسهم استضافة مقرّ آيرينا في جذب الاستثمارات المتخصّصة في مجال الطاقة المتجدّدة إلى السوق المحلي في الدولة، وخلق سوق تنافسي نتيجة زيادة عدد المراكز الإقليمية للشركات العالمية”، ما يساعد بتوفير مزيد من فرص العمل في السوق المحلية وجذب الخبراء العالميين لدعم تطوير السياسات، والقدرات البشرية، والمعرفية في مجال الطاقة المتجدّدة، فضلاً عن استقطاب أفضل الخبرات التقنية والعلمية إلى الإمارات من خلال المشاركة في المعارض والمؤتمرات.
معهد مصدر
وعن احتفال معهد مصدر مؤخراً بتخريج الدفعة الثانية، قال الجابر “يمثل هذا الحدث إنجازاً بارزاً، يضاف إلى سجل معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا الحافل بالعديد من النجاحات على صعيد البحوث وابتكار التقنيات الجديدة، وتعكس الدفعة الثانية من الطلبة الخريجين طيفاً متنوعاً من المواهب الناشئة في مجال الطاقة النظيفة والاستدامة”.
وأضاف : كما هو الحال بالنسبة للدفعة الأولى، يتوقع لدفعة هذا العام، أن تحقق نجاحاً ملفتاً على صعيد النمو المهني، ما سيرسخ مكانة معهد مصدر باعتباره المؤسسة الأكاديمية الأكثر تميزاً وريادةً في مجال الطاقة المتقدمة والتقنيات المستدامة.
وأوضح، أن معهد مصدر يضم مكتباً للتوظيف يعمل بمثابة حلقة وصل بين الطلاب وقطاع العمل لتسهيل فرص التدريب والتوظيف في الشركات المحلية والدولية، كما يقوم المكتب بالتواصل الدائم مع الخريجين لضمان استمرارية العلاقات معهم والاطلاع على ما يحرزونه من تقدم في حياتهم المهنية.
المصدر: أبوظبي