سامي عبدالرؤوف و«وام»(دبي)
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» اهتمام دولة الإمارات قيادة وحكومة بتوفير جميع الوسائل والإمكانات المتطورة في قطاع الرعاية الصحية من أجل إسعاد المواطن وحمايته من الأمراض خاصة الخطيرة منها لأن الإنسان كما قال سموه هو أساس التنمية ومحورها الرئيس وعليه يجب أن يكون معافى سليماً في كل زمان ومكان ليتمكن من أداء مسؤولياته الوطنية والعملية والإسهام بفاعلية وبكفاءة عالية في مسيرة التنمية والتطوير في بلادنا». وأطلق سموه مشروع «حياة للتبرع بالأعضاء»، الذي تنفذه وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع الجهات المعنية والمختصة على مستوى الدولة، منها الجهات الصحية والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية.
وأعرب سموه لدى زيارته أمس معرض الصحة العربي في نسخته44، والذي يستضيفه مركز دبي التجاري العالمي على مدى أربعة أيام عن سعادته بهذا التجمع العالمي الذي يعكس مدى اهتمام دول العالم والشركات التابعة لها في القطاعين العام والخاص بأهمية المعرض لعرض وتسويق منتجاتها ومبتكراتها من أجهزة ومعدات طبية وصحية توظف لخدمة الإنسان ورعايته الصحية.
ورحب سموه بجميع العارضين والزوار والمستثمرين الذين يفدون إلى بلادنا ما يعكس ثقتهم بمؤسساتنا وقوانيننا التي تخدم وتحمي المستثمر وتوفر له البيئة الحاضنة والآمنة والمجدية اقتصادياً.
و تجول سموه في أرجاء المعرض الذي تشارك فيه شركات عالمية كبرى متخصصة في قطاع الرعاية الصحية بكل جوانبها من معدات وأجهزة طبية وعلاجية وأدوية وأخرى لتجهيز المستشفيات وإدارتها وتشغيلها بالاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي الذي اتجهت الشركات المتخصصة في هذا المجال إلى توظيفه في الصناعات الطبية على مستوى العالم.
وتضمن إطلاق مشروع «حياة» للتبرع بالأعضاء عرض فيديو توضيحي لأهمية المشروع وآلية تطبيقه وعملية الربط والتنسيق بين الجهات المعنية من جهة، والمتبرعين والمرضى المحتاجين لزراعة الأعضاء من جهة ثانية.
واستمع سموه، إلى شرح مفصل، عن مشروع «الممر الذكي» الذي تنفذه وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، حيث سيتم تزويد البوابات الذكية بكاميرات حرارية قادرة على اكتشاف درجة حرارة المسافرين عن طريق المسح الحراري للجسم وبصمات الوجه.
كما استمع سموه، إلى تفاصيل هذا المشروع، حيث ستقوم البوابات الذكية، بدورها بتسجيل درجة حرارة المسافرين من خلال نظام الربط الإلكتروني بين وزارة الصحة ووقاية المجتمع مع «إقامة دبي»، وتوفير كافة البيانات المطلوبة للمسافرين بشكل مسبق لاستخدامها من قبل الوزارة، عند قيامهم بزيارة المستشفيات، ما يسهم بتوفير الوقت المستغرق للعلاج. كما سيتم توفير فريق طبي لأخذ الإجراءات اللازمة لصحة المسافر في المطار عند الحالات الطارئة.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد بدأ جولته في المعرض بقاعة زعبيل التي تضم نخبة من الشركات العالمية التي تعرض أحدث منتجاتها من أجهزة ومعدات تتواكب ومتطلبات الرعاية الصحية حول العالم.
وكانت المحطة الأولى في جولة سموه جناح شركة «سيمنس» الألمانية العالمية التي تشارك بجهاز حديث يسمى بالتوأم الرقمي «ديجيتال توينز» الخاص بالعمليات الجراحية التي تجرى في المستشفيات، وأهم خصائص هذا الجهاز التعريف بحالة المريض وسجله الصحي وتهيئته قبل دخول العملية، حيث إن الطبيب المعالج يكون على اطلاع كامل بحالة المريض وخطوات إجراء العملية.
وتوقف سموه عند جناح مستشفى الدكتور سليمان حبيب، واستمع سموه من الدكتور حبيب إلى حجم ونوع استثماراته في دولة الإمارات خاصة في دبي، والتسهيلات التي يحظى بها من قبل جميع الجهات المتخصصة التي تعمل بديناميكية عالية ومسؤولية وطنية من أجل إزاحة أي عراقيل أو صعوبات إذا وجدت للتسهيل على المستثمر.
وفي القاعة رقم 3 تعرف صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على برامج وزارة الصحة ومبادرتها الجديدة «الممر الصحي الذكي» الذي تنفذه بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب من أجل خدمة المسافر وإسعاده وأطلق سموه مبادرة البرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء لوزارة الصحة ووقاية المجتمع. وتوقف سموه خلال الجولة عند جناح مصنع «في بي اس» للأدوية واستمع من القائمين على المصنع إلى شرح مفصل حول عملياته ومنتجاته من الأدوية والعقاقير الطبية التي يوفرها المصنع في الدولة وهو صناعة وطنية بالكامل.
وزار سموه جناح هيئة الصحة في دبي وتعرف من خلال الشرح الذي قدمه الأطباء والمسؤولون في الهيئة إلى أهم مبادراتها الجديدة والحلول الذكية ونظام «التوريد الذكي A1» وهو نظام الذكاء الاصطناعي للعقود والمشتريات وهو الأول من نوعه في حكومة دبي.
وتعرف سموه كذلك إلى مبادرة الهيئة في إطلاق مستشفى دبي للأسنان كما اطلع صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في ختام جولته على أول دراجة نارية كهربائية صديقة للبيئة في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف لاستخدامها في المناطق الشديدة الازدحام. وكذلك اطلع سموه على مبادرة «من دبي إلى العالم» وتختص بتصنيع المواد الأولية للإسعاف بالتعاون بين المؤسسة وشركة «لم تر». والتقى سموه خلال جولته في ردهات وقاعات المعرض العديد من المشاركين العالميين الذين يمثلون أكثر من أربعة آلاف شركة وجهة مما يزيد على ستين دولة بما فيها دولة الإمارات، وذلك في إطار حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على زيارة هذا المعرض الذي يعد ثاني أكبر المعارض الصحية والطبية على مستوى العالم.
رافق سموه في الجولة سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة عضو المجلس التنفيذي بأبوظبي، ومعالي حميد بن محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة مدير عام هيئة الصحة في دبي، وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، وهلال سعيد المري الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي التجاري العالمي وخليفة الدراي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للإسعاف إلى جانب عدد من وكلاء ومديري الإدارات بوزارة الصحة وهيئة الصحة في دبي.
التبرع بالأعضاء
قال معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، إن « مشروع «حياة» للتبرع بالأعضاء، يضم الكثير من التفاصيل والجوانب، وتشارك فيه مختلف الجهات المختصة والمعنية على مستوى الدولة، سواء الاتحادية او المحلية، وهو ثمرة تعاون وثيق على مدار 3 سنوات».
وأضاف: «مشروع «حياة» قطع العديد من المراحل، الأولى تضمنت إتمام المنظومة التشريعية، والمرحلة الثانية ربط جميع الجهات الصحية والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية بنظام موحد».
وأفاد العويس، أن من أهم ما تضمنه هذا المشروع، وجود تطبيق ذكي بربط بين جميع الجهات الصحية على مستوى الدولة ممثلة بالوزارة والهيئات الصحية المحلية مع الهيئة الاتحادية للهوية.
وأشار العويس، في تصريحات صحفية أمس على هامش المعرض إلى أن التطبيق يمكنه تحديد الشخص المتبرع والمريض والربط بينهما، فهو يتميز بخاصية البحث عن أقرب متبرع وأقرب مريض محتاج، وتتم إجراءات التبرع بالأعضاء تبعا للأولوية التي تعتمد على عدة معايير منها، معيار السن، حاجة الشخص المريض، حجم الفشل، ونوعية الزراعة. وذكر وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن التطبيق يفسح المجال لأي شخص لديه الرغبة بالتبرع بأعضائه بعد الوفاة بالولوج إليه والتسجيل فيه، ويتم الحصول على كافة بياناته وإجراء الفحوص الطبية اللازمة له، وهو ما لم يكن موجوداً في السابق، حيث كانت العمليات في السابق تتم بعد موافقة أهل المتوفي.
وقال معاليه: «في حال توفي الشخص المتبرع أو تعرض لحادث توفي على أثره، يمكن لسيارة الإسعاف التنبه بأنه ضمن قائمة المتبرعين مباشرة بعد التعرف على بياناته وبالتالي إخطار الجهات الصحية بالأمر».
ولفت إلى أن الوزارة أجرت أربع عمليات تبرع بالأعضاء داخل الدولة ضمن المرحلة التجريبية للمشروع خلال السنوات الماضية في مستشفيات الدولة، أحد هؤلاء المتبرعين أنقذ حياة ثمانية أشخاص.
وكشف العويس، أن 30 متبرعاً سجل في التطبيق خلال الأيام الثلاثة الماضية، من معرض الصحة العربي، فضلا عن متبرعين آخرين بادروا بالتسجيل مؤخرا قبل إطلاق المشروع رسميا.
وأشار العويس، إلى أن أهمية المشروع تكمن في كونه يمنح الحياة للكثير من المرضى ومن هنا جاء اسم المشروع، مشيرا إلى أن الوزارة كانت تستقبل الكثير من الحالات الحرجة التي تحتاج إلى زراعة قلب أو زراعة كلية أو كبد من دون القدرة على مساعدتهم أو إنقاذهم.
ولفت العويس، إلى أن الكثير من هذه الحالات التي تم إرسالها إلى الخارج من قبل الوزارة انتظرت طويلا ضمن قوائم الانتظار لأن الحصول على متبرع مطابق أمر غاية في الصعوبة، ولأن الدول الأخرى التي تجيز إجراء هذه العمليات تعطي الأولوية لمواطنيها، فيما تمكنا اليوم من تجاوز هذه العقبات من خلال مشروع «حياة».