أبوظبي (وام)

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يشهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، القمة العالمية التي تنطلق اليوم في الفاتيكان تحت عنوان «قمة الأديان: تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي- من الفكرة إلى التطبيق بين عامي 2017 و2019»، بحضور قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
تنظم القمة التي يشارك فيها أكثر من 80 شخصية عالمية، الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية «PASS» و«تحالف الأديان من أجل مجتمعات أكثر أماناً»، و«تحالف كرامة الطفل» بمناسبة الذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل.
ويلقي سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان كلمة في اجتماع يقام بصالة كليمنتينا بالقصر البابوي بالفاتيكان، بحضور دولي كبير، من بينهم الملكة سيلفيا ملكة السويد، يؤكد سموه فيها التزام دولة الإمارات ودعم قيادتها الرشيدة للجهود العالمية الخيرة في تعزيز الأخوة الإنسانية والتضامن العالمي، ونشر مبادئ السلام والإخاء على مستوى العالم، ودور الإمارات المحوري في تعزيز الحوار السلمي، من خلال نموذجها الريادي في ترسيخ قيم الاعتدال والتعايش السلمي بين شعوب العالم.
ويتحدث قداسة البابا فرنسيس في كلمة للمجتمعين، يحث فيها المجتمع الدولي على دعم الإخاء الإنساني، وعقد مثل هذه الملتقيات والمؤتمرات الهادفة لتعزيز حماية المجتمعات بكافة فئاتها، إلى جانب كلمة ضيف الشرف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ضمن فعاليات القمة التي تقام على مدار يومين في المقر الرئيس للأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية «PASS».
وتأتي القمة استمراراً للعمل العالمي في مجالات تعزيز الجهود الدولية وتوحيدها والاستفادة من التعاون عبر الحدود، ومن ضمنها وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها كل من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في أبوظبي في فبراير 2019، وأعلناها للعالم من العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وتشارك دولة الإمارات التي استضافت أول مؤتمر لتحالف قيادات الأديان عام 2018، بصفتها أهم الداعمين العالميين لهذه الجهود الخيرة، وكانت أولى الدول على مستوى العالم التي دعمت واستضافت تعزيز دور القيادات الدينية المؤثرة في دعم جهود تعزيز الأمن والاستقرار المجتمعي ومحاربة الجرائم.
وعمل قداسة البابا فرنسيس ضمن جهود عالمية من أجل حماية كرامة الطفل في العالم الرقمي مرات عدة، ومنها زيارته الأخيرة إلى أبوظبي، عندما أشار إلى إعلان أبوظبي في خطاباته، وأهمية «وثيقة الأخوة الإنسانية» من أجل السلام والعيش العالميين التي وقعها قداسة البابا فرنسيس مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف فبراير 2019.

رؤى مشتركة
كما تأتي القمة حرصاً على تنفيذ رؤى عالمية مشتركة لبلورة المبادرات الداعية للتسامح والتقارب الديني وتعزيز دور قادة الأديان ووضعها موضع التنفيذ، مثل «مؤتمر تحالف الأديان من أجل مجتمعات أكثر أماناً: كرامة الطفل على الإنترنت» الذي عقد في أبوظبي عام 2018 والذي صدر عنه «إعلان أبوظبي» ونتيجة اجتماع كرامة الطفل في العالم الرقمي في عام 2017، والذي انتهى بإصدار «إعلان روما».

اليوم الأول
وتتضمن القمة في يومها الأول حفل استقبال يتحدث فيه المونسيور مارتشيليو سورندو عميد الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية، ودانا حميد ممثلة «تحالف الأديان لأمن المجتمعات» والأب فريديريكو لومباردي من تحالف «كرامة الطفل» لحين بدء الجلسة الأولى والتي تكون تحت عنوان «كرامة الطفل في العالم الرقمي.. الفكرة النظرية»، يتحدث فيها الملكة سيلفيا ملكة السويد وقداسة بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول والريم عبدالله الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
والجلسة الثانية تحت عنوان «الإجراءات العملية من الشركات والمنظمات المدنية»، ويتحدث فيها عدد من التقنيين والخبراء من القطاع الخاص من «مايكروسوفت»، و«آبل» و«أمازون» و«فيسبوك»، و«بارمونت بكتشرز»، ثم تستكمل الجلسة ليتحدث آرين الآن من تحالف كرامة الطفل، والبروفيسور هاني فريد والبروفيسور مارسيلو سواريز اورزوكو وستيفاني زمكاني رئيس الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية وغيرهم.

اليوم الثاني
ويتحدث في اليوم الثاني «الجمعة» أولاً فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ضيف الشرف، يليه كلمات لعدد من الضيوف، ثم تفتتح الجلسة الثالثة بعنوان «الإجراءات العملية من صانعي السياسات» يتحدث فيها عدد من المسؤولين الحكوميين العالميين ورئيس الكرسي الرسولي في الفاتيكان، والجلسة الرابعة تحت عنوان «الإجراءات العملية من قادة الأديان»، يتحدث فيها عدد من هؤلاء القادة حول دور الأديان والشرائع السماوية في معالجة التحديات الاجتماعية.
ثم تلي ذلك الجلسة الختامية، وتتحدث فيها نجاة معلا امجيد ممثلة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة معنية بالعنف ضد الأطفال والكاردينال بيترو بارولين، أمين السر في الفاتيكان، ومن المنتظر من الاجتماع الخروج بتصريح مشترك.

ملتقى عالمي
يذكر أن «تحالف الأديان من أجل مجتمعات أكثر أماناً» أحد الجهات الثلاث المنظمة قد انبثق عن مؤتمر «كرامة الطفل في العالم الرقمي»، واستعرضت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال المؤتمر جهودها في تعزيز حوار الأديان، ورغبتها في استضافة ملتقى عالمي يؤكد التزامها بالمضي قدماً في تمكين الحوار، والعمل بين الأديان، وأثمرت جهودها في أن يكون ملتقى تحالف الأديان أحد مخرجات ذلك المؤتمر ليكون بمثابة جهد عالمي مشترك بين قادة الأديان لمعالجة التحديات الاجتماعية الأكثر إلحاحاً في العالم، إضافة إلى تعزيز جهودهم والعمل على الخروج بأفكار موحدة لتعزيز حماية المجتمعات، وخصوصاً الأطفال، من جرائم الابتزاز عبر العالم الرقمي ومخاطر الشبكة العنكبوتية.

أهداف إعلان روما
فيما يهدف «تحالف كرامة الطفل»، الذي انطلق في أعقاب المؤتمر العالمي الذي عُقد في أكتوبر 2017 حول «كرامة الطفل في العالم الرقمي» بروما والذي جمع خبراء وصانعي سياسات عالميين لمناقشة مخاطر العصر الرقمي وتحدياته وتأثيره على كرامة الأطفال، لتحقيق أهداف إعلان روما الذي وقعه البابا في نهاية المؤتمر ليعزز نشر المعرفة والوعي بشأن الاستغلال الجنسي للأطفال والاعتداء الجنسي من خلال التعاون بين الأديان والبحث، ومواصلة الالتزام المشترك لحماية الأطفال في العالم الرقمي.
وفيما يتعلق بالأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية «PASS» التي تأسست عام 1994 ومقرها الفاتيكان، فهي تعنى بتشجيع دراسة العلوم والتقدم فيها، والتأكد من أنها تعمل على النهوض بالبعد الإنساني والأخلاقي للإنسان، وتعزيز العدالة والتنمية والسلام، وكذلك تشجيع الحوار بين العلم والروح، والقيم الثقافية والفلسفية والدينية.