سامي عبد الرؤوف (دبي)

تعد أمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين المسبب الأول للوفاة في الدولة، حيث أدت إلى وفاة 82 حالة من بين كل 100 ألف حالة من السكان في العام الماضي، بحسب بيانات وزارة الصحة ووقاية المجتمع، التي حصلت عليها «الاتحاد».
وتتزايد خطورة أمراض القلب، ليس فقط بسبب الانتشار المتنامي، ولكن أيضاً بسبب عدم معرفة المعرضين للإصابة بأمراض القلب والشرايين، بعوامل الخطورة وطرق الوقاية، حيث لا يقوم هؤلاء الأشخاص باتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي الوصول إلى مرحلة الإصابة بالمرض، ومن ثم الوفاة فيما بعد.
وقد أظهرت دراسة حديثة أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي المسبب الأول للوفاة بين مرضى السكري من النوع الثاني، بنسبة تقارب 52% من إجمالي وفيات مرضى السكري من النوع الثاني عالمياً، ويقدر معدل انتشار مرض السكري من النوع الثاني في منطقة الشرق الأوسط، حالياً بنحو 9.7%، ويصنف كأعلى معدل انتشار للمرض في العالم.
وأكد الدكتور عارف النورياني، مدير مستشفى القاسمي، التابع لوزارة الصحة في الشارقة، ومدير مركز القلب بالمستشفى، أهمية التوعية بعوامل الخطورة وأسباب الإصابة بالمرضى، وكذلك وطرق الوقاية، مشيراً إلى أن معرفة المجتمع بهذه الأمور يقي من الإصابة بأمراض القلب، ويوفر على قطاع الرعاية الكثير من المبالغ الطائلة التي تنفق على العلاج والعمليات الجراحية.
وقال النورياني: «هناك الكثير من عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بأمراض القلب، لكن الأشهر والأكثر انتشاراً 7 عوامل، وقد يصاب الشخص بها كلها أو ببعضها، وهي: الإصابة بالسكري، ضغط الدم، ارتفاع الكولسترول، التدخين، السمنة، قلة الحركة وأسلوب الحياة غير النشط، والعامل الوراثي».
وأضاف: «أما طرق الوقاية فهي أيضاً متعددة، أهمها 5 وسائل، هي: التحكم في الأمراض المذكورة، والعمل على تفادي الإصابة بها، حتى لا نصل إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وأيضاً عامل اتباع الحمية الغذائية، التوقف عن التدخين، ممارسة الرياضة، وإنقاص الوزن».
من جهته، لفت الدكتور عبد الله الهاجري، استشاري أمراض القلب التداخلي بمستشفى الزهراء في دبي، إلى أن أمراض القلب من أهم مسببات الوفيات في الإمارات وفِي عالمنا العربي، ونسبة انتشار المرض في محيطنا العربي والدول الغربية شبه متقاربة، ولكن نسبة الإصابة في الفئات العمرية الصغيرة والمتوسطة أكثر في عالمنا العربي، وذلك بسبب انتشار مرض السكري، وبسبب العامل الوراثي.
وقال: «يظن كثير من الناس أنَّ أمراض القلب تصيب الكبار فقط، ولكنها أيضاً تصيب متوسطي العمر من الناس، كما أنها تعدُّ سبباً رئيساً من أسباب الإصابة بالعجز والوفاة لدى هذه الفئة»، مشيراً إلى أن أمراض القلب في مختلف أنحاء العالم، هي من أهم الأسباب الرئيسة المؤدية إلى الوفاة، وإلى العاهات المستديمة بين العامة، ويزيد عدد النساء المتوفيات بسبب هذه الأمراض في كل سنة عن عدد الرجال، وكلما ازداد سن الشخص ازداد احتمال إصابته بمرض قلبي، لكن على العامة من جميع الأعمار الاهتمام بما يخص الإصابة بهذا المرض.
بدوره، أكد الدكتور وسام السحلي، استشاري أمراض القلب التداخلي، بمستشفى «إن إم سي» بدبي، أهمية التوعية بأمراض القلب، لأنه عندما تأتي الجلطات، إذا كان المريض يعرف الأعراض التي أصابته، عليه الذهاب إلى الطبيب قبل حدوث الجلطة، لافتاً إلى أن 70 إلى 80% من المرضى المصابين بالجلطات تحدث لهم في الأسبوع الذي قبل الجلطة، أعراض، أبرزها آلام في الصدر، وضيق النفس، وآلام في الفكين مع المشي والحركة.
وبين أن طرق الوقاية تشمل الفحص الدوري لأمراض السكري والضغط والكولسترول، لأنها أمراض صامتة، والمحافظة على الوزن المثالي والمشي يومياً من 20 إلى 30 دقيقة، منوهاً إلى أن متوسط أعراض السكري حتى تظهر على المريض تستغرق من 3 إلى 4 سنوات، حتى تظهر الأعراض، مشيراً إلى أن جميع مسببات الإصابة بأمراض القلب يمكن تجنبها ما عدا العامل الوراثي.