يشهد الإقبال على صالات السينما في الدول والأسواق الناشئة إقبالاً منقطع النظير يؤدي إلى بلوغ إيرادات شبابيك التذاكر أرقاماً تاريخية قياسية ويدفع العديد من الشركات الكبرى المعنية بصناعة السينما إلى التوسع القاري في منشآتها. ومن أبرز المؤشرات الحديثة الدالة على هذه الظاهرة ما تضمنته التقارير عن ارتفاع حاد في مبيعات التذاكر في أمريكا اللاتينية بالتزامن مع بدء شركات كورية جنوبية متخصصة في مجالات الترفيه إلى افتتاح سلسة من صالات العرض في عموم آسيا. تضاعف الإيرادات في أمريكا اللاتينية، تضاعفت إيرادات شبابيك التذاكر إلى نحو الضعفين في غضون السنوات الخمس الماضية وهي في طريقها لبلوغ 2.1 مليار دولار هذا العام، وفق ما ذكرته نشرة “هولييود ريبوتر” المتخصصة التي تحدثت عن “ازدهار استثنائي” في هذه الواردات، وعن الانتشار الواسع لصالات وشاشات عرض السينما مؤخراً والارتفاع الكبير في معدل أسعار التذاكر من أقل من ثلاثة دولارات إلى أكثر من أربعة دولارات ونصف الدولار في دول تلك المنطقة. وقال جورج بيريجنو، مسؤول توزيع أفلام شركة “بارامينت” الأميركية، إن سير أعمال الأفلام قوي جدا في كل المنطقة هذا العام، مشيرا إلى أن بعض الأفلام الجيدة المنتجة محليا في دول أمريكا اللاتينية. وفي شأن متصل، بدأت صناعة السينما في كوريا الجنوبية توسعاًَ استراتيجيا نحو الأسواق الآسيوية المحيطة إضافة إلى روسيا، حيث كشفت شركة “لوت سينما” العملاقة المتخصصة في صناعة الترفيه عن افتتاح أول مجمع لصالات السينما لها في شمال شرق مدينة شنيانج في ديسمبر القادم. وذكرت “هولييود ريبوتر” أن افتتاح هذا المجمع من صالات السينما هو الخطوة الأولى من خطة الشركة الكورية للتوسع في عدد كبير من المدن الصينية في العام القادم مع تصميم على افتتاح عشر مواقع مثيلة أخرى بما في ذلك المدن الكبرى مثل شنجهاي وبكين ويوهان ضمن توجه لامتلاك سبعين شاشة بحلول نهاية 2011 يضاف إليها 52 شاشة في العام 2012. قفزة هائلة يتزامن توسع الاستثمار الكوري في هذا المجال مع القفزة الهائلة التي تشهدها شبابيك التذاكر في الصين والتي سجلت ارتفاعا بنسبة 80% في النصف الأول من العام الجاري. وقالت النشرة إن التوسع في افتتاح الصالات بلغ معدل افتتاح شاشة جديدة كل يوم. وفي الأسبوع الأول من هذا الشهر الذي صادف عطلة العيد الوطني في البلاد، بلغت مبيعات شبابيك التذاكر الصينية 280 مليون يوان (نحو 42 مليون دولار أميركي)، واستحوذ فيلم “التحري دي ولغز شعلة الشبح” للمخرج الصيني تسوي هارك على نصف هذا المبلغ تقريباً تلاه فيلم “إنسبشن” الأميركي الذي حصد نحو 50 مليون يوان. وتتوقع شركة “لوت سينما” افتتاح 30 مسرحا سينمائيا بحلول 2014، وأن هذه الخطوة هي قسم من خطة انتشار عالمي يقوم بها العملاق الكوري مع توجه لافتتاح صالات إضافية في روسيا واندونيسيا علما أن الشركة ذاتها تدير حاليا ثلاثة مسارح سينما تضم 12 شاشة في فيتنام.