عقيل الحـلالي (صنعاء) - حذرت وزارة الداخلية اليمنية، أمس الخميس، من تمدد تنظيم القاعدة المتطرف إلى مناطق “جبلية” وسط البلاد المضطربة منذ أكثر من عام ونصف العام، على وقع احتجاجات شعبية أطاحت نهاية فبراير بالرئيس السابق علي عبد الله صالح. وقالت الوزارة في بيان، إنها وجهت السلطات الأمنية في محافظة الضالع (جنوب) وإب (وسط)، “بالتصدي لأي محاولات تسلل للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة إلى أي منطقة من مناطق هاتين المحافظتين”، مشيرة إلى أنه تم رصد تحركات استطلاعية لعناصر القاعدة في بلدتي الرضمة والنادرة، في محافظة إب، وبلدة “قطعبة”، بمحافظة الضالع، التي تعد واحدة من بؤر التوتر بين الحكومة ومحتجين انفصاليين منذ مارس 2007. وذكر البيان إلى أن من بين عناصر “القاعدة” التي تم رصدها في تلك البلدات، ثلاثة خبراء متفجرات من جنسيات سعودية، باكستانية وداغستانية، كاشفاً عن مخطط للتنظيم المسلح في “إقامة مراكز تدريب لعناصره في المناطق الجبلية بمحافظتي أب والضالع بدلاً عن مراكزه في مديرية رداع (محافظة البيضاء) المفتوحة أمام الضربات الجوية للطيران”. وصعد اليمن، المدعوم عسكرياً ومالياً من قبل الولايات المتحدة، حربه على تنظيم القاعدة، منذ انتخاب نائب الرئيس اليمني السابق، عبدربه منصور هادي، نهاية فبراير، رئيساً انتقالياً لمدة عامين، بموجب اتفاق لنقل السلطة ترعاه، منذ أواخر نوفمبر، دول مجلس التعاون الخليجي. وشدد بيان وزارة الداخلية، على ضرورة “أخذ الحيطة والحذر واتخاذ الإجراءات والتدابير الأمنية المناسبة كافة لمنع تسلل العناصر الإرهابية” إلى محافظتي إب والضالع، “مع أخذ الاستعدادات الكافية لمواجهة أي أعمال إرهابيه محتملة”. وأمس الأول، قُتل عشرة من طلبة أكاديمية الشرطة بالعاصمة في هجوم نفذه انتحاري يشتبه بانتمائه إلى تنظيم القاعدة، الذي خسر، الشهر الفائت، معاقله الرئيسية في جنوب البلاد، بعد 33 يوماً من هجوم واسع شنه الجيش اليمني على المتطرفين في محافظة أبين. وتوعد وزير الداخلية اليمني، اللواء عبد القادر قحطان، بـ”متابعة مدبري ومخططي الجريمة الإرهابية” التي قوبلت بإدانة واسعة رسمياً وحزبياً وشعبياً. ومنذ مطلع العام الجاري، قتل 152 من منتسبي وزارة الداخلية اليمنية في هجمات مسلحة، حسب بيان أصدرته الوزارة أمس الأول. وقال قحطان، لدى استقباله أمس الخميس في صنعاء، أسر ضحايا الهجوم الانتحاري على أكاديمية الشرطة، إن السلطات اليمنية “لن تألو جهدا حتى يتم القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل”، مؤكداً التزام وزارته “تقديم كامل الرعاية والاهتمام بأسر” الطلاب القتلى. ودانت روسيا الهجوم الانتحاري على أكاديمية الشرطة في صنعاء، واعتبرته عملاً “استفزازياً”، يهدف إلى “تقويض الجهود الرامية إلى إحلال الاستقرار الداخلي في اليمن”. ودعت الخارجية الروسية في بيان، ليل الأربعاء الخميس، الحكومة اليمنية إلى “اتخاذ إجراءات فعالة من أجل كشف ومعاقبة مدبري هذه العملية الإرهابية في أسرع وقت، من أجل تعزيز الأمن في اليمن بشكل عام”، حسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. واعتبرت روسيا، التي تدعم وتشرف على تنفيذ اتفاق “المبادرة الخليجية” لحل الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ يناير العام الماضي، استقرار اليمن “شرطاً رئيسياً” لمواصلة هذا البلد تنفيذ بنود الاتفاق الذي ينظم انتقالاً سلمياً وسلساً للسلطة خلال عامين. ويتهم سياسيون معارضون للرئيس السابق علي عبد الله صالح، الأخير بدعم المسلحين المتطرفين، بهدف إضعاف الحكومة الانتقالية التي تولت إدارة شؤون البلاد، بموجب اتفاق نقل السلطة. ودعت “اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية والشبابية”، التي قادت احتجاجات العام الماضي، أنصارها إلى التظاهر اليوم فيما سُمي بـ”جمعة إقالة بقايا نظام العائلة”، في إشارة إلى عائلة صالح، الذي لا يزال يقود أكبر الأحزاب السياسية في اليمن، فيما نجله الأكبر، العميد الركن أحمد علي صالح، يسيطر على أقوى فصائل الجيش اليمني المقسوم منذ مارس 2013. وكان هادي، الذي ظل نائباً لصالح طيلة 17 عاماً الماضية، أقال، مطلع أبريل، اثنين من الدائرة المقربة لسلفه، وسط أنباء غير مؤكدة تتحدث عن اتفاق سابق بين الرئيسين السابق والحالي، بالإبقاء على نجل الأول، قائداً لقوات “الحرس الجمهوري”. وعلمت “الاتحاد” من مصادر عسكرية في “الحرس الجمهوري”، بأن نجل صالح عين مؤخراً عدداً من القادة العسكريين، بينهم ضابط بارز انشق عن اللواء علي محسن الأحمر، الذي قاد التمرد على الرئيس السابق العام المنصرم، قادة لبعض الأولوية العسكرية التابعة له. نفي استقالة وزير الداخلية اليمني صنعاء (الاتحاد) - نفى مصدر مسؤول بوزارة الداخلية اليمنية، أنباءً تحدثت عن استقالة وزير الداخلية، اللواء عبدالقادر قحطان، بعد ساعات من الهجوم الانتحاري الذي استهدف، الأربعاء، أكاديمية الشرطة بصنعاء، موقعاً عشرة قتلى في صفوف الطلاب. وقال المصدر الذي يعمل بمكتب وزير الداخلية، إن الأخير “يؤدي عمله بشكل اعتيادي”، وأنه شكل لجنة للتحقيق في هجوم الأربعاء، بعد أن أشرف شخصياً على عملية نقل الجرحى إلى المستشفيات. ودعا المصدر، في تصريح بثه الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية، وسائل الإعلام إلى “تحري الدقة والموضوعية في ما تنشره وعدم الانسياق وراء الشائعات”. وكان إعلاميون وناشطون مؤيدون للرئيس السابق علي عبد الله صالح، حمًلوا قحطان مسؤولية الهجوم الانتحاري، وطالبوه بالاستقالة بسبب “تقصيره”، حسب قولهم.