هناء الحمادي (أبوظبي)

مع انتشار التطبيقات الذكية، أصبح الولوج إلى أماكن مختلفة من العالم، عبر الإنترنت، أكثر سهولة بضغطة زر واحدة، لاكتشاف الكثير من الأفكار الجديدة في المجالات كافة، وهذه التطبيقات تنوعت على الهواتف الذكية، من عرض درجات الحرارة، وحالة الطقس، إلى الطب والنقل وخدمات الصيانة المنزلية.
وأيضاً تطبيقات التسوق الإلكتروني وتسديد الفواتير والرسوم والمعاملات الحكومية، وتخطيط الرحلات ومتابعتها في كل مكان، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل توافرت تطبيقات تخطيط لقاحات طفلك، ومواقيت الصلاة المحلية ومواقع المساجد، وتحديد موقع طبيب اختصاصي أو عيادة طبية، ومتابعة رحلات الطيران القادمة والمغادرة، والبحث عن صيدلية مناوبة وخدمات عديدة أخرى، ليصبح هذا التحول الذكي يرسم المستقبل ويوفر الوقت والجهد، حتى أصبحنا نشاهد قدرة التطبيقات في القضاء على طوابير المراجعين لإنجاز معاملة ما لتصبح الحياة أكثر سهولة.
لذا لا نندهش، حين نرى الإمارات من الدول السباقة والرائدة على الصعيد الإقليمي في مجال التحول الإلكتروني والذكي، والتي تحتل مراكز متقدمة في خدمات الحكومة الذكية على مستوى العالم، ما يؤكد أننا قد نرى في المستقبل القريب، الكثير من المؤسسات الخدمية خالية من الجمهور بفعل التطبيقات الذكية التي أصبحت تخلص الفرد من القلق الناتج عن وضعه على قائمة الانتظار حتى يأتي دوره، خلال مراجعته لأي جهة أو مؤسسة.

منصة «ثقافة أبوظبي»
لمن يرغب في اكتشاف إمارة أبوظبي، ما علية إلا القيام بزيارة سريعة لتطبيق «ثقافة أبوظبي»، الذي يمثل منصة رقمية توفر تفاصيل وأجندة الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية بالإمارة في مكان واحد. وعن ذلك، يقول علي الشيبة مدير إدارة التسويق الرقمي في دائرة الثقافة والسياحة: يتيح تطبيق ثقافة أبوظبي «Abu Dhabi Culture»، للمستخدمين إمكانية الوصول الفوري إلى جميع المعلومات الثقافية والتراثية عن الإمارة عبر هواتفهم وأجهزتهم الذكية، ويتضمن «ثقافة أبوظبي»، تطبيقاً على الهواتف المحمولة، وقنوات خاصة على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي، بهدف إطلاع المجتمع المحلي وجميع من يرغب في معرفة المزيد عن ثقافة وتراث الإمارة الغني، إلى جانب تقديم معلومات وافية للباحثين والأكاديميين والطلبة في بحوثهم المتعلقة بأبوظبي، للاستفادة من التقنيات الرقمية الحديثة التي تم توظيفها في هذه المبادرة.

معالم العاصمة
ويضيف الشيبة: تم تصميم التطبيق للترويج بشكل مبتكر وفعّال لما تتمتع به أبوظبي من معالم ثقافية وتاريخية من خلال توفير الأدوات الرقمية والتكنولوجية المناسبة والسهلة أمام الجميع. وتشكل تجربة أبوظبي الرقمية منصة ثقافية تفاعلية مباشرة، تتيح للزوار الاطلاع الحي على الثقافة الغنية لأبوظبي، ويلهمهم لخوض تجربة مثالية، لذا وصل عدد المشاركين في التطبيق ما يقارب 300 ألف، كما يمكن لجميع أفراد المجتمع والسياح الاستعانة بتطبيق «Visit Abu Dhabi» المجاني وهو الطريقة الأسهل والأبسط لاكتشاف إمارة أبوظبي أونلاين.
ويتابع الشيبة، أن التطبيق يوفر مواقع ومعالم الجذب السياحي والثقافة والتراث، والفنادق والمطاعم والمراكز التجارية، وأيضاً أهم أماكن الرياضات المائية وتجارب الإبحار، وغيرها. موضحاً أن هذه التطبيقات الذكية وفرت الكثير من الوقت والجهد وجعلت الشخص يفكر وينجز بشكل أفضل، وبات التحكم بالأشياء عن بعد ليس من درب الخيال.

تطبيق «انعتني»
من جانبه، يذكر عبدالله الزعابي مؤسس تطبيق «انعتني»، أنه يحوي الكثير من المشاريع الوطنية في مختلف المجالات، ويهدف بالدرجة الأولى إلى دعم مشاريع الشباب ورواد الأعمال والمشاريع الصغيرة. ويقول الزعابي: يعتبر التطبيق الذكي منصة تجارية رقمية للشركات والمؤسسات الوطنية في دولة الإمارات، ويشكل مرجعاً ودليلاً شاملاً للشركات والمشاريع التي يملكها الشباب المواطنون في مختلف القطاعات الاقتصادية، ويضم التطبيق حالياً أكثر من 1000 مشروع وطني تتوزع على أكثر من 6 قطاعات اقتصادية. ولفت الزعابي، إلى أن قاعدة البيانات تضم حتى الآن أكثر من 1000 شركة، ومن المتوقع أن يرتفع العدد ضمن التطبيق إلى 5000 شركة.

سريعة ومريحة
يذكر سالم الحوسني «جامعي»، أن هذا الأمر لم يأت من فراغ، فقد خضع لدراسات مستفيضة نحو «رقمنة» المعاملات بين الحكومة والجمهور، وتم وضع مقاييس أيضاً للسعادة ولسرعة الإنجاز ومدى رضا الجمهور عن الخدمات الرائدة بصورة متقنة.
ويعترف الحوسني أنه استخدم الكثير من التطبيقات الذكية في إنهاء مصالحه، حتى أنه بات يتحكم في أجهزة المنزل عبر تطبيق يتيح التحكم فيها عن بُعد، كما أن هذه التطبيقات ساهمت في تقليل الازدحام المروري والوقت والجهد، وأصبحت بكبسة زر تلبي احتياجات أفراد المجتمع بكل يُسر.
بدوره، أكد خميس البلوشي (موظف)، أن التطبيقات الذكية تختصر الوقت والجهد مما يخفف الضغط على الجهات الحكومية وغيرها، التي تقدم الخدمات للجمهور، معترفاً بأن سهولة استخدام بعض التطبيقات لإنجاز معاملاته، شجعه على الاستعانة بها دائماً لإنهاء مصالحه.
وذكر البلوشي أن استخدام التطبيق الذكي الخاص بالكهرباء والمياه سهل له عملية مراقبة استهلاكه، فضلاً عن سهولة الدفع لقيمة الاستهلاك عبر التطبيقات الذكية، بطريقة سريعة ومريحة.

تطبيقات نسائية
مع انتشار الهواتف الذكية، أصبحت هناك تطبيقات تهتم بشؤون النساء بشكل يومي وتطبيقات أخرى تهتم بالرجال، وأخرى بالأطفال وكبار السن، حيث سهلت من أداء المهام اليومية بطريقة أفضل وجهد أقل.
ترى هدى سعيد «ربة بيت»، أنها تهتم بتطبيقات الرعاية البدنية، حيث استعانت بتطبيق «FitNotes»، ليساعدها على الالتزام بالأنظمة الصحية أو التمارين الرياضية بشكل يومي، والاهتمام بالعادات الغذائية وتحديد ساعات النوم والعمل، حيث يتضمن التطبيق برنامجاً صحياً ورياضياً وغذائياً متكاملاً لتحقيق نمط حياة صحي.
وتبين هدى أن مثل هذه التطبيقات تسهل المهمة على الكثير من النساء، كبديلة للصالات الرياضية للاستمتاع بجسم أنيق ورشيق، مشيرة «هناك الكثير من التطبيقات التي ساعدت على تنظم الوقت مثل موعد الطبيب أو القيام بجولة ما بالأسواق، أو تقسيم الأعمال والواجبات المنزلية، مثل تطبيق Low» «Clearance الذي ينبه المرأة للقيام بهذه الأعمال، وغيرها من التطبيقات التي تهتم بجمال المرأة وصحتها.

التحول الذكي
يقول محمد المهري خبير استثماري وباحث اقتصادي: «أصبحت الخدمات اليوم بفضل التطبيقات الذكية بين أيدينا وداخل منازلنا، حيث أصبحنا نعيش حياة تحكمها وتسيرها الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، والواقع يؤكد أن هذه التطبيقات سهلت حياة عدد كبير من الأشخاص سواء في عملهم أو في حياتهم الشخصية».
يضيف المهري «أصبح التحول الذكي، يوفر الوقت والجهد، حتى أنه تمكن من القضاء على طوابير المراجعين لإنجاز معاملة ما، ويوكد أنه قبل حلول عام 2020 ستتم كل المعاملات عبر التطبيقات الذكية».