إبراهيم سليم (أبوظبي)

أعلن برنامج التربية الأخلاقية، والذي أطلق استناداً إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن إطلاق البرنامج الوطني للتقييم الموحد لمادة التربية الأخلاقية بشكل رسمي، ليتم تطبيقه على منهج التربية الأخلاقية، مما يجعل الإمارات الأولى في تبني هذا التقييم الموحد وتطبيقه.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي يشارك فيه عدد من أبرز أعضاء البرنامج في المؤتمر الأول من نوعه لجمعية ناشري الاختبارات بالشرق الأوسط وأفريقيا، والذي عقد ما بين 28 و30 من يناير في فندق سوفيتل في أبوظبي.
وبتطبيق التقييم الموحد لبرنامج التربية الأخلاقية هذا العام تصبح دولة الإمارات الأولى عالمياً في تقييم أداء برنامج يتناول التربية الأخلاقية وبناء الشخصية على المستوى الوطني، ويهدف التقييم الموحد إلى توفير أداة لتقييم فعالية برنامج التربية الأخلاقية، بشكل مستقل وموحد واختبار معرفة الطلاب وفهمهم ووعيهم بالصفات الشخصية، والقيم التي يسعى برنامج التربية الأخلاقية إلى تعزيزها فيهم، وكيفية تطبيقهم لها على أرض الواقع وفي العديد من المواقف.
ويركز التقييم الموحد على قياس مدى أثر وفعالية البرنامج في تعليم الطلبة القيم الأخلاقية وتعزيزها في سلوكياتهم ليكونوا أفراداً صالحين مسؤولين تجاه مجتمعاتهم، ولا يهدف إلى تقييم أداء أي طالب بشكل منفرد، ويأتي إطلاق التقييم الموحد بعد نجاح البرنامج التجريبي الذي أطلق في أوائل عام 2018، وسيتم تطبيق البرنامج على حوالي 70 مدرسة موزعة في أنحاء مختلفة من الإمارات وتشمل 10000 طالب من الصفوف الثالث، الخامس، السابع، والتاسع.
وقال محمد النعيمي، مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي، وهو المكتب المسؤول عن إطلاق وتطوير برنامج التربية الأخلاقية: «نفتخر بكون الإمارات الأولى عالمياً في تطبيق التقييم الموحد لبرنامج التربية الأخلاقية. لقد تم تصميم الاختبارات لتكون على نفس مستوى اختبارات القياس العالمية والدولية، مثل البرنامج الدولي لتقييم الطلبة PISA والاختبارات الدولية في العلوم والرياضيات TIMMS والاختبار الدولي لقياس مدى التقدم في مهارات القراءة PIRLS، إذ سيعمل التقييم الموحد على تسخير أحدث أساليب التحليل والاختبار النفسي لقياس مدى فهم الطلاب لمادة التربية الأخلاقية وفعالية المنهج وأثره في تطوير وبناء شخصية الطالب».
وأضاف: «إن قياس فعالية منهج من هذا النوع يصحبه عدد من التحديات بطبيعة الحال، خاصة فيما يتعلق بمحاولة قياس مدى التحلي بالقيم والأخلاق، ومن هنا يأتي تطوير التقييم الموحد لبرنامج التربية الأخلاقية كحل يتيح لنا فهم مدى تأثير البرنامج على الشباب بفعالية».
وقدم أحمد فكري، مدير مشارك في مكتب الشؤون الاستراتيجية في ديوان ولي العهد، ودونا ماتوفينوفيتش، نائبة الرئيس لتطوير الاختبارات في مؤسسةACT، خلال مشاركتهما في مؤتمر جمعية ناشري الاختبارات بالشرق الأوسط وأفريقيا عرضاً تفصيلياً بعنوان: التصميم والقياس للتغيير.
وقد أكد فكري في حديثه على أهمية الالتزام بالتقييم المستمر لمنهج التربية الأخلاقية، وقال: «يعمل التقييم الموحد كأداة قياس توفر مجموعة واسعة من المعلومات والبيانات الدقيقة لرصد نجاح واستدامة برنامج التربية الأخلاقية».
وأضاف: «ومن خلال استخدام نتائج استطلاعات آراء المعلمين في الإمارات، سنعمل على إجراء التعديلات اللازمة على البرنامج والتعامل بصورة فعالة مع أي تحديات، كما سنعمل عن كثب مع جميع الأطراف ذات العلاقة لتعزيز وتحسين هذا المنهج».
وقالت دونا ماتوفينوفيتش: «يشرفنا تسخير خبراتنا الطويلة في تطوير التعليم عبر ACT هنا، ولقد عمل خبراؤنا عن كثب مع ديوان ولي العهد لضمان تطوير اختبارات قياس عالية الجودة لبرنامج التربية الأخلاقية».
من جهتها، علقت سوزانا ديلانج، الريئس التجاري في مؤسسة ACT: «نحن مسرورون للغاية لدعمنا لهذا المنهج الشمولي الهادف لإنجاح الطلاب»، وأضافت: «ندرك أن مهارات التعلم الاجتماعية والعاطفية ضرورية للنجاح في المدرسة والحياة ونؤمن بإمكانية تعليم هذه المهارات وتطويرها مع الوقت. وسنقوم، بالتعاون مع شركائنا، بتطوير تقييم عالمي المستوى يقيس مدى جاهزية الطلاب، ليتسنى للمعلمين تعزيز القيم الثقافية المشتركة بشكل أكثر فعالية في المجتمعات المتنوعة في دولة الإمارات العربية المتحدة».
يمثل البرنامج ثمرة التعاون بين برنامج التربية الأخلاقية والمؤسسة العالمية الرائدة في مجال الاختبارات ACT، والتي تشتهر باختبارها الدولي للكليات الأميركية والذي يطبق على أكثر من مليوني طالب في المرحلة الثانوية استعداداً لقبولهم في برامج الدراسات الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى شريكهم المحلي في الإمارات والمختص بتطبيق الاختبار في المدارس ConnecME للتعليم، وسيعمل برنامج التربية الأخلاقية على تطوير اختبارات مصممة خصيصاً لهذا المنهج، وتم تصميم الاختبار ليتناسب مع قياس مناهج التربية الأخلاقية عالمياً وسيتم تنفيذ التقييم من قبل المدارس وطرحه على الطلبة عبر أجهزة الحاسوب بحيث تتنوع الأسئلة لتغطي السلوكيات والمعارف بهدف تقييم فعالية البرنامج بشكل عام في تعزيز القيم الأخلاقية.

غرس القيم
يهدف برنامج التربية الأخلاقية، الذي أطلق عام 2016، إلى غرس وتعزيز القيم الأخلاقية العالمية لدى الشباب الإماراتي ودمجها بسلاسة مع القيم الأخلاقية المحلية المتأصلة فيهم. تم طرح البرنامج كمنهج شامل لجميع الأعمار والجنسيات في جميع المدارس الحكومية والخاصة في أنحاء الإمارات، حيث غطى الصفوف من الأول إلى التاسع مع حلول سبتمبر 2017، وتم توسيعه ليشمل الصفوف من العاشر إلى الثاني عشر في سبتمبر 2018.