هالة الخياط (أبوظبي)
أكدت هيئة البيئة في أبوظبي، أن السبخات الساحلية في الإمارة، من أفضل السبخات الموثقة في العالم، حيث تمثل السبخة جنوب جزر الضبعية وأبوالأبيض، السبخة الكاملة الوحيدة في العالم التي تتضمن أربع طبقات رئيسة بارزة من المسطحات موجودة جميعها في موقع واحد، ولا يمثل هذا الموئل نظاماً بيئياً تقليدياً للكربون الأزرق فقط، وإنما من المحتمل أن يكون منشأ مخزون التربة التاريخي من الكربون في السبخات الساحلية، وقد يؤدي تدمير هذه النظم الأيكولوجية إلى إطلاق الكربون المدفون إلى الغلاف الجوي، مما يساهم بالتالي في تعزيز ظاهرة الاحتباس الحراري.
وذكرت الهيئة، أنها بصدد تضمين السبخة الساحلية ضمن شبكة المناطق المحمية في الإمارة وإدارتها ضمن أعلى معايير الحماية، وضمان صحة واستدامة الموئل الذي يتعرض لضغوط طبيعية وإنسانية تهدد استمرارها ووجودها.
وقالت الدكتورة شيخة الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة: «إن الهيئة قدمت مقترحاً لإنشاء منطقة محمية من السبخات الملحية في منطقة الظفرة، وأن تكون بمثابة حديقة علمية تساهم في تعزيز الوعي حول أهمية السبخات في الإمارة، وأن تكون مركزاً للسياحة الجغرافية المستدامة للتوعية بالموائل والتراث الجغرافي لدولة الإمارات، بالإضافة إلى أن تكون مكاناً لإجراء الأبحاث لنظام السبخات، وكيفية حمايتها من التهديدات التي تتعرض لها وتتمثل في تطوير الساحل والزراعة».
وأوضحت الظاهري لـ «الاتحاد»، أنه يوجد في إمارة أبوظبي نوعان من السبخات، وهي السبخات الساحلية التي تعد من الموائل الحساسة بيئياً في الإمارة، والسبخات المالحة، والتي تعد من الموائل البحرية والبرية الحرجة.
والسبخات الملحية تعرف بأنها مساحات مدية تسيطر عليها نباتات عشبية ملحية ظاهرة وشجيرات، ويتوزع هذا الموئل ضمن إمارة أبوظبي على مساحة تمتد من الشرق إلى الغرب على طول الساحل والجزر من ميناء خليفة إلى حدود السعودية، وتزداد كثافة هذا الموئل حول الجزر باتجاه شرق وغرب جزيرة أبوظبي.
ويتألف هذا الموئل البحري من مساحات مدية تسودها النباتات العشبية الملحية والشجيرات، وتتعايش الأعشاب والنباتات والشجيرات القزمة مع أشجار القرم، إذ أن المستنقعات الملحية تتشكل عادة على ارتفاعات أعلى بقليل من أشجار القرم، ويعد نبات رجل الإوز الذي يمكن أن يعيش في المياه المالحة من الأنواع السائدة قرب خط الساحل، وهي تمتد على شكل بساط عشبي، إلى جانب الشجيرات القزمة مثل خزامى البحر.
ومن الكائنات الحية التي تعيش في هذا الموئل السطلعون والرخويات وكثيرات الأشعار، كما تعتبر المستنقعات الملحية موئلاً للكربون الأزرق، لكونها موئلاً ساحلياً وبحرياً قادراً على حجز وتخزين الكربون.
وتتعرض السبخات الملحية لمجموعة من الضغوط، منها تطوير الساحل، وانخفاض جودة مياه البحر، والتجريف والطمر والتغير المناخي، أما السبخات الساحلية، والتي تعتبر موئلاً حساساً بيئياً في الإمارة، فتتوزع في منطقة الظفرة على الحدود بين أبوظبي والمملكة العربية السعودية، وتمتد على طول الساحل على الحدود بين أبوظبي ودبي، وتقع أكبر مساحة مستمرة من هذا الموئل في المنطقة الممتدة من البر الرئيس لمدينة أبوظبي إلى المرفأ، ويوجد أيضاً على نطاق واسع في أقصى منطقة الظفرة قرب الحدود مع السعودية.
والسبخات الساحلية هي مسطحات من الرواسب الساحلية عند أو فوق مستوى المد الطبيعي الذي يتكون من الرمل والطمي أو الطين، وغالباً ما يكون سطحه مغطى بقشرة ملحية، تشكلت من تبخر المياه المسحوبة إلى السطح عن طريق الخاصية الشعرية، أو من السيول البحرية التي تحدث بين الحين والآخر.
وتعزى أهمية هذه الموائل لخصائصها الجمالية الفريدة، وقدرتها على تخزين الكربون الطبيعي.