منير رحومة (دبي)
على الرغم من أن قرار إقالة التشيلي خوسيه سييرا مدرب شباب الأهلي كان مفاجأة للشارع الرياضي، لأنه جاء بعد الفوز على اتحاد كلباء أمس الأول، إلا أن القرار لم يفاجئ المدرب نفسه الذي كان يتوقع النهاية السريعة بسبب فشله في ترك بصمة فنية واضحة على أداء ومستوى الفريق، أو إقناع الجماهير بالعمل الذي يقوم به منذ تولي المهمة.
وكان سييرا يتوقع صدور القرار في أية لحظة، حيث ظهر مستعداً لتقبل قرار إقالته حتى قبل خوض مباراة اتحاد كلباء، ولأول مرة هذا الموسم ظهر بـ«نيولوك» بعد أن حلق اللحية وتخلى عن الزي الرياضي الذي تعود الظهور به.
وبعد انتهاء مشواره مع شباب الأهلي قال سييرا:«النتائج لم تنصفني، لأن الفريق يقدم عروضاً جيدة، ويصنع الفرص، ويكون قريباً من الشباك، لكن الحظ يعانده، ما جعل النتائج السلبية تؤثر في أجزاء الفريق، ويزداد الحديث عن النقاط السلبية».
وأضاف أن فريقه كان يستحق الأفضل، وكان من المفترض أن يتواجد في موقع مناسب في المراكز المتقدمة. واعترف أنه لم يفهم أسباب عدم التوفيق رغم الجهود التي بذلها لإيجاد الحلول المواتية، خاصة مع الجهد الذي يبذله اللاعبون من أجل تقديم الأفضل.
ورفض سييرا أن تكون هناك أسباب أخرى غير الجوانب الفنية قد تكون أثرت على النتائج السلبية، مشدداً على أن كرة القدم تقوم على أمور صغيرة، لكنها تؤثر بشكل كبير في النتائج. وأوضح أيضا أنه لم يندم على قيادة الفريق وخوض تجربة التدريب في دوري الخليج العربي، مشيراً إلى أنه يعرف جيداً اختياراته، ويستفيد من كل محطة يعمل بها.
وبخصوص تواضع مستوى اللاعبين وتأثير ذلك على تراجع مستوى الفريق، وعدم حصد النتائج الإيجابية أكد سييرا أنه لا يلقي المسؤولية على اللاعبين، بل على العكس يشكرهم على جهودهم وحرصهم على تقديم أفضل ما عندهم من أجل تحقيق الانتصارات، معتبرا أن المسؤولية عن النتائج السلبية يتحملها المدرب بالدرجة الأولى، لأنه المسؤول عن الاختيارات وطريقة اللعب.
وعن كثرة تغيير اللاعبين في الفريق من مباراة إلى أخرى وعدم ثبات التشكيلة، أكد سييرا أن الأمر يعود إلى الإصابات وعدم الجاهزية، وأوضح أن الفريق كان بحاجة إلى بعض الوقت للعمل وتصحيح بعض الأخطاء حتى يقدم المستوى المطلوب، مشدداً على أن شباب الأهلي قدم مباريات جيدة في أغلب الجولات بما فيها التي خسرها.
5 أسباب فنية عجلت بالرحيل
علمت «الاتحاد» بأن شركة الكرة بنادي شباب الأهلي اتخذت قرار إقالة المدرب التشيلي خوسيه سييرا بعد مباراة العين في الجولة الرابعة، حيث تمت مناقشة عمل الجهاز الفني منذ توليه المهمة، والنتائج التي حققها والمستوى الذي ظهر به الفريق في ثلاث مباريات بالدوري ومباراة بكأس الخليج العربي، وتم الاتفاق على أن سييرا لم يقدم المطلوب ولم يساهم في تطوير الأداء والمستوى، وبالتالي أصبح غير قادر على تحقيق الأهداف التي تم رسمها منذ بداية الموسم والمتمثلة أساساً في المنافسة بجدية على الألقاب والبطولات. ورصدت اللجنة الفنية خمسة أسباب فنية عجلت برحيل المدرب قبل مباراة اتحاد كلباء هي:
أولا: عدم الاستقرار الفني على مستوى اختيار التشكيلة، والتغيير المستمر في اللاعبين من مباراة إلى أخرى، مما أوجد حالة سلبية أثرت على المعنويات، خاصة أن عدداً من العناصر المميزة قدمت مستويات طيبة لكن المدرب أجلسها على الدكة.
ثانيا: ضعف المنظومة الدفاعية التي كانت الأقوى في الموسم الماضي، ليستقبل الفريق 11 هدفاً في خمس جولات فقط، بينما لم تهتز شباك الفريق في الموسم الماضي سوى 18 مرة في كل مباريات الموسم.
ثالثا: تباين المستوى بين شوطي المباريات، حيث يدخل الفريق مهزوزا ويرتكب أخطاء كثيرة في البداية، ثم يصحح الأخطاء في الفترة الثانية، ليثبت الجهاز الفني أنه لم يجهز بالطريقة اللازمة للمنافسين، أو أن الخطة التي رسمها لا تتماشى مع إمكانات فريقه.
رابعا: عدم توظيف بعض العناصر بالشكل المطلوب داخل الملعب، مثل إسماعيل الحمادي وأحمد خليل ولوفانور حيث كلفهم بأدوار مختلفة لم تساعدهم على الظهور بحقيقة إمكاناتهم، كما أن التداخل في الأدوار بين ماورو دياز وايميليانو داخل وسط الملعب، أربك الفريق وأثر بشكل واضح على دورهما.
خامسا: الفكر الفني للمدرب الذي لم يستوعب بسرعة أجواء المنافسة في دوري الخليج العربي، ولم يحسن التعامل مع إمكانات الفرق المنافسة، وظهر من خلال الجولات الماضية حاجة المدرب إلى فترة زمنية طويلة من اجل ألتأقلم مع دورينا، بينما لا يمكن لمسؤولي شباب الأهلي وللجماهير الانتظار طويلاً على فريقهم الذي يملك أفضل اللاعبين سواء المواطنين أو الأجانب ولا ينقصه أي شيء للمنافسة على اللقب، خاصة أن المسابقة ستتوقف بسبب تجمع المنتخب الأول، وبالإمكان إجراء تغيير فني يسمح بإعادة ترتيب الصفوف، وتصحيح المسار والانطلاقة بقوة في سباق المنافسة على اللقب.
أروابارينا.. الأقرب
دخلت إدارة شباب الأهلي في مفاوضات مع المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا منذ الصيف الماضي من أجل قيادة الفريق في الموسم الحالي، وكان من ضمن خيارات شركة الكرة، إلى جانب المدرب التشيلي خوسيه سييرا، إلا أن المفاوضات لم تكتمل، وتم الاتفاق مع سييرا.
وبعد النتائج السلبية، والصورة المهزوزة التي ظهر بها الفريق، تجددت الاتصالات مع اروابارينا على اعتبار معرفته بدوري الخليج العربي، وإمكانات مختلف الأندية، بالإضافة إلى متابعته لمستوى لاعبي شباب الأهلي ودراسته لنقاط ضعف وقوة الفريق، وبالتالي قدرته على الانسجام بسرعة مع الأجواء وكسب الوقت في تصحيح الصورة والعودة بقوة إلى سباق المنافسة. وعلى الرغم من ارتباط اروابارينا بعقد مع فريق آخر بالمنطقة، إلا أن البنود الموجودة في عقده تسمح له بالمغادرة، مما يجعله الأقرب لتولي مهمة قيادة شباب الأهلي في الفترة المقبلة.
جماهير الاتحاد السعودي تطالب بعودة «التشيلي»
تفاعلت جماهير الاتحاد السعودي مع خبر إقالة المدرب التشيلي سييرا بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبرت عن رغبتها في عودة سييرا الى بيت العميد من جديد، خاصة إنه حقق نجاحات كبيرة خلال الموسمين الذين قضاهما في الاتحاد. وعلى الرغم من التعاقد مع المدرب بيليتش، إلا أن إقالة سييرا حمست أنصار عميد الأندية السعودية للمطالبة بعودته من جديد، خاصة أنه يعرف إمكانات الفريق واللاعبين، وبإمكانه إعادة الاتحاد إلى الصحة الصحيحة، خاصة بعد المسيرة السلبية للمدرب رامون دياز.