«الشبكة العنكبوتية والكتاب التقليدي» في أمسية ثقافية برأس الخيمة
أقيمت مساء أمس الأول في رأس الخيمة أمسية ثقافية حول صراع الشبكة العنكبوتية والكتاب التقليدي والتي أكدت أن الحياة تستوعب التقليد والحداثة والشيء ونقيضه ويمكن لهما أن يعيشا تحت سقف واحد فلا وجود لصراع باطن وظاهر بين هواة ومحترفي الكتاب وبين محبي التقليد وإن وجد فالتكامل المرن بين النقيضين تقتضيه العقلانية.
وقال الدكتور عبدالمعطي سويد خلال الأمسية التي عقدت ضمن فعاليات الموسم الثقافي المشترك الأول والذي ينظمه مركز الدراسات والوثائق بالديوان الأميري برأس الخيمة وفرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات برأس الخيمة أنه يمكن للوسيطين أن يوضعا في منزل واحد وفي مركز واحد وفي مكتبة واحدة فلكل وسيط جمالياته وأناقته كما أنه لكل واحد مكانته في النفس والعقل والروح.
وأشار سويد في الأمسية التي حضرها الدكتور علي فارس مدير المركز والأديب أحمد عيسي العسم رئيس فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة وجمع من المثقفين والأدباء والكتاب والشعراء والإعلامين إلى أن المنزل الذي يخلو من المكتبة كالجسد الذي يفتقر إلي الروح حسب وصف الأديب العالمي شيشرون.
ورد المحاضر على السؤال الذي تردد بين الأدباء والمثقفين في النصف الأول من تسعينات القرن الماضي وما هو مصير الكتاب في عصر الكمبيوتر والإنترنت، مشيراً إلى أن القضية طرحت منذ أول جيل للكمبيوتر في استعماله العام والشخصي ومنذ ربع قرن تحسس الكتاب والمؤلفون ودور الطبع والنشر والتوزيع والمكتبات وحتى تجار الورق بأنهم جميعاً مستهدفون بشكل أو بآخر كما أن انتشار مختلف أنواع السمعيات والبصريات في التعليم والثقافة كان بمثابة شبه تهديد مباشر للمكتوب والمقروء حيث أصبحت الكتب والمجلدات الضخمة والكتب الصفراء التي يعشقها أنصار القديم كلها موضات قديمة وأصبح الآن التخزين عبر الفلاش والأقراص المدمجة التي توضع في الجيب وتجمع ملايين الكلمات وألوف الفقرات المخزنة.
واستعرض ماطرحته مراكز الأبحاث والمجلات الإعلامية حول خطورة الثقافة المهددة، مبيناً أن الوطن العربي يفتقر إلى عادة القراءة وبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الوطن العربي 30 مليون مستخدم، مؤكداً أن الكتاب الورقي مازال حياً وصامداً يقاوم عواصف مختلف أنماط التقنية الحديثة، مستعرضاً الحركات النقدية التي تتناول الشبكة العنكبوتية والكتاب الإلكتروني.
وفي مداخلته أكد أحمد العسم أن دولة الإمارات تعتبر من الدول السباقة التي واكبت هذا التطور الكبير من خلال اعتماد الملكية الفكرية وإلحاقها بوزارة الاقتصاد لمنع محاولات القرصنة الإلكترونية وعلى الكتاب والأبحاث والذي ساهم في منع وجود حالات سطو ثقافي في الدولة، مؤكداً على ضرورة إيحاء القراءة بالنسبة للأطفال في المدارس الحكومية والخاصة مع تأكيده على أهمية قيام المثقفين العرب بإنشاء مواقع تحذر مستخدمي الإنترنت العرب من المواقع التي تعرض الكتب والدراسات المدسوسة.
ومن جانبه رحب الدكتور فارس بالحضور مؤكداً على توجيهات سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة رئيس المركز بالعمل على دعم الحراك الثقافي والأدبي والعلمي برأس الخيمة وبرغبة صادقة من سموه بضرورة التواصل مع أبناء أجيالنا المتعاقبة، داخل الدولة، وداخل حدود الوطن العربي الكبير، وخارج هذه الحدود لتزويدهم بتاريخ بلادهم المجيد، وبالعلم والمعرفة بكل نقاءٍ وأمانة تم تأسيس المركز ليعمل على جمع وحفظ وتصنيف الكتب والمراجع والموسوعات والوثائق التاريخية والمخطوطات الخاصة بتاريخ إمارة رأس الخيمة بصفة خاصة وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج بصفه عامة وعقد الندوات التاريخية التي تهتم بتاريخ الإمارات ومنطقة الخليج العربي بصفة عامة بهدف إعادة كتابة تاريخ المنطقة من منطلقات جديدة تعتمد على وثائق محلية وأخرى دولية وإقامة المواسم الثقافية السنوية وإحياء الحركة الثقافية والفكرية بالإمارة وتوثيقها وإصدار سلسلة الندوات التاريخية وهي سلسلة محكمة تحتوي على كل الأبحاث القيمة المشاركة في تلك الندوات التي يعقدها المركز بصفة دورية وإصدار سلسلة كتاب الأبحاث.
وفي ختام الأمسية التي قدمها الدكتور الأديب هيثم يحيى الخواجة أكد فيها أن هذا الموسم مفعم بالفعاليات الثقافية النوعية وسيتابع الاتحاد نهجه في التواصل الثقافي في مكان التجمعات والمدارس والمؤسسات والهيئات كما سيقيم معرضا لإصدارات الاتحاد في هذا الموسم .
واعتبر الدكتور الخواجه أن هذه الاتفاقية خطوة متقدمة في دعم الحراك الثقافي في الإمارات ورأس الخيمة خاصة وأنها استقطبت كوكبة من المبدعين والنقاد والمسرحيين للإثراء المشهد الثقافي في الإمارات.
المصدر: رأس الخيمة