نسرين درزي (أبوظبي)
يضم شاطئ جزيرة الحديريات، الوجهة الجديدة في قلب العاصمة، ملاذاً ترفيهياً ورياضياً ممتعاً للعائلات الباحثة عن التغيير بالخروج إلى البحر والرمال، ويسجل الشاطئ، منذ افتتاحه مؤخرا، نسبة استقطاب عالية من رواده الباحثين عن المتعة.
جذب سياحي
في محاذاة منطقة البطين وعلى بعد مسافة قصيرة من علامات الجذب السياحي في العاصمة، يطل شاطئ الحديريات كوجهة متكاملة للحركة والاسترخاء. فالجسر الممشوق المؤدي إلى الموقع، يفتح شهية الزوار لقضاء اليوم في ربوع الشاطئ المسترخي، بعيدا عن صخب المدينة، وخصوصا مع توافر مئات المواقف المجانية القريبة من مرافق الجذب والأنشطة الرياضية. وهنا لا يتطلب الأمر إلا المشي خطوات معدودة للوصول إلى المكان المنشود، إما للعب على الشاطئ وإما للاسترخاء أو السباحة وركوب الدراجات الهوائية وممارسة الرياضات بأنواعها.
وتطل شاحنات الطعام الجوالة التي تقدم أصنافاً متنوعة من الوجبات، لتجعل الرحلة أكثر استمتاعاً للصغار والكبار، ولا تنقطع عن المكان عربات الآيس كريم التي ترطب أجواء الصيف، وتمنح الرواد طاقة متجددة لاستكشاف المزيد من الرياضات المستوحاة من باحات الشاطئ وإطلالاته، ومنها حديقة مفتوحة ومضمار للعجلات ومسار للجري وملاعب لكرة القدم والطائرة والسلة والتنس، بمعدل 4 ملاعب لكل نوع.
وبالنظر إليه كمرفق حيوي ممتد على مساحة بحرية شاسعة على مقربة من قلب العاصمة، يشكل شاطئ جزيرة الحديريات إضافة مهمة ضمن منظومة المناطق الترفيهية والسياحية التي تتفرد بها أبوظبي، وهو ليس عنواناً عادياً ينضم إلى سلسلة الجزر المحيطة، وإنما مكان لا يشبه سواه إذ يتمتع بمقومات طبيعية تجعل منه خياراً مفضلاً للترفيه والاصطياف وجذب الرواد من سكان أبوظبي وزوارها، ما يعزز المكانة الرائدة للعاصمة بكونها الوجهة الأفضل للحراك النوعي والاستجمام على اختلاف أشكاله.
خيارات متنوعة
وخلال جولة ميدانية على شاطئ الحديريات تحدث الرواد عن ارتياحهم للأجواء العامة في المكان، وذكروا أن الخدمات الترفيهية التي توفرها الوجهة السياحية الجديدة تضفي تنوعاً للإجازة الصيفية، إذ من الجميل أن تتعدد خيارات الخروج إلى شواطئ الإمارة ولاسيما للقاطنين في المدينة ممن يترددون لممارسة السباحة والألعاب الشاطئية برفقة الأهل والأصدقاء.
وتحدث عبدالله العامري عن إعجابه بشاطئ الحديريات، الذي اعتبره إضافة نوعية للوجهات العائلية في العاصمة. وقال إن المنطقة بأكملها تذكره بطفولته، حيث كان يزورها مع والده بالسيارة، ويشعر أن المكان بعيد جداً لقلة البيوت المنتشرة في المكان في ذلك الوقت. وذكر أنه كلما تسنى له الوقت يصطحب أبناءه إلى هناك مستمتعاً بالأجواء الراقية التي تغلب على المكان الخالي نسبياً من ازدحام السيارات وتوتر الحياة اليومية.
وجهة المرح
واعتبرت خديجة سيف، التي كانت مع عائلتها في إحدى الاستراحات المطلة على الشاطئ، أن أجمل ما في «الحديريات» تعدد الأنشطة التي يتيحها أمام الرواد، فإلى جانب السباحة التي تستهوي الأغلبية، يجد كل فرد من الأسرة ما يشغل وقته ويسليه، وعن نفسها فهي تجلس طالبة الاسترخاء وفي يدها كوب قهوة، تراقب زوجها وأبناءها وهم يمرحون حولها متنقلين بين لعبة وأخرى على الشاطئ الرملي الأبيض.
وعلق إبراهيم الأحمد على المشهد العام المؤدي إلى شاطئ جزيرة الحديريات، معتبراً أن سرعة إنجاز المشروع الجاري تطويره، تبشّر بالخير ولاسيما مع انتشار الوجهات الترفيهية المفتوحة على الهواء في العاصمة. وتطرق إلى جمالية الجسر الذي يصل بين المدينة والشاطئ والذي يعد مدخلاً رائعاً يكشف عن شاطئ نوعي فيه كل وسائل المرح ومختلف الرياضات التي تستهوي الجميع في الصيف.
شاحنات طعام
اعتبرت منى راشد أن فريق السلامة المتواجد دائماً على الشاطئ وفي محيط الملاعب يمثل عامل راحة للعائلات الزائرة برفقة الأطفال، وأثنت على التنظيم اللوجستي وتوزيع المناطق الترفيهية ما يخدم الضيوف بتسهيلات في متناول الجميع، وتقصد بذلك الاستراحات وشاحنات الطعام وبيع الوجبات السريعة والقهوة والمرطبات، الأمر الذي يجعلها تنجذب للمجيء باستمرار إلى شاطئ الحديريات حتى من دون تحضيرات مسبقة.
وقال أحمد البادي إن الإقبال على شاطئ الحديريات في كل الأوقات أكبر دليل على اهتمام السكان والزوار بالمواقع الجديدة، وبالرغم من ارتفاع درجات الحرارة إلا أن الناس تختار أوقاتاً مناسبة للمجيء إلى هنا بقصد التغيير، واعتبر أن موسم الخريف الحالي سيشهد أعداداً متزايدة من العائلات والأفراد الذين سيقصدونه لقضاء اليوم بأكمله والاستفادة من خدماته المفتوحة على البحر والشمس والهواء.
جسر الحديريات
يعد جسر الحديريات ضمن مشروع الشاطئ، إنجازاً كبيراً على قاعدة أرقى معايير السلامة، ما يوفر انسيابية واضحة في حركة المرور لتحقيق أفضل المؤشرات الإيجابية وتطبيق الخطط اللازمة، مع الحرص على توفير ممرات مخصصة للدراجات الهوائية حفاظاً على سلامة قائديها ومستخدمي الطريق.
مخزون سمكي وفير
بالعودة إلى تاريخ المنطقة وجغرافيتها، فإن جزيرة الحديريات التي تمتد جنوب غربي جزيرة أبوظبي على مساحة تغطي 3 آلاف هكتار، كانت تشكل في الماضي وجهة مفضلة للسكان، والسبب أنها تمتلك تربة رملية وطينية تنمو فيها أنواع مختلفة من الأعشاب، ما يشجع على الرعي والصيد والإقامة، كما تضم مخزوناً سمكياً وفيراً في شاطئيها الغربي والجنوبي، وخصوصاً أسماك البد والبياح والصافي، وتحتوي مكاناً واسعاً لصيد الروبيان، حيث توفر الجزيرة بيئة خصبة لنمو الروبيان.