سوات (وام) - أعلن عبد الله خليفة الغفلي مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، بدء العمل في جسر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمنطقة سوات الباكستانية، الذي يربط بين 15 مدينة و45 قرية على ضفتي نهر سوات بطول يبلغ نحو 450 متراً وبعرض 10 أمتار. وأكد الغفلي أن جسر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في إقليم خيبر بختون خوا بجمهورية باكستان يعتبر أحد المشاريع الخيرية والإنسانية للمشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، والذي يأتي انطلاقاً من التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. وأوضح الغفلي في تصريح لـ”وام” أن الجسر يخدم حوالي نصف مليون نسمة من سكان إقليم خيبر بختون خوا، ويمثل أهمية اقتصادية كبيرة لسكان المنطقة والشركات العاملة فيها، ويحتوي على معبرين لمرور السيارات ومعبرين آخرين لمرور المشاة. وأشار إلى أن الجسر الذي يستوعب مرور حوالي 4000 سيارة يومياً قد اعتمدت فيه أفضل المواصفات الهندسية والفنية، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من إنجازه قبل نهاية هذا العام. يذكر أن الجسر يقع في سوات الباكستانية، وهو جزء من وادي سوات الكبير الذي يفرق بين دول عدة في منطقة شبه القارة الهندية في إقليم خيبر بختون خوا. ويبعد هذا الإقليم مسافة 160 كيلومتراً عن العاصمة الباكستانية إسلام آباد. كما يعتنق جميع سكان هذه المنطقة الإسلام وأغلبيتهم من قومية البشتون، إضافة إلى أقليات أخرى، لذلك فاللغة السائدة في هذه المنطقة هي البشتونية. ويحيط بهذا الوادي الجبال الشاهقة والسهول الخضراء والبحيرات التي تتميز بصفاء مياهها، وتعد هذه المقاطعة من مناطق الجمال الطبيعي الخلابة ومقصداً للسياح حتى عهد قريب، وكانت تسمى باسم “ولاية سوات” حتى تم نزع اللقب عنها عام 1969. كما يطلق أحياناً على هذه المقاطعة لقب “سويسرا باكستان”، بسبب تشابه جغرافيتها مع جغرافية سويسرا. وتعتبر “سرحد” أو “بختون خوا” وطن الاشتونيين والهندكوه والأفغانيين الذين يتكلمون بالاشتو أو الهندكوي أو الفارسي “دري”. كما تعد باختون خيبر خوا والتي تبلغ مساحتها حوالي 74,521 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ إجمالي تعداد سكانها 22 مليون نسمة، واحدة من الأماكن الأكثر أسطورية على الأرض ويمكن القول إن هذا الإقليم من الأقاليم الأكثر تنوعاً عرقياً والأكثر تفاوتاً في التضاريس. وأشار عبد الله خليفة الغفلي إلى أن إنشاء جسر الشيخ زايد في سوات الذي تنفذه مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية يأتي في إطار مبادرات الدولة الإنسانية للشعوب التي تعاني وطأة الظروف وقسوة الحياة، ونابعة من صميم التوجيهات الخيرة والمواقف الأصيلة والنبيلة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والذي يمضي على نهج الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مؤسس صرح الدولة الخيري الذي تنطلق منه قوافل العطاء لشعوب العالم كافة. وأكد الغفلي أن المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان يحرص على تنفيذ مشاريع تنموية طموحة تعمل على تأهيل البنية التحتية وتنهض بمستوى الخدمات الموجهة للشعب الباكستاني الذي طالت معاناته وتفاقمت أوضاعه نتيجة الكوارث والأزمات التي ألمت به. ووصف الغفلي المشاريع التي ينفذها المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان بأنها نقلة نوعية في مساندة الضحايا والمتأثرين من الفيضانات التي أصابت باكستان، وإضافة حقيقية للجهود التي تبذلها الإمارات على الساحة الباكستانية لتحسين الحياة، والحد من حجم المعاناة، وتسيير سبل العيش الكريم للذين أنهكتهم الملمات وأقعدتهم المحن. ولفت إلى أن جسر الشيخ زايد يعد من أهم المنافذ بمنطقة سوات من حيث عدد المستخدمين، وهو يخدم حركة المرور فوق الممر المائي الفاصل بين المنطقتين، إضافة لتوفير ممر للمشاة وحركة المرور، حيث تكمن أهمية الجسر من الناحية الاقتصادية في تسهيل حركة النقل من المنطقتين، وهو بداية تحسين معيشة الناس على ضفتي النهر وتنشيط التجارة في المنطقة. من جانبهم، ثمن عدد من المسؤولين وأهالي إقليم خيبر بختون خوا دعم ومساندة دولة الإمارات للشعب الباكستاني من خلال المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان الذي يقدم مساعدات إنسانية متمثلة في أربعة مجالات، التعليم والصحة والمياه والطرق والجسور. كما ثمنوا الدعم المتواصل في المحن كافة التي ألمت بالإقليم خلال السنوات الماضية، حيث أسهمت هذه المساعدات في تخفيف المعاناة عنهم في هذه الظروف الحرجة التي يمرون بها، معتبرين أن المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان دليل على عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الصديقين.