فعاليات تراثية متنوعة مع انطلاق الأسبوع الثالث من ملتقي السمالية الصيفي
شهدت جزيرة السمالية أمس مجموعة من الأنشطة، أبرزها السباحة والرماية والفروسية، وذلك مع بداية فعاليات الأسبوع الثالث من الملتقى الصيفي التاسع عشر الذي ينظمه نادي تراث الإمارات، ويقام تحت شعار«مهرجان الأنشطة النسائية... طالبات اليوم أمهات مستقبلنا المشرق»، برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات.
ويشارك في فعاليات هذا الأسبوع 784 طالباً وطالبة من المنتسبين إلى المراكز التابعة للنادي في مدينة أبوظبي وضواحيها، إلى جانب مشاركات وزيارات عدد كبير ومجموعات تمثل هيئات ومؤسسات حكومية وخاصة معنية بقطاع الشباب.
وشهد الملتقى التراثي لجزيرة السمالية زخماً من الفعاليات والأنشطة التي استقطبت قطاعات كبيرة من أبناء وبنات الإمارات، الذين توافدوا على جزيرة السمالية وغيرها من المنافذ التراثية التابعة للنادي، كي ينهلوا من الإرث التراثي والحضاري الذي خلفه الأسلاف ليكون معيناً للنشء من أبناء الإمارات ينهلوا منه عظيم القيم وكريم الشمائل التي امتاز بها الإنسان الإماراتي عبر رحلته الطويلة على هذه الأرض.
الشجاعة والتركيز
ميدان الرماية كان من الأنشطة التي أقبل عليها الطلاب في هذا اليوم التراثي بامتياز، يقول على عبدالله محمد مدرب الرماية في الجزيرة، إنه يعمل بالنادي منذ 16 عاماً ومن خلال هذه الفترة لاحظ أن نشاط الرماية يمثل متعة خاصة لكثير من الطلاب كونه يرتبط بالشجاعة والتركيز والدقة والثقة بالنفس، ومن خلال برنامج ملتقى السمالية يقوم بالشرح الكامل للطلبة على السلاح وكيف يضع المقذوف، وكيفية التسديد، ويخصص لكل لاعب 10 طلقات.
وبين أن أكثر الألعاب التي قد يقع فيها الطلاب هي شعورهم بالخوف عن إمساكه بالبندقية لأول مرة، ولكن هذا يتم التغلب عليه بالاستماع لتوجيهات المدرب والتعامل مع الرماية بوصفها رياضة جميلة.
وأوضح أن الرماية تعلم الطلاب التركيز والانضباط والدقة المتناهية، مؤكداً أن سائر الأنشطة التي يتدرب عليها الطلاب داخل الجزيرة هي أنشطة مفيدة وهذا يحسب للقائمين على نادي التراث، الذين هيأوا للشد ميادين عديدة داخل جزيرة السمالية وغيرها من المزاكز التابعة له للتعرف على كل ما يتعلق بالتراث الإماراتي.
وذكر محمد أن الرماية رياضة روحية تنمي القدرات الداخلية لدى الشباب وتمنحهم الاحساس بالقوة، وتعتبر في نادي التراث من الأنشطة التي نالت السبق من خلال اهتمام المشاركين بها وشغفهم باالتعرف على دقائقها ومعرفتها، وقد عد لذلك ميدان احتوى على أحدث وسائل الرماية العصرية ويندر أن يكون له مثيل في أماكن مختلفة من وطننا العربي. حيث يتمتع الموقع بمواصفات عالية الجودة ويستوعب 16 متدرباً في وقت واحد.
قواعد الرماية
وأوضح مفصلاً كيف يتعلم الطلاب المنتسبون للنادي أسس وقواعد الرماية، والتي تتمثل في عدة مراحل متتابعة للتدريب، وتشمل شرح مفصل عن الميدان وأهميته، شرح مفصل عن السلاح ونوعه وطرق استخدامه، التدريب الأولي مع تصويب الرماية، تعليم الرماية (بالسكتون)، تعليم الرماية بالقوس، تعليم مهارة إصابة الأطباق الطائرة، تعليم مهارة الرمح النافذ.
أما شروط الانتساب لفريق الرماية بنادي تراث الإمارات، فهي أن يكون عضواً بالنادي، يلتزم بأنظمة ولوائح النادي مع حسن السير والسلوك، ألا يتجاوز عمر المشارك 16 سنة.
ويكتسب الطلاب المشاركون مجموعة من القيم المتمثلة في الارتباط بين الآباء والأجداد، تقديس الامتثال للواجب الديني والوطني، تعلم الفتوة وقوة الساعد والسلاح، تنمية الثقة والاعتماد على النفس.
إلى جانب الرماية اشتملت فعاليات اليوم الأول الفروسية، الهجن، القوارب الشراعية، السفينة التراثية، والملعب الصابوني. وغيرها من المناشط التي نجحت في تحقيق أهدافها باستقطاب الشباب الإماراتي والإفادة من العطلة الصيفية بما يعود عليهم بالنفع، ويزيد من مهاراتهم الحياتية المختلفة
المشاركة النسائية
إلى ذلك قال علي النعيمي مدير مركز العين التابع لنادي تراث الإمارات إن فعاليات هذا الأسبوع شهدت تنوعاً كبيراً ما بين أنشطة رئيسية وأخرى فرعية، وتضمنت مجموعة الأنشطة الرئيسة: الفروسية، الألعاب الشعبية، ورشة الحنّاء، التلين السدُو، الدخون، الفنون اليدوية، السفينة التراثية، والمرسم الحُر.وشملت الأنشطة المُساندة خلال الأسبوع و ألعاب زمان، الطيران الالكتروني، الهجن، الفلك، البيئة" المَنَاحِل"، والشراع الرملي، الذي يعبتر من الألعاب التي لاقت إعجاباً كبيراً بين المشاركين.
من ناحيتها قالت فاطمة التميمي رئيس قسم الأنشطة الشبابية في نادي التراث بالإنابة إن المشاركة النسائية المميزة في ملتقى السمالية الصيفي هذا العام جاءت في سياق برامج قسم الأنشطة النسائية التابع لنادي تراث الإمارات، والتي تأخذ أشكالاً عدة منها تنظيم المسابقات التراثية والثقافية لتعزيز الهوية الوطنية في أوساط الطالبات، تفعيل الفرق التراثية والثقافية المتخصصة في المراكز النسائية وتوسيع قاعدة المشاركات فيها، تنظيم دورات في المهارات الحياتية للطالبات في المراكز النسائية، تفعيل المشغل النسائي لاستقطاب الأسر المنتجة وتدريبهن على الأعمال اليدوية.
وأوضحت التميمي أن جميع الأنشطة تقام تحت شعار" طالبات اليوم أمهات مستقبلنا المُشرق"، في إطار الاهتمام بفتيات الإمارات وغرس كل ما يعود عليهن بالنفع في حياتهن الحالية والمستقبل بوصفهن أمهات المستقبل والمسؤولات عن تنشئة الأجيال الجديدة في المجتمع الإماراتي.
ولفتت إلى أن جميع تلك البرامج والأنشطة لا تقتصر على مراكز معينة وإنما تم وضع خطة تسمح للمراكز النسائية تنفيذ فعاليات تراثية في المناطق السكنية البعيدة عن مواقعها للترويج لأنشطة النادي والمراكز ، خاصة بالتزامن مع الفعاليات والمناشط التراثية الكبيرة مثل ملتقى السمالية الصيفي، الذي صار واحد من أهم الأحداث التراثية التي تتم على أرض الإمارات، نظراً لنجاحه في تحقيق أهداف حفظ التراث الإماراتي ومفرداته والعمل على نقلها إلى الأجيال الجديدة بأسلوب شيق وجذاب.
مشاركات مجتمعية
وقال سعيد علي المناعي مدير إدارة الأنشطة بالإنابة في نادي تراث الإمارات: شارك طلاب وطالبات مراكز النادي داخل وخارج السمالية في اليوم الأول من الأسبوع الثالث، ففي داخل جزيرة السمالية انتظم 135 طالباً من مركز السمحة للبنين، أما خارج الجزيرة فشارك 62 طالباً من مركز أبوظبي للبنين، و98 طالباً من مركز الوثبة، و151 طالباً وطالبة من مركز العين، و15 طالباً من مركز سويحان، و 77 طالبة من مركز السمحة النسائي، و11 طالبة من مركز أبوظبي النسائي، عدا الفرق المتخصصة كالسباحة والكاراتيه ومدرسة الإمارات للشراع فشارك فيه 110 من طلاب مراكز النادي.
من جهة أخرى قال أحمد إبراهيم الحمادي مدير مركز السمحة التابع لنادي تراث الإمارات: إن النادي يهدف من خلال تقديم هذه الأنشطة التراثية والرياضية في النادي إلى اطلاع أبنائنا على تفاصيل ومفردات التراث المحلي لكي يطلعوا عليه ويستفيدوا منه في المستقبل.
وأوضح أنّ العطلة الصيفية هي فرصة طيبة ليتعرف فيها طلابنا على الأنشطة والفعاليات والبرامج التي كان يمارسها آباؤنا وأجدادنا في الماضي، ليكتسبوا مهارات التعرّف عليها، وليحافظوا عليها من النسيان والضياع.
وأشار إلى أن الفعاليات التي يقدمها النادي لمنتسبيه ما هي إلاّ صورة حيّة نابضة بالمحبة لنقل تراث الآباء والأجداد إلى الجيل الحالي وذلك عن طريق الممارسة والتعلم المباشر على يد مدربين تراثيين من ذوي الخبرة من كبار السنّ الذين يقدمون خبراتهم في الحياة الماضية إلى الجيل الشاب اليوم.