أبوظبي (الاتحاد) - يعتقد الكثير من الناس أن تعلم الأطفال اللغة الإنجليزية في سن مبكر له تأثير إيجابي على تحصيلهم الدراسي في المراحل الدراسية اللاحقة، ومن شأنه أن يجعلهم أكثر ثقافة من أقرانهم الذين لم يتعلموا هذه اللغة في سن مبكر، كما أظهرت نتائج كثير من الدراسات أهمية تعلم الطفل لغته الأم قبل الشروع في تعلمه اللغة الأجنبية. وأشارت دراسة إلى أن قيام المدارس الدولية بوضع الأطفال الصغار في برامج الطفولة المبكرة دون دعم من اللغة الأم، له آثار سلبية على الأطفال. وأكدت أخرى أن تعلم الأطفال للغتهم الأم من شأنه أن يساعدهم في بناء الأساس الأكاديمي الذي سيسهم في نجاحهم الدراسي والمهني في المستقبل. في هذا السياق، يقول أشرف العريان أخصائي نفسي إن هناك عدداً من العوامل التي تؤدي إلى نسيان الأطفال اللغة الأم أو المحافظة عليها، وهذا ما أظهرته نتائج عدد من الدراسات، فقد استعرض فيرهوفن (1997) مجموعة من الدراسات السابقة وتوصل إلى أنه إذا كانت النظرة إلى اللغة الأم مرموقة، ولها مكانة في المجتمع، لن يكون لتعلم اللغة الأجنبية آثار سلبية، ولكن إذا لم يكن لها مكانة مرموقة، هنا يحدث نسيان لها. وأشار كروفورد (1996) إلى أن نسيان اللغة الأم لا يفرض من الخارج، بل من تغيرات داخلية في الجماعة التي تتحدث اللغة. ويوضح العريان أنه في دراسة استطلاعية، أجراها أحد المتخصصين على عينة من 40 طالباً وطالبة من معارفه وأصدقائه وأبناء بعض الزملاء في المراحل الدراسية المختلفة (من الابتدائية حتى الجامعة) الذين التحقوا بمدارس دولية تعلمهم اللغة الإنجليزية بصورة رئيسة منذ الروضة، واللغة العربية مقرراً واحداً، وجد أن اللغة القوية لدى الجميع هي اللغة الإنجليزية، واللغة العربية هي اللغة الضعيفة خاصة في القراءة والكتابة بدرجات متفاوتة، بالنسبة للغة المفضلة في التخاطب مع الآخرين، وأن 35% يستخدمون اللغة الإنجليزية فقط، و25% يخلطون اللغتين العربية والإنجليزية أثناء الحديث، و40% يتخاطبون مع غيرهم بالعامية ويدخلون كلمات إنجليزية أثناء الحديث، ولوحظ أن 50% فقط يتحدثون اللغة الإنجليزية بلكنة أميركية أو بريطانية، بالنسبة للقدرة على القراءة والكتابة باللغة العربية، ووجدت الدراسة أن 35% لا يستطيعون كتابة اللغة العربية على الإطلاق، و65% يستطيعون القراءة، وينصح العريان بضرورة الاعتناء باللغة الأم، ويقول إنه لا تطور للطفل دون توافره على رصيد معرفي لغوي من لغته الأصلية.