برنامج متكامل، يطرحه البرنامج الصيفي “أجيال السياحة”، الذي يعمل على صقل مهارات الطلاب في قطاعي الفندقة والسياحة ما يبشر بأن هذا البرنامج سيشكل علامة فارقة في توجه المنخرطين، وسيؤثر على سير حياتهم المستقبلية. ويقدم البرنامج المهارات القيادية وروح الفريق، والعمل الجماعي، وفن التعامل والتواصل برقي في الإطار الشخصي والجماعي، تدريبات على فنون نابعة من أسس علمية مدروسة، تنعكس على حياة الأفراد الشخصية والعملية، (أبوظبي) - يدخل البرنامج الصيفي “أجيال السياحة” في إطار ما تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة ضمن الدورة السنوية الثالثة، ويهدف البرنامج إلى تعريف الشباب الإماراتيين بتطورات وعمليات وأهداف صناعة السياحة المتنامية في إمارة أبوظبي، وتعزيز المهارات القيادية لديهم، ويشارك في هذه الدورة الثالثة 58 طالبة، و32 طالباً، من بينهم سبعة طلبة من ذوي الإعاقات السمعية، إذ تتوافر لهم خدمة الترجمة من قبل مترجمين مختصين في لغة الإشارة من مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية لإدماجهم في حركة التنمية السياحية والمجتمعية في أبوظبي. الشريك الأكاديمي ينفذ البرنامج الصيفي “أجيال السياحة”، بالتعاون مع الكلية الدولية الأوروبية، الشريك الأكاديمي للبرنامج، حيث تشرف الكلية على مساقات البرنامج العملية والنظرية والزيارات الميدانية وتوفير المدربين والخبراء لتقديم المعرفة والتجربة على أرض الواقع للمنتسبين للبرنامج المخصص للطلبة الإماراتيين فقط، كما يتم التعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم الشريك الاستراتيجي للبرنامج، والذي يتولى عملية التوعية المدرسية والتنسيق مع المدارس واستقطاب الطلاب المهتمين إلى جانب إسهام شركة أبوظبي الوطنية للفنادق بوصفها الشريك السياحي في البرنامج، حيث توفر بعض الخدمات الميدانية السياحية لزيارة المنشآت والمرافق السياحية التابعة لها. ويضم برنامج “أجيال السياحة” أنشطة ووحدات تدريبية مثل السياحة الرياضية والثقافية والتراثية إلى خدمة العملاء والضيافة والنقل وغيرها، حيث يقوم الطلاب بزيارات ميدانية لمدينة العين ومسجد الشيخ زايد او”منارة السعديات” و”مركز أبوظبي الوطني للمعارض” و”شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات” و”شركة الاتحاد للطيران” والعديد من المقاصد السياحية في الإمارة. وختم برنامج السياحة، الذي تستمر فعالياته إلى 21 يوليو، ويستهدف طلاب المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً، أسبوعه الثاني بدورة فن “الإيتكيت ومهارات التواصل”، حيث تقسموا المشاركون إلى مجموعات تتنافس فيما بينها على العطاء، حيث رفع المدربون سمات الخجل التي تدثر العديد منهم، وعلموهم الجرأة في الحديث وأساليب التواصل الفعال، كما خلصوهم من بعض العادات السيئة كارتباطهم بالألعاب الإلكترونية، وكشفوا عن مهارات جديدة لديهم، وذلك من خلال ورشات العمل المتخصصة، ومن خلال العمل الجماعي بروح الفريق، وانقسم المكان إلى جزأين، زاوية تحتضن الطالبات، وأخرى تعانق أحلام الطلاب، في حين كانت دورة فن الإتيكيت هي الرابط بينهم. حسن التعامل تطبيقاً لأسس فن الإتيكيت، فإن البداية ستكون مع الطالبات المشاركات في هذه الدورة، وقبلهم مدربتهم، أنيوباما نيير، منسقة البرنامج الصيفي من الكلية الدولية الأوربية، التي تقول “نظراً لطبيعة التركيبة السكانية في الإمارات التي تتشكل من جنسيات وثقافات مختلفة، فإننا محكومون بالتعامل مع الآخر، لهذا فإننا نعلمهن حسن التعامل، سواء من خلال مدارسهن أو في بيوتهن، ووسط عائلاتهن ومستقبلًا في ميدان العمل، ومجال السياحة بشكل خاص”. وتضيف “حول مهارات التواصل وفن الإيتكيت، ومن خلال الورشة فإننا نعلمهم طريقة السلام، مع العلم أن أغلب ما نعلمه له علاقة بالضيافة والسياحة، هكذا فإننا نحيطهم علماً بطرق التعامل مع المائدة، وكيفية استعمال محتوياتها من أوان، وكيفية تقديم الأكل، وكيفية الجلوس، وطريقة استعمال المناديل، ونقطة البداية والنهاية في تناول الأكل، وهذا نطبقه بزيارة أحد المطاعم”. وتتابع “كما نعلمهن طريقة تقديم أنفسهن، وطريقة تقديم “بطاقة العمل” بالإضافة إلى ذلك فإننا نعلمهن وندربهن من خلال بعض التمارين على بعض الأنشطة بهدف إعلاء مهاراتهن في كثير من النواحي المتعلقة بميدان الضيافة والاستقبال، مثلًا فالابتسامة مطلوبة، وضرورة الحفاظ على الهدوء والرزانة، والتعامل مع كل المواقف الصعبة واحتوائها”. وتقسمت الطالبات على مجموعات، متفاعلات مع ما يقدم لهن من مواد علمية وترفيهية، ومن بينهن الطالبة مها الشمري (الصف ثالث ثانوي)، التي تقول “سمعت عن البرنامج من خلال الجرائد، وقررت الانخراط فيه، وفي البداية لم أكن ملمة بكثير من تفاصيل البرنامج، أما بعد مضي أسبوعين منه، فإن حصيلتي المعرفية زادت، بحيث قمنا بالعديد من الرحلات السياحية لمعالم أبوظبي، وزرنا مناطق لم نكن نعرف عنها شيئاً قبل، وتلقينا كماً جيداً من المعلومات عن السياحة في الإمارة، وطرق توصيل المعلومات للسياح ونقل ثقافتنا وقيمنا للآخر بشكل جيد”. وعن فن الإتيكيت، تقول الشمري “الإتيكيت هو كيف نتعامل مع الناس بشكل لبق، وله جوانب عديدة، منها طريقة المشي، والحديث والتعامل مع من يكبرنا سناً”، مشيراً إلى أن البرنامج يمنح المتعة والمعرفة في آن واحد. في حين لخصت آمنة السويدي (الصف العاشر) فن الإيتكيت في “حسن التعامل”، أما هويدا سيف (الصف التاسع) فتقول إنه “ثقافة وتربية، يجب أن تنمو وتكبر مع الفرد”. وتضيف “علمونا في هذه الدورة أن الإيتكيت في الضيافة هو الترحيب، وحسن التعامل وتقديم الأشياء بطرق جميلة، ونساعد الآخر إن طلب ذلك”، مشيرة إلى أن هذا الفن ضروري في الحياة الشخصية والعملية وينعكس بالإيجاب عليها. فن الأعمال بين مجموعات “عيال زايد”، و”بني ياس”، و”أبوظبي للسياحة”، و”صقور الإمارات”، و” الذئاب” توزع الطلبة الذكور على مجموعات اختاروا تسميتها، يتنافسون على تقديم الأحسن، متفاعلين مع ما يقدمه المدربون من مهارات وقيم إضافية، وينهلون من معلومات تقدم لهم على مدار أسبوعين كاملين، كان آخر دورة فيهما “فن إيتكيت الأعمال”، إلى ذلك، يقول يعرب الجنابي، مدرب مساعد في الكلية الأوروبية الدولية، والذي يشرف على 33 طالباً إلى جانب مدربين آخرين، “تقسم الطلبة إلى مجموعات، وكل مجموعة أطلقت على نفسها اسماً، ونحاول تعليمهم مجموعة من المهارات من خلال تقسمهم إلى مجموعات عن طريق الانتخاب، وكذلك تقسموا إلى دولتين، واختاروا سفراء من بينهم، كل ذلك يصب في تقوية مهارات التواصل عندهم، وتعزيز الجرأة والإقناع، وبث روح القيادة لديهم، ومن خلال ذلك اكتسب الطلاب مهارات إضافية من قبيل إبداء الرأي، والتعبير عن أنفسهم وميولهم، تم تلقينهم طرق النقاش باحترام، وطرق التواصل، وفن المعاملة السليمة”، مشيراً إلى أن فن الإيتكيت يشمل كل هذه المهارات إلى جانب طريقة الحديث باحترام، وإبداء الرأي ومناقشته دون فرضه، وبث روح الفريق واحترام الآخر. ويوضح الجنابي أن فن الإتيكيت هو مجموعة من الأساليب والطرق التي يجب أن تساعد الناس على التواصل الاجتماعي بطريقة حضارية. ويضيف “الإيتكيت هو موجود في تراثنا وديننا الحنيف، وخاصة عند العرب، فما يحث عليه الدين الإسلامي، من ضرورة احترام الآخر، وتكريم المرأة، وطريقة الأكل فجاءت في الأحاديث النبوية الشريفة، فطريقة شرب الماء، والحديث مع الأكبر سناً، أمور حث عليها الدين الإسلامي بتفصيل، ولكن البعض يجهلها”. ويتابع “فن الإيتكيت أصبح علماً يدرس، بحيث نحاول الإعلاء من هذه القيم عند الشباب، ومنهم هؤلاء الطلاب، نحاول أن نجعلهم فخورين بتراثهم العربي، وديننا الإسلامي، نقربهم من المعلومات المتواجدة في الدين الإسلامي، وننمي شخصيتهم وثقتهم بأنفسهم. وعن الدورة، يقول “نحاول أن نربط فن الإيتكيت بفن الضيافة، خاصة وأنها تدخل في برنامج أجيال السياحة، بحيث نقربهم من طرق التعامل مع الآخرين باحترام، وطرق التعامل مع كل الجنسيات المختلفة باحترام، ويدخل في ذلك طريقة تقديم كل فرد لنفسه، نعلي لديهم طرق التواصل الجسدي، ومهارات الإقناع، كما خلقنا جواً تفاعلياً عن طريق إجراء بعض المسابقات، في الدورات، وذلك للخروج من التعليم الحرفي أو التعليم الجاف، بحيث نعلمهم طرق التواصل وإبداء الرأي دون أن يفسد ذلك الود الموجود بينهم، وذلك من خلال بعض المسابقات أو الألعاب الهادفة”. روح الجماعة يوضح الجنابي أن الطلاب في بداية الدورات، كانوا منشغلين كثيرا بالبلاك بيري، وهناك أيضاً من يصحب معه جهاز الآيباد، وهكذا عمل المدربون على إخراجهم من هذه الدائرة، إلى ذلك، يقول “كان بعض الطلبة يعيشون في عزلة، منشغلين بأجهزة إلكترونية، وحاولنا أن نخلصهم من هذه العادة التي جعلتهم في عزلة تامة عما يحيط بهم، وقلنا لهم إن لهم الحق في اللعب، لكن لا يجب أن تكون هذه الألعاب هي كل اهتماماتهم في الحياة، وأن هناك أشياء أكثر أهمية من هذه الإلكترونيات”. ويشير الجنابي إلى أن الأسبوع الثاني عرف تطوراً في أداء وتفاعل الطلبة، بحيث تخلص بعضهم من هذه الألعاب، وتعلموا العمل في روح الفريق، ويضيف “نجحنا في ذلك إلى حد بعيد، نتيجة اتباع سياسة، تقربهم منا نحن المدربين، دون أن نسيطر على أفكارهم، وفي جوي أخوي يبدي الكل رأيه، ويصحح إن كان خاطئاً بطرق لبقة، وكسرنا حواجز الثلج، من خلال فعاليات معينة كاليولة، والتعليم عن طريق اللعب”. ويوضح الجنابي أن “أسلوب التعليم يجعل الطالب يتقبل أو يرفض ما يقدم له، لهذا ففريق التدريب كان مرناً في التعامل، مع كثير من الحزم في تمرير رسائل ومضامين تعلي المهارات وتعزز القيم والأخلاق دون توجيه مباشر من خلال مسابقات ورحلات وألعاب ترفيهية، جعلت الطلبة يغيرون مفاهيمهم لكثير من الأمور، وستساعدهم في حياتهم الشخصية والدراسية، والعملية مستقبلا”. ويقول “للتحفيز على المنافسة والعطاء، فإننا قررنا خلق مجموعة من المسابقات، بحيث كنا نختار أحسن مجموعة في نهاية كل يوم، كما نختار أحسن مجموعة كل أسبوع، كما نتوج أحسن طالب كان متفاعلا وأبلى بلاء حسناً في كل الأنشطة”. ويؤكد الجنابي أن أجيال السياحة تشمل طلبة من ذوي الإعاقات السمعية وهم 5 طلاب يشرف عليهم مترجم إشارة وهو سعيد سعيد من مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية. ويضيف “في الأسبوع الأول جعلنا الطلبة ينظرون إلى هذه الفئة على أنهم مبدعون، وبأنهم يتمتعون بنفس القدرات، وربما أحسن، كما تعمدنا في أول أسبوع اختيار أحسن فريق من هذه الفئة، ما جعل التنافس كبيراً بينهم وبين أقرانهم الأسوياء، لخلق جو إبداعي تنافسي”. رأيهم في الإتيكيت يقول سعيد المنصوري (الصف السابع)، من مركز أبوظبي لذوي الاحتياجات الخاصة، بمساعدة مترجم الإشارة سعيد سعيد “استفدت العديد من الأشياء من هذا البرنامج، وتغيرت نظرتي لأمور كثيرة في مجال السياحة، والضيافة، وتعرفت على العديد من المناطق في أبوظبي والعين، لم يسبق لي معرفة بها”. أما مترجم الإشارة سعيد فإنه يقول إنه تعلم الكثير من هذه الدورة، التي تعلم المشاركين كيفية التواصل مع الآخر وعكس صورة البلد بطريقة جيدة في ذهن المتلقي. من جهته، يقول عبد العزيز الشكيلي، متدرب، “تعلمت الكثير، وهذه تعتبر المرة الأولى التي أسمع فيها عن فن الإتيكيت في إطار الأعمال، واستفدت من الأخطاء في الورشة، وحسب فهمي للموضوع فإن استراتيجية العمل يجب أن تقوم على الاتفاق وليس على المنافسة، وكيفية إدارة المواقف الصعبة واحتوائها”.