مريم بوخطامين (رأس الخيمة)

أكد متخصصون في المجال المجتمعي والقطاع الشرطي وإدارة الأعمال، أن المسؤولية المجتمعية قاسم مشترك بين جميع أفراد المجتمع، وهو أساس الحضارة وأدق صورها وأكثرها تعبيراً عن العقد الوجداني غير المكتوب بين الفرد ومحيطة البشري الذي يمنحه حقوق العيش الآمن المستقر.
جاء ذلك خلال ملتقى المسؤولية المجتمعية «شراكة في العطاء... نهضة في البناء» الذي نظمته جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، صباح أمس، في فندق الهيلتون غاردن في رأس الخيمة، بحضور عدد من المختصين في مختلف القطاعات المجتمعية في الدولة، وخلف سالم عنبر، مدير عام الجمعية، وسمية حارب، عضو المجلس الوطني.
وأكد خلف عنبر في كلمته خلال الملتقى، أن المسؤولية المجتمعية تمنح كل أفراد المجتمع الحق في المشاركة في الذود عن أرضه وحياضه والإخلاص له في أدائه والولاء والانتماء له، والعمل على رفعة وطنه وبنائه، ومن هنا تبدو أهمية الملتقى لإلقاء الضوء على حركة المجتمعات في دعم مفاهيم المسؤولية المجتمعية التي أصبحت قاسماً مشتركاً في نهضة الأوطان وتقدمها عبر وسائل تطورت في الدولة، وفي حياتنا العصرية من مفهوم الفزعة إلى مفهوم المبادرة الدائمة لتقديم الجهود من خلال غرس ثقافة العمل التطوعي لدى الأفراد، وتشجيع الأنشطة غير الربحية من قبل المؤسسات الوطنية الحكومية والخاصة.
وتناولت الجلسات ست أوراق عمل، تم خلالها التركيز على محاور أساسية، وهي المفاهيم العصرية للمسؤولية المجتمعية وثقافة التطوع وتأثيرها على حركة المجتمع، والشباب والسلوكيات الإنسانية من منظور خدمة المجتمع، ودور المؤسسات الوطنية في دعم المسؤولية المجتمعية والأنشطة غير الربحية وأثرها المجتمعي، والشراكة بين المدرسة والأسرة من التأسيس إلى التكريس، وأخيراً نماذج من أنجح ممارسات المسؤولية المجتمعية.
وبدأت الجلسة الأولى مع ورقة عمل العميد الدكتور غيث غانم سيف عبيد السويدي، مدير أكاديمية شرطة دبي الذي عرف من خلالها مفهوم المسؤولية المجتمعية، تحت عنوان «المفاهيم العصرية للمسؤولية المجتمعية» وأكد من خلالها أهمية غرس المفهوم في نفوس الطلبة والأبناء ورجال الأمن، ومن يمثلون القانون، وعلى ضرورة وضع خطط استراتيجية، وتبني برامج ومشاريع إنسانية وزرع مفاهيم المسؤولية المجتمعية المعاصرة باعتبارها قاسماً مشتركاً بين جميع أفراد المجتمع دون استثناء، وفي ورقة العمل الثانية، عرضت شيماء البريكي مديرة المسؤولية المجتمعية في شركة مجموعة الاتصالات، بعنوان «ثقافة التطوع وتأثيرها على حركة المجتمع» والتي أكدت من خلالها أن التطوع أحد أسس المسؤولية المجتمعية في مؤسسة الاتصالات والقائمة على مبدأ العطاء دون المقابل، سواء داخل أو خارج نطاق العمل، والذي يتحقق بتنظيم جماعات تطوعية عبر مجموعة من المشاريع التطوعية، كما عرضت خلال ورقة العمل خبرات الاتصالات في مجال التطوع، منوهة بأن الاتصالات تستعد لتدريب 30 ألف متطوع خلال إكسبو 2020.