تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يعود «Terminator» السلسلة الأشهر في أفلام الخيال العملي والأكشن، في جزئه السادس «المُدمر: مصير حالك» - Terminator: Dark Fate الذي شهد عرضاً خاصاً بـ«فوكس سينما مول الإمارات»، لتقديم جرعة زائدة من الإثارة ومشاهد الحركة والمطارات، مع الحفاظ على فكرة السلسلة نفسها، منذ انطلاقها عام 1984، التي تتمحور حول محاولة الحفاظ على الأمل لمستقبل البشرية في مواجهة الهجوم الآلي «ترمينيتور» وإنقاذ العالم من الدمار.
أرنولد شوارزنيجر بطل السلسلة، لم يكن هو المحور الرئيس في «المُدمر: مصير حالك»، بل كان هو سبباً من أسباب تقديم هذا الجزء، وكانت البطولة في النسخة السادسة نسائية بشكل كبير في معظم أحداث العمل، خصوصاً بعد عودة «سارة كونر» التي لعبت دورها ليندا هاميلتون، - بطلة الفيلمين الأصليين، لتعود من جديد في هذا الجزء من السلسلة، بالشخصة نفسها الأكبر سناً، لتعطي ثقلاً درامياً، والتي افتقرت لها الأجزاء الثلاثة السابقة، وانتقدها الكثير كونها تفتقر للمشاهد الدرامية والمشاعر، لتأتي ماكنزي ديفيس في دور «غريس»، لتكون النموذج البشري الآلي المعززة بتقنيات قتالية، والمرسلة من المستقبل أيضاً، لحماية فتاة مكسيكية تدعى «داني راموس» التي لعبت دورها ناتاليا رييس من نموذج مدمر جديد، تم إرساله من المستقبل للقضاء عليها.
مفتاح نجاة
تبدأ المشاهد الأولى من الفيلم، بالعودة للتذكير بأحداث الفيلمين الأصليين عامي 1984 و1991، حيث يظهر المدمر T800 الذي يؤديه أرنولد شوارزنيجر، وهو في عمر أصغر عن طريق تقنية رقمية، ويقتل ابنها، الذي اعتبروه قائد المقاومة البشرية ضد الآلات في المستقبل، فتقرر «سارة كونر» أن تمضي حياتها في التصدي لـ«الترمنيتور» والبحث عن T800 للانتقام منه، فبعد أن كانت مطاردة في السابق من «ترمنيتور» يحاول قتلها لأنها تحمل مفتاح نجاة البشرية المستقبلي، ثم يتحول دورها لمساعدة «غريس» في حماية الفتاة المكسيكية لأنها تذكرها بنفسها في الماضي، خصوصاً أنهم يتوقعون افتراضياً أنها ستلد قائد المقاومة البشرية ضد الآلات في المستقبل.
إعادة حديثة
تولى إخراج الفيلم «تيم ميلر»، وهو قصة ديفيد إليسون وتأليف جيمس كاميرون مبتكر السلسلة والشخصيات، ومن ناحية الأكشن والإثارة فهو الأفضل بين الأجزاء السابقة، لكنه لم يقدم أيضاً أي جديد من ناحية القصة، فهو إعادة حديثة لما قدم في الجزء الأول والثاني من السلسلة، كما أراد جيمس كاميرون الذي يعتبر هذا الفيلم هو الجزء الثالث، ويتجاهل الأفلام الثلاثة الأخرى التي لم يشارك بها، وهي Terminator 3: Rise of the Machines عام 2003، Terminator Salvation عام 2009، وTerminator Genisys عام 2015، وفي الوقت نفسه نجح هذا الجزء في تصحيح ما فشلت فيه الأجزاء الثلاثة الماضية باستكشاف الديناميكية بين الإنسان والـ Terminator من دون التقليل من أهمية التوتر الكامن في العلاقة بينهما، خصوصاً مع ظهور «المدمر» أرنولد شوارزنيجر الذي يشعر بالندم على أفعال الماضي وقتله لابن «سارة كونر»، وتبنيه عائلة وعيشه معهم في سعادة.
تقنيات جسدية
الثلاثي «سارة كونر» و«غريس» و«داني راموس» يواصلن الهرب من الترمينيتور الشرير «لونا» المعزز بتقينات جسدية وقتالية حديثة في هذا الجزء، والذي يمثل الدور الذي أداه شوارزنيجر في الجزء الأول من السلسلة، إلى أن تعثر «سارة كونر» على الترمينيتور T800 - شوارزنيجر، الذي يعترف لها بندمه الشديد عما فعله في الماضي، وأنه استطاع كل هذه السنوات أن يحسن طبيعته الإنسانية، ويبدأ في مساعدتهن في التخلص من الترمينيتور الشرير «لونا» وإنقاذ «داني راموس» التي ستنقذ البشرية من الآليين في المستقبل.
رغم بعض الفجوات التي وقع فيها الفيلم فيما يخص سبب تطور بعض الشخصيات بالطريقة التي ظهرت بها، خصوصاً بالنسبة للترمينيتور - أرنولد شوارزنيجر، وكيفية أن تظهر عليه علامات الشيخوخة وهو في الأصل إنسان آلي، إلا أن «المدمر: مصير حالك» ينجح في أن يكون الفصل الختامي للفيلمين الأولين الأصليين، وبوابة محتملة لفصول جديدة قادمة للسلسلة.