أسامة أحمد (دبي)

حطمت نورة الكتبي لاعبة منتخبنا لأصحاب الهمم، وصاحبة أول ميدالية فضية لفتاة الإمارات في تاريخ مشاركاتها بالدورات البارالمبية، مساء أمس الأول، الرقم الآسيوي في دفع الجلة «أف 32» بمونديال أصحاب الهمم بدبي، حينما نجحت في تسجيل رقم جديد «600 متر» في المحاولة السادسة، لتحلق بالبطاقة المزدوجة المؤهلة إلى دورة الألعاب البارالمبية «طوكيو 2020»، مكررةً مشهد حصولها على المركز الرابع في مسابقتي الصولجان ودفع الجلة، فيما فازت الأوكرانية أناستازيا موسكالينكو بالمركز الأول بمسافة 6.92 متر، تلتها الروسية إيفجينيا جالاكينوفا وصيفة بمسافة 6.67 متر، فيما كان المركز الثالث من نصيب الجزائرية منية قاسمي بمسافة 6.22 متر.
وتظهر نورة في «الأولمبياد» المرتقب للمرة الثانية على التوالي، بعد بصمتها التاريخية في ظهورها الأول بـ«ريو 2016» حيث فتح فوز نورة عام 2012 بجائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» في فئة الرياضية المتميزة ذات الإعاقة الإماراتية، الباب لها لمواصلة مسيرة النجاحات في المحافل القارية والدولية، وخصوصاً أن رياضة المرأة ظلت تحظى بالدعم والاهتمام الكبيرين من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.
وحققت نورة العديد من الإنجازات خلال مسيرتها، متحديةً الإعاقة بعزيمة كبيرة، حيث كانت الإرادة سلاحها في جميع مشاركاتها لتحصد النجاح تلو الآخر، مما جعلها محل الإشادة خلال محطاتها المختلفة، لتحجز مقعدها من دبي إلى طوكيو.
وعززت الصين صدارتها للترتيب العام برصيد 31 ميدالية: 13 ذهبية ومثلها فضية و5 برونزيات، فيما تقدمت أوكرانيا للمركز الثاني برصيد 17 ميدالية: 8 ذهبيات و5 ذهبيات و4 فضيات، بينما تراجعت البرازيل إلى المركز الثالث برصيد 16 ميدالية: 7 ذهبيات و3 فضيات و6 برونزيات، واحتفظت بريطانيا بالمركز الرابع برصيد 15 ميدالية: 6 ذهبيات و5 فضيات و4 برونزيات، وحلت روسيا خامساً برصيد 19 ميدالية: 4 ذهبيات و8 فضيات و7 برونزيات.
وشهد اليوم الخامس تحطيم 5 أرقام قياسية عالمية عن طريق الأوكرانية زويا أوفسي في رمي الصولجان فئة (أف 51) بمسافة 25.23 متر، والصينية زهاو يوبينج في رمي الرمح فئة (أف 13) بمسافة 46.00 متر، والأميركية ديا يونج في تصفيات سباق 100 متر فئة (تي 47) بزمن 11.92 ثانية، والأوزبكي خنس الدين نوربيكوف في دفع الجلة فئة (أف 35) بمسافة 17.32 متر.
من ناحيته، وصف ماجد العصيمي رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية مدير الحدث، نسخة دبي بـ«التاريخية» على جميع الصعد، والتي شهدت أكبر مشاركة من 1500 لاعب ولاعبة، فضلاً عن تحطيم 15 رقماً قياسياً عالمياً وعشرات الأرقام القارية حتى الآن. وقال: هذا الرقم الضخم للأرقام القياسية العالمية التي تحطمت، يدل على أن كافة اللاعبين والوفود يعيشون أجواءً رائعة ومريحة ومثالية ساهمت في إبداع اللاعبين وتقديم كل ما عندهم في الحدث العالمي.. شهادتنا مجروحة في مسألة التنظيم، ولكننا نرى علامات الرضا والسعادة على وجوه الوفود، سواء في منطقة المشاركات المجتمعية أو المضمار، ونستعد عقب ختام «المونديال» لنحتفل مع الاتحاد الدولي بنجاح استضافة أضخم وأكبر حدث لألعاب القوى في تاريخ اللعبة على مستوى العالم. وتابع: حقق منتخبنا جملة من المكاسب، ونال محمد القايد بطلنا البارالمبي ميداليتين، لكن الأمر يتطلب من بقية اللاعبين أن يدركوا أن منصات التتويج لم تعد سهلة كما كان قبل 20 عاماً، ورؤيتهم لأبطال العالم تعزز من هذه الفكرة، لذا فإن منصات التتويج باتت تحتاج إلى المزيد من التضحيات والعمل، وعلى الأندية والاتحادات والجهات الرياضية المسؤولة عن تفريغ اللاعبين والمجتمع أخذ «المونديال» بعين الاعتبار، لأن هذه تجربة عالمية على أرض الدولة.
وأشار العصيمي إلى أن حضور شيوتاني المحترف الياباني في صفوف العين وعائلته لمتابعة منافسات «المونديال»، على الرغم من أنه لم يتلق أي دعوة للحضور لكنه أصر على دعم منتخب بلاده في هذه التظاهرة العالمية، رسالة لكل الرياضيين المحترفين وغيرهم والجمهور بالتواجد ومتابعة الحدث العالمي من باب دعم المجتمع لهذه الفئة العزيزة على قلوب الجميع، ومؤشر على التناغم والتلاحم المجتمعي بين الجميع، خصوصاً أن الإمارات من المجتمعات الحضارية والراقية، وينبغي أن ينعكس ذلك على الحضور الجماهيري وإظهار صورة الإمارات الحقيقية، كمجتمع متلاحم ومتناغم ومتعاضد، لأجل دعم هذه الفئة المهمة في المجتمع.

قصص ملهمة
من بطل إلى متطوع
حمد العدواني البطل البارالمبي الكويتي السابق في الجري ظهر في المونديال، ولكن هذه المرة متطوعاً وليس لاعباً من أجل تسخير خبرة 25 عاماً قضاها في المضامير لأجل إبراز الوجه المشرق للإمارات ودبي وخدمة ضيوف الدولة.

سابقة
حطمت الصينية يتينج يني الرقم العالمي مرتين في يوم واحد بعزيمة وإصرار كبيرين الأول في السباق التأهيلي لمسافة 200 متر مضمار، والمسجل باسم مواطنتها وانج والثاني في النهائي محطمة رقمها الذي حققته في التأهيلي.

فرحة مضاعفة
الجزائرية نسيمة صيفي طاقة إيجابية في عالم «أم الألعاب»، والتي ظلت تسجل اسمها بأحرف من نور في سجل قائمة الأرقام القياسية في هذا المضمار، نجحت بنسخة دبي في تحطيم الرقم العالمي في رمي القرص، والمسجل باسمها عام 2015 حيث كانت فرحتها مضاعفة.