قطريون يؤسسون مركزاً لتنظيم هواية الطيران الشراعي
يعتبر الطيران الشراعي أحد أبرز الهوايات لدى شريحة كبيرة من الشباب القطريين، وكذلك الأطفال ومتوسطي الأعمار، ولو أن نسبتهم أقل بكثير، نظراً إلى أن هذه الهواية تتطلب نشاطاً وخفة في الحركة، فضلاً عن المصاريف الباهظة التي تثقل الكاهل. ومؤخراً، أسس هواة قطريون مركزاً للطيران الشراعي حصل على اعتراف رسمي بهدف تنظيم المسابقات وتطوير المهارات.
رغم الصعاب التي كانت تحيط بوسط عالم الطيران في قطر، إلا أن المئات استطاعوا فرض وجودهم، والحصول على اعتراف رسمي، توج مؤخراً بتشكيل مركز للطيران الشراعي، ليكون بمثابة مقر، ومرجع لهم، ونواة لتشجيعهم، وتنظيم الفعاليات والمسابقات، وتثقيف المنتسبين الجدد، وتطوير مهارات الهواة، وتوفير المعلومات والإمكانات والدعم أيضاً.
توافر الدعم
تصل تكاليف هذه الهواية إلى أكثر من 300 ألف ريال تتوزع على شراء معدات الطيران، والطائرة الشراعية نفسها تكون مكلفة على حسب النوعية والحجم والموديل والشركة المصنعة والقدرات. ولا يمتنع المهوسون بالطيران الشراعي عن الدفع، ولا يترددون لحظة واحدة عن دفع مئات الألوف من أجل قضاء أوقات ممتعة في الجو.
وعن خدمات مركز الطيران، وهذه الهواية، يقول عبد الرحمن العبيدلي إنه في كل الأحوال سيستمر في ممارسة الطيران سواء توافر الدعم أو لم يتوافر، مؤكداً أن شراء طائرة شراعية مثل شراء سيارة أو مركب صيد أو سفينة أو يخت يعتمد على رغبات الناس، الذين يمتلكون إمكانات مادية.
ويضيف أن الجهات المعنية لا توفر الدعم المادي، بل تنظم السابقات، وتضع اشتراطات وقوانين للتسجيل، وإصدار الرخص، بعد اجتياز الهاوي للاختبارات، بحيث يتم التأكد من أنه قادر على التحليق بطائرته ولائق بدنياً لممارسة الطيران باحترافية والمنافسة في المسابقات، وتحمل الصعاب والطيران لوقت طويل في الجو.
تنظيم المسابقات
ويؤكد العبيدلي أنه يشعر بالغبطة لوجود مركز يجمع محبي هذه الهواية، ويوفر لهم إمكانية التنسيق، لتنظيم المسابقات ومهرجانات الطيران.
وحول تطور الهواية في قطر، يقول خالد محمد، وهو أحد أعضاء المركز الرسميين «لدينا في قطر أنواع عديدة من الطائرات الخفيفة، وتدعى طائرات المايكرولايت، وتعتمد في عملية الطيران على محركها الأساسي الذي يعمل بالوقود ودفع المروحة الخلفية، كما يوجد طائرات الجايروكوبتر وهي المشابهة للطائرات الهليكوبتر وتعتمد في طيرانها على مروحة الخلفية والعمودية».
ويضيف «نحن في مركز قطر للطيران وفرنا الغطاء الرسمي لهؤلاء الهواة، ومكناهم من ممارسة هوايتهم وتسجيل طائراتهم، بشكل قانوني ووفق المعايير الدولية، بالإضافة إلى أننا أصبحنا ننظم المسابقات والفعاليات في عطلات نهاية الأسبوع والإجازات، وقد لاقينا إقبالا كبيراً من ممارسي الطيران من فئة الشباب المسموح لهم بالطيران، وكذلك الرجال متوسطي الأعمار، وكلهم يمتلكون طائرات، ولكن يحضرون إلى أماكن إقامة الفعاليات لممارسة الطيران الجماعي، والاستمتاع برؤية الطائرات تحلق وتقوم وبالاستعراضات والمسابقات».
اهتمام كبير
يؤكد محمد أن الإقبال الكبير لا بد أن يقابله اهتمام من قبل الجهات المختصة، وهذا ما يلمسه ممارسو أصحاب الطائرات الشراعية، خصوصاً ممن يحرصون على الحضور بشكل شبه دائم في المركز، لكي يجتمعوا مع الأصدقاء الذين يشاطرونهم ذات الهواية. ويشير إلى أن هدف المركز هو تنظيم وتسهيل الإقلاع والهبوط بالطائرات الخفيفة بالتنسيق مع المراقبة الجوية من وإلى الموقع المخصص لها، والإشراف على تخزينها وصيانتها بصفة دورية وآمنة، وبالشروط المحددة لها وأيضاً مساعدة الهواة في الاستمرار على ممارسة هوايتهم بالطرق الصحيحة وأيضاً من أهداف المركز تنظيم عملية التدريب على الطائرات الخفيفة. من جهة أخرى، يقول عبدالله آل ثاني، وهو أحد الأعضاء المؤسسين للمركز، إن الطائرات الموجودة في المركز هي ملك للهواة اشتروها من أموالهم الشخصية، وليست للمراكز، موضحاً أن المركز لا يمتلك أي طائرات، بل هو مظلة لملاك الطائرات، ولكن يتم توقيفها في المركز الواقع شمال دولة قطر، بحيث تتوافر الأماكن المناسبة لها، فضلا عن إمكانية تنظيفها وصيانتها والمحافظة عليها بتوفير المساحات المخصصة لتوقفها.
خطورة الهواية
عن خطورة ممارسة هواية الطيران الشراعي، يقول محمد الخاطر إن «الممارسة غير المنظمة، على غير دراية لهواية الطيران تأتي بنتائج عكسية، وتشكل خطورة على الشخص الذي يطير بها، لذلك نحن دائما نشدد على الزملاء الجدد ممن يمارسون الطيران أن يحتفظوا باشتراطات السلامة، ولا يخالفونها بالاستهتار وعدم الاكتراث، لأن عدم الالتزام بالنظام قد يوقع حوادث لا تحمد عقباها، وهذا ما نركز عليه في كل الأنشطة والفعاليات التي نشارك بها، ورغم إنهم يسموننا هواة، فإننا لم نمارس الطيران إلا بعد أخذ ساعات مكثفة من التدريب عن طريق مدربين، بحيث يرافق الكابتن الهاوي ليعلمه أصول الطيران، ويجعله يكتسب مهارة قيادة الطائرة والتحكم بها». ويضيف «يتم إعطاء سبع مواد وتعليمات ودروس أرضية في مجال الطيران للهواة المستجدين بشكل نظري على الأرض تصل إلى 20 ساعة، ومحتوى التدريس النظري يتضمن الإلمام الجيد باللغة الانجليزية، ودراسة الهاوي المستجد للأرصاد الجوية والملاحة الجوية، وقوانين الطيران والاطلاع على أجهزة ومحركات الطائرة ومعرفتها بأسمائها، وبعد تجاوز الساعات المقررة يحصل الهاوي على رخصة قيادة خفيفة ويكون جاهزا لاستخدام الطائرات الخفيفة وفق قوانين هيئة الطيران».
متعة التحليق
تحدث ممارس الطيران الشراعي محمد الخاطر عن تجاربه الشخصية في ممارسة هوايته، موضحا أنه مارس هواية الطيران منذ 10 سنوات، ولا يزال حبها يكبر يوما بعد يوم، مؤكداً أن من يطير بالجو بالطائرة الشراعية، لا يمل من هذه المتعة، ولا يتركها طوال حياته».
وأكد الخاطر أن الأعضاء في المركز هم في الأصل طيارون، والبعض منهم يحمل رخصة للطيران العام والآخر لديه رخصة للطيران الخفيف، حيث لا يوجد حاليا تدريب بمركز الطيران، ولكن تم إرسال ملف دراسة التدريب في المركز إلى هيئة الطيران المدني للحصول على الموافقات.
المصدر: الدوحة