شادي صلاح الدين (لندن)
لجأ حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا إلى السياسي اليميني المثير للجدل، نايجل فاراج «من أجل مساعدتهم في تحقيق حكومة أغلبية في انتخابات 12 ديسمبر المقبل، وإبعاد زعيم المعارضة، جريمي كوربين، عن رئاسة الوزراء في داوننج ستريت.
وأعلن فاراج يوم الاثنين الماضي سحب مرشحي حزب «البريكست» الذي يتزعمه من دخول السباق الانتخابي في المقاعد التي يسيطر عليها حزب المحافظين، ليمنح بوريس جونسون الفرصة الكافية لتحقيق الأغلبية.
واستسلم زعيم حزب البريكست لحملة ضغوط هائلة مورست عليه لعدم مضايقة المحافظين في الانتخابات، إلا أنه أكد أن استراتيجيته الآن ستركز على شن حرب على حزب العمال بدلا من ذلك.
لكن أحد وزراء الحكومة قال إنه يتعين على الحزب الانسحاب من الدوائر العمالية الأخرى لمنح المحافظين فرصة كسب مقاعد في هذه الدوائر ذات الأغلبية المطالبة بخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
وقال الوزير لصحيفة «التايمز» فاراج يقبل أن التصويت لحزب البريكست هو تصويت لكوربين وإجراء استفتاء ثان. لكنه لم ينسحب من المقاعد التي نحتاجها للفوز وهزيمة كوربين وتقديم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفاجأ فاراج الجميع الاثنين بالادعاء بأن بوريس جونسون حاول رشوته قبل أن يسحب أكثر من 300 مرشح من حزب البريكست من مقاعد حزب المحافظين في الانتخابات العامة الشهر المقبل.
وأخبر السياسي اليميني الذي يوصف بأنه «رجل البريكست»- نظرا للدور الكبير الذي لعبه في استفتاء عام 2016 - الصحفيين أنه عُرض عليه الأسبوع الماضي «مقابل»، لكن حزب المحافظين زعم أن الأمر عار تماما عن الصحة.
وقال نايجل فاراج في مؤتمر صحفي إن منع الأصوات من الوصول إلى حزب المحافظين سيؤدي إلى مزيد من النواب الديمقراطيين الليبراليين الذين سيدفعون إلى الاستفتاء الثاني. وأوضح «من خلال منح بوريس نصف فرصة، فإن عملنا يمنع هذا من الحدوث. وهذا الآن هو الشيء الأكثر أهمية». وقال السياسي اليميني وزعيم حزب الاستقلال السابق إنه شعر بتشجيع من تعهد بوريس الليلة الماضية بعدم تمديد الفترة الانتقالية بعد عام 2022 وأشاد بها باعتبارها «تغييرا واضحا في الاتجاه» من رئيس الوزراء.
وأضاف «يبدو الأمر أكثر شبهاً بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي صوتنا من أجله». ولكن رهان المحافظين بأن حزب البريكست قد يؤلم العمال في مقاعدهم التقليدية في الشمال هو رهان صعب الفوز به.