شادي صلاح الدين (لندن)
تواصل وسائل الإعلام العالمية تقديم البراهين والأدلة على تورط الدوحة بمختلف الأشكال في تقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية ورعاية الإرهابيين من كل مكان رغم محاولات «نظام الحمدين» درء هذه الاتهامات المثبتة ضده من خلال دفع ملايين الدولارات لشركات الدعاية في الغرب لتحسين صورته.
وفي هذا الإطار قالت صحيفة «وورد وورلد بوست» الأميركية على حسابها بموقع «تويتر»، إن قطر أصبحت نقطة جذب لعناصر الإرهاب والتطرف، مشيرة إلى أن قائمة الشخصيات التي ترعاها قطر، وخاصة المدانين في الولايات المتحدة، طويلة، ومن بينهم سامي العريان، الذي يعيش حالياً في قطر، بعد سحب الجنسية الأميركية منه، إضافة إلى عبد الرحمن العمودي، المسجون في سجون الولايات المتحدة بتهم إرهابية، والذي حاول القطريون التدخل لإطلاق سراحه.
وأوضحت الصحيفة أن سامي العريان يعيش حالياً في قطر، ويحاضر في جامعة جورج تاون الدوحة، مضيفة أنه بعد أن تم الحكم عليه بست سنوات في الولايات المتحدة وسحب الجنسية منه لتورطه في دعم الإرهابيين تم ترحيله لتركيا، ومن ثم إلى قطر.
وألقت الصحيفة الضوء على عبد الرحمن العمودي، المتهم بالمشاركة في عملية الاغتيال الفاشلة للملك عبد الله، رحمه الله، عندما كان ولياً للعهد، والذي يعتبر أحد عملاء قطر البارزين. وكشفت الصحيفة عن تفاصيل خاصة عن علاقة قطر ودورها في إيواء الإرهابيين وسبب محاولتها إقناع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الإفراج عنه، موضحة أن السلطات الأميركية ألقت القبض على العمودي الذي كان يعمل مستشاراً للرئيس الأميركي بيل كلينتون، لعلاقاته المشبوهة مع القذافي، وضبط بحوزته مبلغ كبير من المال. وأضافت الصحيفة أنه قام بتأسيس عدة جمعيات متطرفة، وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أنه تم القبض عليه في مطار هيثرو، وأخبرت السلطات البريطانية نظيرتها الأميركية بأنها وجدت مع العمودي مبلغاً يفوق 300 ألف جنيه إسترليني في المطار وكان الخيار للعمودي إما أن يغادر بدون المبلغ أو ينتظر التحقيقات، وطلب المغادرة على رحلته إلى واشنطن وهناك تم التحقيق معه ولم يثبت عليه شيء. ولأن خروجه كان لمهمة عمل رسمية من الحكومة الأميركية، المفاجأة كانت في طلب مسؤول التحقيق الأميركي السوداني الأصل «خليل محمد» بتفتيشه، فوجد لديه جوازاً لبلده الأصلي «اريتريا» وفيه تأشيرة دخول لقطر.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد اعتقاله من قبل السلطات الأميركية، اعترف باجتماعه مع القذافي مرتين، واجتماعه مع معارضين سعوديين في لندن ونقل أموال لهم. واعترف بأنه كانت تربطه علاقة مع شخصيات في القاعدة وتلقيه أموالاً طائلة. وتمت محاكمته في ولاية فيرجينيا وأمر القاضي بسجنه 23 سنة وسحب الجنسية الأميركية منه. ولم يطلب استئناف للمحاكمة، بل اعتذر في المحكمة للملك عبدالله والشعب السعودي.
ويعتبر العمودي هو صديق كل الجماعات الإسلامية السياسية «حزب الله، الإخوان، القاعدة، الجهاد الإسلامي»، وهو مستشار لحركة الإصلاح في جزيرة العرب. وفي يناير 2001 بيروت أنشأ منظمة جديدة «مشروع القدس» بمشاركة الإخوان.
وذكرت الصحيفة أن الدور القطري في رعاية العمودي كان واضحاً، خاصة أن التحقيقات كشفت أن يوسف القرضاوي طلب من العمودي أن يقترب من الجيش الأميركي ويقنعهم بإنشاء برنامج للجنود المسلمين. وقد تم قبول اقتراحه عام 1991 وكان يدرس معه سامي العريان وطه العلوني المتهمان بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر.
وتحركت قطر للإفراج عن رجلها المسجون في الولايات المتحدة من خلال زيارة الأمير السابق حمد بن خليفة إلى واشنطن في عام 2011، إلا أن ذلك باء بالفشل ليقبع الرجل في السجون الأميركية حتى الآن.
ومن جانبه، كشف الناشط الأميركي محمد سمان عن خسائر مالية فادحة للإخوان في قطر، لافتاً إلى أن خسائر المجموعة الإسلامية القابضة التي أسستها الجماعة في قطر سنة 2006 وصلت لنسبة 60% حتى الآن في بورصة قطر خلال 14 شهراً من المقاطعة الخليجية، ولذلك قررت تعديل النظام الأساسي للشركة لتسمح بتملك الأجانب نسبة 49%.
وأضاف أن عدة بنوك في قطر دخلت فعلياً في مرحلة «الإفلاس غير المُعلن» بسبب خسائرها المالية الفادحة وتدهورت قيمتها لمستويات كارثية غير مسبوقة في بورصة قطر خلال 14 شهراً من المقاطعة الخليجية، إضافة إلى خسائر مذهلة للشركات العقارية وشركات الوساطة المالية في الدوحة التي تدهورت قيمتها لمستويات كبيرة في البورصة خلال فترة المقاطعة.