وليد فاروق (دبي)

اعترف الدولي الإكوادوري فرناندو جايبور، لاعب الوصل، بأن مستوى كرة القدم الإماراتية تسبب في «صدمة» له، لأنه «فاق» توقعاته، التي كان يعتقدها قبل انضمامه إلى صفوف «الإمبراطور» بداية الموسم الحالي، في ظل وجود مستويات فنية عالية، سواء على صعيد الفرق المنافسة في دوري الخليج العربي، أو المحترفين الأجانب، والمدربين، وكذلك اللاعبين المواطنين، علاوة على الإمكانات العالية التي تملكها معظم الأندية التي تابعها حتى الآن.
وانضم جايبور (28 عاماً) إلى قلعة «الإمبراطور» بداية الموسم الحالي، قادماً على سبيل الإعارة من فريق إندبندينتي الأرجنتيني، أحد أكبر الفرق في الأرجنتين، بعد مفاوضات مطولة نتيجة شعبية اللاعب هناك، وتمسك الجماهير باستمراره، علاوة على دخول أحد أندية تشيلي في خط المفاوضات من أجل الحصول على خدماته بدلاً من الوصل، قبل أن يوافق اللاعب على تحديد مساره، بعيداً عن القارة الأميركية تماماً نحو الخليج العربي، وتحديداً مدينة دبي.
وبعد أكثر من 3 أشهر من بعد انضمام جايبور إلى صفوف الوصل، حاول خلالها تعلم اللغة الإنجليزية التي تعينه على التواصل مع بقية زملائه في الفريق ومعيشته في مدينة دبي، في ظل عدم إجادته سوى اللغة الإسبانية، أوفى اللاعب بوعده، وأدلى بتصريحات مطولة في جلسة مع «الاتحاد» عن انطباعاته عن ناديه وعن كرة القدم الإماراتية، والتي كونها منذ حضوره.
وعاد جايبور، لاعب الوسط، للدخول ضمن القائمة الأساسية لفريق الوصل في المباريات الأخيرة، بعد غياب استمر نحو 6 أسابيع، بسبب الإصابة بكسر في إصبع قدمه اليمني، ما حرم الفريق من جهوده في أكثر من مباراة، قبل أن يعود للمشاركة من جديد في آخر مباراتين، وتحديداً أمام حتا والوحدة، كبديل في الدوري.
وفي بداية حديثه، أكد جايبور أن كرة القدم تظل هي كرة القدم في العالم كله، وبالتالي فإن أوجه التشابه بين مستوياتها في أنحاء العالم كثيرة، في ظل وجود كفاءات فنية عديدة ولاعبين ذوي مواهب وقدرات عالية، قادرين على التقليل من الفوارق بين فريق وآخر، وأن هذا هو ما وجده هنا في الإمارات.
وقال: «كرة القدم رياضة تلعب وتحقق انتصاراتها على المستطيل الأخضر، وليس بمجرد أسماء اللاعبين، وبالتالي متى وجدت المقومات الأساسية، فإن التشابه قائم بين المستويات في أي مكان، وحقيقة كنت أعتقد أن مستوى الكرة هنا في الإمارات «ضعيف»، وأقل من المستويات التي أعرفها، لكن الحقيقة ومنذ وصولي إلى دبي ومتابعتي قدر الإمكان لمعظم الفرق هنا، فوجئت بأن المستويات متقاربة جداً بين ما أعرفه خارجياً، وبين ما هو موجود هنا، بل وأفضل مما توقعت».
وتابع: «لاحظت وجود العديد من المواهب الكروية في معظم فرق دوري الخليج العربي، سواء على صعيد اللاعبين الأجانب أو المواطنين، فمستويات معظم الفرق أيضاً مرتفعة، والمنافسة حامية وساخنة جداً في كل جولة، وهناك مديرون فنيون على أعلى مستوى من الكفاءة والقدرات التدريبية العالية، حقيقة ما وجدته هنا اختلف تماماً عما توقعته».
ولم تطأ أقدام جايبور سوى ملاعب مسابقتين محليتين فقط في كل من مسقط رأسه الإكوادور، ثم الأرجنتين، حيث كانت البداية في نادي إميليك الإكوادوري الذي لعب له لمدة 11 موسماً على التوالي، من عام 2007 وحتى عام 2018، خاض خلالها 230 مباراة، وأحرز 31 هدفاً، قبل أن ينتقل إلى صفوف النادي إندبندينتي الأرجنتيني ولعب 50 مباراة، وسجل 6 أهداف وصنع 8 أهداف.
وكشف اللاعب عن أنه عكف، ومنذ انضمامه إلى صفوف الوصل، على مشاهدة كل فرق دوري الخليج العربي، للتعرف عن قرب على مستويات باقي المنافسينن وكذلك لاعبي الفرق الأخرى، مؤكداً أنه اكتشف أن هناك العديد من الفرق على قدر كبير من الإمكانات الفنية، علاوة على ميزة أخرى، وهي وجود أكثر من فريق قادر على المنافسة على الصدارة، بما يسهم في ارتفاع مستوى المنافسة والدوري ككل، وقال: «هناك العديد من الأندية لديها القدرة والإمكانيات على المنافسة على لقب الدوري، مثل الشارقة وشباب الأهلي والعين والجزيرة، ووجود أكثر من فريق يتنافسون على الصدارة يسهم في ارتفاع المستوى ككل، خاصة أن هذه الفرق تسعى لتحقيق الفوز في كل جولة، وتضغط على بقية الفرق من أجل الحفاظ على الصراع والمنافسة قوية لآخر لحظة».
أما فيما يتعلق بفريقه الوصل، وعدم تحقيقه النتائج المرجوة له من البداية، فأشار جايبور إلى أن المعلومات التي جمعها قبل حضوره دلت على أن «الإمبراطور» من الفرق المتميزة للغاية والقريب من المنافسة في كل موسم، وقال: «كانت طموحاتنا عالية جداً في فترة الإعداد خلال المعسكر الخارجي في النمسا، وقدمنا بعض المباريات الجيدة المستوى في البداية، سواء في بطولة محمد السادس للأندية الأبطال، أو في كأس الخليج العربي وفي افتتاح الدوري أمام النصر، لكن بعد ذلك واجهنا سوء توفيق كبير، ونتيجة قلة خبرة عدد كبير من اللاعبين وقعنا تحت ضغوط سوء النتائج، وهو ما كان يمثل عنصر ضغط كبيراً على الفريق، فكل مباراة كنا نخوضها ونحن مضغوطون قبل بدايتها».
وتابع: «أعتقد أننا نجحنا في كسر هذه الدوامة في آخر 3 مباريات حققنا فيها فوزين وتعادلاً، وكنا قريبين من الفوز الثالث على التوالي، أعتقد أن الأداء سيتحسن أكثر نحو الأفضل في الفترة المقبلة، بعدما استرد الفريق عافيته وثقته، وتجاوز المحنة الصعبة السابقة التي كانت تضغط علينا جميعاً».
وأوضح جايبور أنه يسعى إلى استعادة كاملة لياقته الفنية بعد فترة غياب ليست بالقصيرة، استمرت لمدة 6 أسابيع بسبب الإصابة، موضحاً أنه جاهز بدنياً حالياً بنسبة 100% بعدما فضّل مدربه الروماني لورينت ريجيكامب، عدم إشراكه سابقاً، إلا قبل التأكد من جاهزيته كاملة، مشيراً إلى أن حصوله على 20 دقيقة في أول مباراة أمام حتا ثم توالي مشاركاته، سيسهم في استعادة مستواه، خاصة أن الابتعاد عن الكرة هذه الفترة ليس بالأمر السهل، متمنياً أن يكون عنصراً مؤثراً ومرجحاً لفريقه في المباريات المقبلة.

عشق دبي
لم ينس جايبور التأكيد على أن جزءاً كبيراً من انطباعاته الإيجابية عن كرة القدم الإماراتية، ومدينة دبي، كانت بسبب أسرته المكونة من وزوجته وطفليه «ولد وبنت»، الذين عشقوا دبي كثيراً من الوهلة الأولى، واكتشفوا فيها سهولة الحياة وزخماً ترفيهياً غير مسبوق بالنسبة لهم، للدرجة التي جعلت طفليه حريصين على تشجيع الوصل بحرارة، باعتبار أن هذا النادي كان له الدور الأساسي في هذه النقلة في حياتهم، وكانا سعيدين للغاية بارتداء قميص الوصل وحضور كل مباريات الفريق لتشجيعه ودعم ومساندة والدهم بـ«حرارة» وحماس كبيرين في كل لحظة.

«زعبيل» بوابة العودة لقيادة المنتخب
حول انضمامه إلى صفوف منتخب بلاده، والذي كان قد عاد إليه «قائداً» بعد انضمامه إلى صفوف الوصل مباشرة، قبل أن يستبعد خلال فترة إصابته الأخيرة، أوضح جايبور أن أولوياته حالياً تنصب حول كيفية تقديم أفضل ما لديه لمصلحة الوصل أولاً، ومن ثم سيكون ذلك دافعاً له من أجل العودة لصفوف منتخب الإكوادور، المقرر أن يكون تجمعه المقبل خلال شهر نوفمبر الجاري. وكان جايبور قد حمل شارة قيادة منتخب بلاده في المباراتين الوديتين اللتين خاضهما منتخب الإكوادور في الولايات المتحدة الأميركية، أمام كل من بيرو وبوليفيا، في سبتمبر الماضي، استعداداً لتصفيات المونديال، وفوزه في المباراتين (1 - 0 و3 - 0 على الترتيب في المباراتين)، وأعطى انطباعات إيجابية كبيرة بإمكانية وجودة ضمن تشكيلة منتخب بلاده في تصفيات مونديال 2022. وأوضح محترف الوصل: «مصلحة الوصل هي ما تهمني حالياً، كيف يمكن أن أعود لتشكيلة منتخب بلادي إذا لم أقدم أفضل ما لدي لفريق،ي أو ما أستحق عليه الانضمام للمنتخب؟ هذه هي عقليتي والطريقة التي أفكر بها، تحسن نتائج الوصل والانتصارات ستكون هي البوابة لعودتي من جديد للمنتخب».