مراد المصري (دبي)

يجسد جينارو جاتوسو حالة خاصة في كرة القدم الإيطالية، وتحديدا مع آي سي ميلان، الذي كان معه دائماً بمثابة القلب النابض بالعزيمة والروح، والأسد المفترس الذي يخشاه المنافسون، لكن أحواله تغيرت تدريجيا منذ خلعه الفانلة كلاعب وتحوله للتدريب، حيث يقف على كف عفريت اليوم، حينما يلتقي فريقه مع ساسولو في ختام الجولة السابعة للمسابقة.
ومنذ الموسم الماضي حاول جاتوسو أن ينقل جزءا من حماسه إلى اللاعبين، لكنه نجح قليلاً وفشل كثيراً، وهو حاله هذا الموسم بعدما جمع الفريق 6 نقاط فقط في خمس مباريات خاضها - يمتلك مباراة مؤجلة-، ليحتل المركز الرابع عشر، وتصبح مسألة المنافسة على اللقب مستحيلة نسبياً، والمقاعد المؤهلة إلى دوري الأبطال هي الممكنة بشروط معينة، لا يبدو الفريق أهلاً لها بانطلاقته الضعيفة.
ويبدو جاتوسو عاجزاً وهو يقف أمام الدكة، وتغيب عنه القوة التي اعتدناها عليه كلاعب، كما أنه يسقط مراراً وتكراراً في قراءة المنافس، وهو ما كلف الفريق هذا الموسم التعادل مع إمبولي في الشوط الثاني، واستقبل هدف التعادل القاتل من أتالانتا في الوقت بدل الضائع، كما سقط أمام نابولي رغم تقدمه بهدفين في الشوط الأول، حيث استقبل 3 أهداف في الشوط الثاني.
ورغم عدم نجاح «رينو» لحد الآن مع الفريق على الصعيد التدريبي، فإن معظم الجماهير ما زالت تواصل دعمها معتبرة أنه لا يمتلك اللاعبين القادرين على تلبية طموحاته، فيما ترى الأغلبية الأخرى أنه ضعيف ولا يمتلك الخبرة اللازمة خصوصا أن الفريق قام باستقطابات عديدة في آخر موسمين، حيث لا يستطيع دمج المواهب لاستخراج الأفضل منهم، وعلى سبيل المثال البرتغالي أندريه سيلفا الذي واجه عقماً تهديفياً مع الفريق، لكنه حاليا يتصدر ترتيب دوري الهدافين في الدوري الإسباني، كما أن الدفاع مهزوز رغم امتلاكه الموهبتين رومانيولي وكالدارا والحارس دوناروما.
وتتمنى جماهير «الروزنيري» لو قدر لجاتوسو أن يرتدي ملابسه كلاعب ويعود إلى أرضية الملعب، أو يجلس اللاعبون ليشاهدوا لقطات فيديو لمدربهم حينما كان بمثابة «محارب» في أرضية الملعب، يقاتل في جميع أرجائه ويرفض الهزيمة مهما كانت الظروف، وهي الأمور التي تغيب عن أغلب لاعبي الفريق الحالي، الذي يبدو شعار الفريق ثقيلاً للغاية عليهم بالنظر لإمكانياتهم المحدودة.
ورغم أن جاتوسو وعد حينما تم تعيينه مدرباً للفريق بتقديم أكثر من مجرد القوة والحماس المعنوي، لكنه لم ينجح في ترجمة وعده على أرض الواقع، لتبدو رحلته بالاقتراب من النهاية بحسب المؤشرات الحالية.
واعترف جاتوسو أن المؤشرات الحالية غير سعيدة لفريقه، وقال: في هذه اللحظة لسنا فريقاً كبيراً، الفريق الكبير يجب أن يكون أكثر حسما وصلابة، نحن سقطنا في فخ التعادل مرة أخرى ويجب أن نطور أمورنا لأننا نعاني حاليا، وهناك أمور يجب أن نصححها، دون أن نضع اللوم على لاعبين بعينهم، يجب أن نعمل معاً كمجموعة ونركز على قوتنا معاً وليس كأفراد فقط.
وكانت وسائل الإعلام الإيطالية، كشفت أن البرازيلي ليوناردو المدير الرياضي لميلان، وجه رسالة تحذيرية إلى جاتوسو عقب النتائج غير المرضية، وطالبه بالتصرف سريعا لأن النادي لا يمكنه الانتظار لوقت طويل، وبأهمية القيام بردة فعل في المباريات المقبلة.
من جانبه أنبرى رومانيولي للدفاع عن مدربه، وتحمل مسؤولية التعادل مع إمبولي بسبب الخطأ الذي ارتكبه، وقال: في حال لم أتسبب بهذا الخطأ ربما كنا سنفوز بالمباراة الماضية، أتحمل كامل المسؤولية، لعبنا بشكل جيد للغاية، كان لدينا الكثير من الفرص وتهديد مرمى المنافس.
وأوضح أن الأخطاء لم تحصل بسبب التوتر أو الخوف، وقال: يجب أن نستمر بالقيام بنفس العمل ساسولو، صناعة المزيد من الفرص يعني تسجيل الأهداف في المباريات المقبلة، وفي حال قللنا من الأخطاء فإننا سننجح باستعادة نغمة الفوز.