حسونة الطيب (أبوظبي)

سواء للوقاية من أشعة الشمس أو لتصحيح النظر وبعدد الذين يرتدونها المقدر بنحو 2 مليار حول العالم، ربما تكون مسألة وقت فقط ليضعها الجميع فوق أعينهم، لكن لم تكن النظارات هذه المرة للأغراض التقليدية، بل للتفاعل مع الحقبة الجديدة للمعلومات، مهددة بذلك هيمنة الهواتف الذكية، بحسب صحيفة ذا ناشونال. وتعكف فيس بوك في الوقت الحالي، على إنتاج نظارة ذكية باسم «أوريون»، تخطط لطرحها قبل حلول العام 2025. وترجح الشركة، احتمال أن تحل النظارة الجديدة، محل الهاتف الذكي بالكامل. وأصبحت الهواتف المحمولة، جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يبدو من المستحيل تقريباً تصور عالم اليوم بدونها.
لكن تعتمد فيسبوك، على رغبة العملاء في أن تكون المعلومات متوازنة حرفياً على أنوفهم، وذلك في غضون أقل من خمس سنوات من الآن. بلغت سوق الهواتف النقالة سواء في الإمارات أو في الدول الأخرى ذات الاقتصادات المتقدمة حول العالم، حد التشبع. وتشير التقارير، لبطء وتيرة المبيعات العالمية، لكن ليس للاستخدام اليومي، ما يعني مقاومة الهواتف النقالة للتغيير والانتقال لمرحلة أخرى. لكن انعكس بطء المبيعات، سلباً على مسيرة الابتكارات.
ويقول محلل التقنية باولو بيسكاتور: «يعاني مزودو الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية بسبب التمييز بين هذه الأجهزة، ما دفعهم للتطلع لفئات جديدة، تسهم في الدفع بعجلة الابتكار وتوليد مصادر إيرادات جديدة. وتعتبر النظارات الذكية، فئة مهمة لأنها تفتح مجالات استخدام جديدة لجميع شرائح العملاء».
استمرت رغبة فيس بوك، في التقنية البصرية لوقت ليس بالقصير، حيث يصف أحد الخبراء العاملين بالشركة، النظارات الذكية، بواحدة من أكبر التحولات التقنية خلال الـ 50 سنة المقبلة. وتسربت مؤخراً، بعض التفاصيل المتعلقة بخصائص هذه النظارات، حيث يمكنها تلقي المكالمات وإرسال صورة حية لموقع صاحبها لجهات الاتصال وإمكانية عرض معلومات على مدى نطاق الرؤية.
لكن فيس بوك، ليست الشركة الوحيدة في هذا السباق، حيث حددت شركة الاتصالات الأميركية العملاقة أيه تي آند تي، موعداً للوقت الذي تفسح فيه الهواتف الذكية المجال أمام النظارات.
وقال راندال ستيفنسون، المدير التنفيذي لشركة أيه تي آند تي: «يقوم الجميع بحمل هذه الأجهزة، لكنها تتميز بأوزان ثقيلة وأحجام كبيرة. لذا ينبغي التخلص منها والتقدم خطوة أخرى، حيث من الممكن تخيل عالم نتجول فيه بدون رفقة أي شاشات لتقتصر على النظارات فقط».
وأي حديث يدور حول هذه التقنية، لابد من الإشارة لنظارات جوجل الذكية «جوجل جلاس»، التي أحدث طرحها ضجة كبيرة، بيد أنه تم حظرها من دور السينما وأماكن العمل. وأوقفت جوجل بيع هذه النظارات في 2015 على أن تعاود طرحها في 2017، لكن يبدو أنها سبقت وقتها. وفي نهاية المطاف، فإن الهواتف الذكية التي نتصفحها ساعة بعد ساعة طوال اليوم، ما هي إلا صورة مصغرة من الكمبيوتر الشخصي والمحمول التي سبقت طرح هذه الهواتف.
وربما تكون شبكات 5 جي، من خلال اتصالها السريع الذي يتيح لعدد من الأجهزة الذكية التحدث مع بعضها البعض، هي تلك التقنية التي تنذر بخروج الهاتف الذكي في النهاية من ذات الباب الذي دخل منه. ومن المتوقع، أن يتحول كل جدار وسطح، إلى شاشة يحددها المستخدم، متصلة عبر الصوت ومدعومة بالحوسبة السحابية عبر شبكة واحدة متقاربة. ويُعرف ذلك باسم الحوسبة المنتشرة، حيث تصبح المنصة في كل مكان وغير ملحوظة تقريباً. وفي حين نسمع عن «قاتل الهاتف الذكي»، فمن غير المرجح أن يتعرض لضربة قاضية من قبل جهاز واحد. وربما يقوم ملايين الناس أو المليارات منهم، باستخدام نظارات أوريون من فيس بوك، ليظل الاختفاء هو المصير المحتوم للهاتف الذكي على الأرجح.